انحناء القضيب .. مشكلات وحلول بين الواقع والمأمول
محمود كمال
وخلال لقاءنا المتواصل مع الدكتور أسامة كمال شعير - أستاذ الذكورة و خبير جراحة دعامة العضو الذكري بكلية الطب جامعة القاهرة و بالأكاديمية الأوروبية للذكورة - وتعود خبرة بروفيسور أسامة شعير لعام ١٩٩٦، أي ما يفوق 20 عاماً من الممارسة المتصلة المكثفة لجراحة دعامات القضيب. وقد قام البروفيسور بتطوير أساليب مميزة لتطوير جراحة دعامات الانتصاب نال عنها العديد من الجوائز وتم تكريمه في العديد والعديد من المحافل الطبية الدولية بفضل الله ، ولعل أبرز هذه الجوائز : جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الطبية.
حدثنا عن انحناء القضيب و ما هي أضراره؟ ، قائلًا: أن انحناء القضيب يعد عدم استقامة للعضو، وتكون له درجات و اتجاهات مختلفة، ومن بعض درجات انحناء القضيب هناك حالات تستلزم التدخل الجراحي. مثلاً انحناء القضيب لأسفل بدرجة تزيد عن ثلاثين درجة أو لأعلى بدرجة تزيد عن أربعين درجة، أو انحنائه إلى اليمين أو إلى اليسار بدرجة تزيد على الخمسة عشر إلى العشرين، كل ذلك قد يؤدي إلى صعوبة العلاقة الزوجية و ألم للزوجة و ربما بعض التقرح المهبلي في حديثي الزواج، قد يؤدي الألم الناتج عن انحناء القضيب إلى انقباض القناة التناسلية للزوجة مما قد يمنع الجماع. كما أن هناك درجات شديدة من انحناء القضيب قد تصل إلى التسعين درجة.
وتعد أسباب انحناء القضيب ناتجة عن أمراض خلقية أو جراحات سابقة فى هذا الموضع, أو ناتج عن مرض يدعى "بيرونى" (Peyronie’s disease)وهو عبارة عن تراكم مادة صلبة (تَلٌيف) داخل الذكر.
من الأسباب الخلقية لانحناء القضيب النمو المُفرِط لأحد جوانب القضيب بصورة غير متناسقة مما يؤدي إلي انحنائه في الاتجاه المعاكس. من الأسباب الخلقية لانحناء القضيب أيضاً تراجع مجرى البول بحيث يكون على باطن القضيب أو على سطحه، و ليس عند الطرف.
أما انحناء القضيب المُكتَسَب فمعناه أن العضو الذكري كان في الأصل مستقيماً ثم استجد عليه الانحناء. ومن أشهر أسباب انحناء القضيب المكتسب هو مرض بيروني الأصل في العضو الذكري أنه مطاط نوعاً ما بحيث ينتصب بسهولة و يتمدد. في حالة انحناء بيروني، يحدث تَيَبُس أو تَلَيُف في أنسجة القضيب في بعض الأماكن فلا تتمدد بسهولة، بينما يتمدد باقي العضو الذكري عند الانتصاب ، يؤدي ذلك إلى انحناء العضو الذكري عند الانتصاب إلى جهة تليف بيروني.
أضِف إلى ذلك إمكانية حدوث انحناء القضيب المكتسب نتيجة جراحات سابقة أو إصابة مباشرة أو كسر في العضو الذكري أو العلاج بالحقن الموضعي بالقضيب لعلاج ضعف الانتصاب.
ويكون علاج انحناء القضيب الخلقي هو بالأساس جراحي ، أما الانحناء بيروني أو الانحناء المكتسب، فإن له خط زمني، ففي العام الأول يتطور تليف بيروني إلى أن يستقر. يمكن تناول أدوية خلال العام الأول من بداية مرض بيروني وذلك للحد من تطوره ويكون العلاج إما بأدوية بالفم أو أدوية يتم حقنها في القضيب في تليف بيروني، أما بعد ذلك فالجراحة تعد هي الوسيلة الوحيدة لعلاج انحناء بيروني، مثله مثل انحناء القضيب الخلقي.
وتكون أدوية مرض بيروني كأقراص أو حبوب : فيتامين هاء ، كلوميد ، بوتابا ، أو بالحقن داخل التليف : كولاجينيز ، إنترفيرون ، فيراباميل.
