عيسى جاد الكريم
وزارات الطيران والصحة والسياحة.. برافو
من المهم أن يكون هناك تنسيق بين الجهات المسؤولة وقت الأزمات، وكواحد من المتابعين لأداء ثلاث وزارات في الحكومة المصرية، هي: الطيران والصحة والسياحة، أن هذه الوزارات الثلاثة ناجحة بامتياز حتى الآن في التعامل مع أزمة وباء كورونا المستجد، وذلك من خلال الإجراءات المبكرة والتنسيق في هذه الأزمة.
وزارة الطيران، وبعد أيام من الاعلان عن تفشى فيروس كورونا بالصين، أعلنت من خلال الشركة الوطنية مصر للطيران، إيقاف وتعليق رحلات الطيران للصين في نهاية يناير الماضي، رغم أنه قرار صعب، ورغم أن منظمة الصحة العالمية، لم تطلب أو تنصح بإيقاف الطيران للصين، ولكنها إجراءات استباقية اتخذتها وزارة الطيران وشركات الطيران الوطنية المتمثلة في مصر للطيران كإجراء احترازي مهم، وزارة الطيران نسقت أيضا مع وزارة الصحة لإعادة 302 مصري من الصين، كانوا بمدينة ووهان الصينية، ووفرت لهم طائرة خاصة مجهزة، وبالتعاون مع وزارة الصحة تم تنفيذ الحجر الصحي لهم بفندق بمطروح وبالتوازي، تجهيز مستشفى مجهز لإجراء الحجز لأى حالة قد تظهر عليها الأعراض، والذي تم على أكمل وجه حتى خروج جميع الذين تم إجراء الحجر الصحي عليهم بسلامة الله بصحة جيدة.
وزارة الطيران بالتعاون مع وزارة الصحة، وفرتا بجميع المطارات الدولية والموجودة بجميع أنحاء الجمهورية وبالمدن السياحية فرقًا طبية مجهزة ومدربة لإجراء الحجر الطبي، والمسح ظاهريًا عن درجة الحرارة والعلامات الصحية للقادمين، ووفقًا للإجراءات العالمية المتعبة التي أقرتها أكواد السلامة بمنظمة الصحة العالمية، ورغم ذلك أتمنى أن تستحدث وزارة الطيران بالتعاون مع السياحة وشركات مصر للطيران وإدارة الطيران، في بطاقات التعريف التي يسجل بها الزائرون بياناتهم في الطائرة قبل الهبوط للمطار، خانة يكون السؤال فيها عن البلاد التي زارها الراكب خلال الـ15 يومًا الأخيرة قبل قدومه لمصر، وإذا اتضح أن أحدهم قد زار دولة متفشى بها فيروس كورونا، يتم إجراء الفحص المخبري لهم بأخذ مسحة من الزور واللعاب للكشف عن إصابته من الفيروس من عدمه، بدلا من الاعتماد على المسح الظاهري فقط، الذي يعتمد على الكشف عن ارتفاع درجة الحرارة أو الإصابة بالأنفلونزا، وهذا حتى لا يتسرب مصابون بالفيروس لداخل البلاد، وإن كانت حتى لم تظهر عليهم علامات الإصابة بالفيروس، كما أن هذه الوثيقة ستكون مهمة في تتبع الحالات المرضية المصابة.
وبعد إعلان المملكة العربية السعودية عن ايقاف الانشطة الدينية للعمرة مؤقتًا، سارعت وزارة الطيران من خلال شركات الطيران التابعة لها على، التأكيد على سماحها للحاجزين لتذاكر الطيران باسترداد ثمن التذاكر دون خصومات أو غرامات، ومن ناحيتها أكدت وزارة السياحة، أنها ستتابع مع غرفة شركات السياحة استرداد الحاجزين لرحلات العمرة لثمن الرحلات، وبما يضمن ألا يضر أي مواطن بالقرارات التي هي خارجه عن ارادة الجميع.
وزارة السياحة من خلال هيئاتها المختلفة، تتابع كافة الإجراءات للسلامة بالمناطق السياحية في سبيل التأكيد على جاهزية مصر واستعدادها لاستقبال السائحين، بل إن وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، افتتح اليوم متحف الغردقة وهي مدينة مشهورة بالسياحة الشاطئية والترفيهية، ليؤكد أن مصر لديها منتجات سياحية، يمكن إضافتها للسائحين لتكتمل رحلاتهم إلى مصر.
ما قامت به مصر من إجراءات للوقاية من الفيروس، وكيفية اتخاذ كافة الإجراءات لوقاية منها ناجحة، وناجعة في السيطرة على عدم وصول الفيروس، وإصابته للمواطنين المصريين حتى الآن، وتخصيص وزارة الصحة لرقم 105 على مدار الساعة، لتقديم خدماتها لمعرفة كافة المعلومات على المواطنين عن فيروس كورونا والتعريف بالوقاية منه عمل جيد ومتميز، ووجود بعض الحاقدين أو الجهلة خارج من دول معادية ومن وسائل إعلام لدول معادية، ومن داخل مصر بترويج معلومات عن مصر بوجود حالات مصابة بفيروس كورونا بمصر، دون دليل أو معلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو محض افتراء وليس من المعقول أن تهلك دولة نفسها، وترهق وزارة مؤسساتها في الرد على شائعات السوشيال ميديا، فليس من الحكمة الرد واللهاث وراء الشائعات للرد عليها.
ولكن يجب أن يكون الرد مقتضبًا، ويكفي ما أعلنته وزارة الصحة المصرية، وما أعلنته منظمة الصحة العالمية ومكتبها بالقاهرة ثم بالكويت، وهي مؤسسة دولية لها كيانها ومصداقيتها، وليس من مصلحتها ترديد أكاذيب أو معلومات خاطئة، وبالنسبة للحالتين المصابتين اللتين قال وزير الصحة الفرنسي: إنهما قادمتان من مصر، منظمة الصحة العالمية أكدت أنهما زار بلادًا بها الفيروس غير مصر، بل إن منظمة الصحة العالمية ذهبت لأبعد من ذلك، وطلبت بشكل رسمي معلومات عن تحركات الحالتين، لتؤكد سلامة موقف مصر وإجراءاتها، خاصة أن الحالتين يمكن أن يكونا قد أصيبا بالفيروس قبل وصولهما لمصر، خاصة أن الفيروس يظل بالجسم لمدة 14 يومًا، كفترة حضانة قبل أن تظهر أعراض الإصابة به، كما قد يكونا قد أصيب به في بلد وسيط ثالث نزلت به الطائرة التي كان يستقلانها ترانزيت.
كلمة أخيرة.. على الجميع أن يتحلى بالمسؤولية على وسائل التواصل الاجتماعي، وألا يردد شائعات عن الفيروس ووجوده، لأننا في وقت جد لا يصح فيه الهزل، وأن يتخذ الجميع الاحتياطات للوقاية من هذا الفيروس، وأى فيروسات أخرى معدية، فالوقاية خير من العلاج.
ويبقى أن نحمد الله على نعمه، بأن نجا مصر وحفظها من انتشار هذا الوباء، وندعوه سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمه، ويحفظ مصرنا وشعب مصر وأحبابنا من الفيروسات والأمراض والاوبئة، حفظ الله مصر وشعبها.