وتتعدد جراحات انحناء القضيب من خلال تقنيات مختلفة نوضحها من خلال شرح كل تقنية كما يلي :
أولاً : تقنيات التقصير أو تقنيات الشد "16-Dot Technique, Nesbit "
المقصود بتقنيات التقصير لإصلاح انحناء القضيب هو أنه إذا كان العضو الذكري به انحناء، فإن ذلك يعني وجود جانب أطول من جانب، أو جانب أقصر من جانب، مما يؤدى إلى انحناء القضيب. في حالة انحناء القضيب الخلقي، يكون هناك نمو مفرط أدى إلى أن أحد الجوانب أطول من الآخر. في تقنيات التقصير أو الشد، يتم تقصير الجانب الأطول ليماثل الجانب الأقصر و هو الجانب الطبيعي، فيستقيم العضو الذكري. بالطبع يحدث انخفاض في الطول، إلا أنه غالباً ما يبقي العضو الذكري في النطاق الطبيعي ما حيث الطول، نظراً لأن انحناء القضيب كان نتيجة نمو مفرط. هناك بالطبع استثناء في حالات الانحناء الشديد حيث قد يحدث تناقص واضح في الطول.
أما في حالة انحناء بيروني، فإن تليف بيروني يؤدي إلى انخفاض الطول على نفس الجانب و بالتالي انحناء القضيب، وتقنية الشد تصلح في هذه الحالات أيضاً لكن نقص الطول يكون أكثر وضوحاً لأننا نقوم بتقصير الجانب الطبيعي ليماثل الجانب الذي به تليف بيروني.
ثانياً : تقنية شعير لتدوير الجسمين الكهفيين " Shaeer’s Corporal Rotation "
توصل جميع الأطباء إلى أن علاج انحناء القضيب بأساليب جراحية ينتج عنها قِصَر العضو, و هو الأمر الموثق في عشرات الأبحاث المنشورة دولياً. وفى عام 2005 أضاف البروفيسور أسامة كمال شعير أسلوباً جراحياً هو الأول من نوعه لعلاج انحناء القضيب علاجاً كاملاً بدون تقصير (بغير انتقاص لطول العضو بعكس الأساليب المستخدمة قبلاً). و قد نشر هذا الأسلوب كبحث علمي في دورية الجمعية الدولية للطب الجنسي, وتبع ذلك أن تبناه الكثير من الأطباء عالمياً.: تقنية شعير لتدوير الجسمين الكهفيين / تقنية التدوير
و قد تمكنا بفضل الله من شفاء المئات من المرضى بهذا الأسلوب الجراحي الفريد و ما سبقه من الأساليب, دون أدنى تأثير سلبي على القدرة الجنسية للمريض.
تصلح تقنية تدوير الجسم الكهفي فقط لحالات انحناء القضيب لأسفل أو لأعلى، و ليس لحالات انحناء القضيب إلى اليمين أو اليسار. كما أن جراحة تدوير الجسمين الكهفيين تصلح لحالات انحناء القضيب الخِلقي و ليس لحالات انحناء بيروني.
ثالثاً : تقنية الشق و الترقيع
يتم إجراء هذه الجراحة لحالات انحناء بيروني، حيث يتم شق تليف بيروني أو استئصاله لإزالة سبب انحناء القضيب ، و يتم تعويض المساحة الفارغة الناتجة عن إزالة تليف بيروني بنسيج تعويض، ما يسمي بالرقعة. إذا كان تليف بيروني مصحوباً بضعف شديد في الانتصاب فيتم علاج ضعف الانتصاب في نفس التوقيت بزرع دعامة العضو الذكري.
يُلاحظ أن تليف بيروني عادة ما يكون ملاصقاً لأعصاب الحساسية الخاصة بالعضو الذكري. يتم إزاحة الأعصاب جانباً ثم إزالة تليف بيروني. إلا أن الحساسية قد تتأثر و لو بصورة جزئية.
كما يلاحظ أن إزالة نسيج بيروني قد يصاحبه ضعف انتصاب في 30% من الحالات تقريباً، مما قد يستدعي جراحة دعامة العضو الذكري.
رابعاً : تقنية شعير لإزالة تليف بيروني " Shaeer’s Punch Technique "
بدلاً من إزاحة أعصاب الإحساس جانباً لكشف نسيج بيروني و إزالته، ابتكر البروفيسور شعير تقنيتين لإزالة تليف بيروني من باطنه، من داخل اسطوانات الانتصاب، باستخدام منظار الجسم الكهفي أو باستخدام آلة خاصة بذلك تسمي "punch forceps ".
ويتم في أغلب الأحوال زرع دعامة العضو الذكري في نفس الجراحة نظراً لأن الحالات الشديدة من تليف بيروني تكون عادة مصحوبة بضعف انتصاب شديد.
وقد تم نشر تلك التقنيات دولياً ولاقت نجاحاً باهراً، وتدرس حالياً في المراجع العلمية العالمية.
لمزيد من الاستفسارات والرد على عشرات الأسئلة الشائعة يرجى زيارة المواقع الآتية:
جوجل نيوز
