عاجل
الأربعاء 7 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سحل الجيش المشلوح في "النيرب"..وأروغان يلجأ لأمريكا

  طرح المراقبون للأحداث في الشمال السوري تساؤلات حول الهجوم الذي وصف بانه الأكبر والأعنف من القوات التركية وجماعات مسلحة معارضة وإرهابية موالية لها على مواقع قوات الجيش العربي السوري، ولكنها سرعان ما انسحبت بعد مواجهات عنيفة.



 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم التركي كان "مكثفاً وهستيرياً" على بلدة النيرب شرق إدلب من أجل فرض السيطرة على هذه البلدة الاستراتيجية لوقوعها على طريق حلب – اللاذقية المعروف باسم "M4".

 

وأضاف أن طائرات تابعة للقوات المسلحة العربية السورية وأخرى روسية شنت غارات على قميناس وسرمين ومناطق أخرى في ريف حلب الغربي، بالتزامن مع حشد للقوات التركية والفصائل الموالية لها في تلك المنطقة.

 

وتعتبر هذه المنطقة مهمة لتركيا والفصائل الإرهابية التي تدعمها لأنها قريبة من مدينة سراقب التي تُعدّ مركز تقاطع الطرق الدولية بين حلب ودمشق واللاذقية وحمص.

وطالب الرئيس التركي رجب طيب أروغان بتراجع القوات السورية إلى ما بعد سراقب التزاماً باتفاق سوتشي الموقع مع روسيا، والذي نص على أن هذه المدينة ضمن منطقة خفض التصعيد.

  وفي سياق متصل، أعلنت القوات الروسية في سوريا أن مقاتلات "سوخوي – 24" الروسية قصفت "إرهابيين" حاولوا التسلل إلى سوريا، وهذا ما سمح للقوات السورية بصد الهجوم.

 

وأضافت: "قامت العصابات الإرهابية، في 20 شباط/فبراير، بعدد من الهجمات على وحدات الجيش العربي السوري، مستخدمة فيها أعداداً كبيرة من المركبات المدرعة في اتجاه قميناس بالقرب من النيرب، وقد أصيب خلالها أربعة جنود سوريين".

 

وتابعت: "وقدمت المدفعية التركية الدعم لهجمات المسلحين، وهذا ما سمح باختراق الإرهابيين دفاعات الجيش السوري".

 

وقال الصحفي الألماني جوليان روبك المختص في الشأن السوري: "صور تظهر أن القوات الجوية الروسية عبر مقاتلات "سو 24" قصفت القوات التي تقودها تركيا حول قميناس، على بعد 5 كم شمال شرقي النيرب". انسحاب تركي.

ولم تمضِ ساعات على الهجوم حتى أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان تراجع وتيرة الاشتباكات على محاور شرق إدلب وانسحاب الفصائل والقوات التركية من بلدة النيرب.

 

وقالت قناة الإخبارية السورية إن "الارهابيين، برغم دعم قوات النظام التركي، فشلوا في تحقيق أي اختراق باتجاه النيرب في ريف إدلب".

 

وأعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل جنديين تركيين وجرح خمسة جراء القصف على مدينة إدلب. وقبل عدة أيام، قُتل 13 جندياً تركياً في هجمات سورية، وهذا ما دفع بأردوغان إلى القول إن تركيا ستضرب القوات السورية "في أي مكان" في سوريا إذا أصيب جندي آخر.

 

ولم تعلن القوات السورية خسائرها في المواجهات المتصاعدة، لكن الجيش التركي زعم أنه حيّد 50 جندياً سورياً، في حين قالت قناة الإخبارية السورية أن "أكثر من 250إرهابياً قتلوا خلال تصدي وحدات من الجيش العربي السوري للهجوم على محور النيرب في ريف إدلب".

 

قال الضابط السابق في الجيش السوري عبد السلام الرازق إن العملية العسكرية: "كانت اختباراً تركياً لروسيا، إذ لم تتوقع تركيا أن روسيا ستكون في المواجهة".

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري: "لا نعتقد أن تركيا جادة في هذا العمل العسكري… هي تريد إرسال رسالة تحذيرية للروس مضمونها إذا قررنا نستطيع قلب الموازين".

وأضاف: "إذا ما كانت تركيا جادة، فهناك جبهة واسعة تمتد من دارة عزة إلى ريف معرة النعمان الجنوبي، وهناك جبهة الباب في ريف حلب أيضاً. روسيا لن تسمح باستعادة تركيا أي جزء من المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام".

وتابع: "كما أن روسيا تسيطر على الطرق الدولية "M4 و M5" كذلك تركيا تريد أن تكون لها مكاسب واتفاقات جديدة في مناطق شرق سوريا".

وقالت القوات الروسية: "من أجل عدم السماح بدخول المجموعات المسلحة إلى الأراضي السورية، تم، بطلب من القيادة السورية، توجيه ضربة بطائرات تابعة للقوات الجوية الروسية إلى التشكيلات المسلحة التي اخترقت الدفاعات، وهذا ما سمح للقوات السورية بصد جميع الهجمات بنجاح".

ويرى الكاتب السوري علي الأمين السويد أن العملية العسكرية التركية المرتقبة للسيطرة على أراض سورية تشمل إدلب وما حولها لم تبدأ بعد.

وأضاف: “مثل هذه العمليات يتم الاعلان عنه بشكل رسمي من قبل الرئاسة التركية ووزارة الدفاع على الأقل بُعيد بدء الأعمال القتالية بأقل من ساعة”.

وقال المحلل والكاتب السوري مالك الحافظ: “العملية الخاطفة كانت للتخفيف من الضغوط التي تزايدت على أنقرة من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها ورقة ضغط تحاول أن ترفع من خلالها المكاسب في الحدود الجديدة التي سيتفق عليها بين الطرفين لاحقاً في الشمال السوري”.

وأضاف: “تركيا حاولت لعب هذه الجولة السريعة اليوم معتقدة أن روسيا لن ترد، غير أن تدخل موسكو أعاد الأمور إلى مربع المساعي الدبلوماسية على أقل تقدير”.

وتابع الحافظ: “التدخل العسكري التركي لم يكن بثقله الكامل، وهذا مفهوم، فأنقرة لا تريد وضع كل الحشود في معركة قد يهدم فيها كل ما بنته خلال السنوات الماضية”.

  ونقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن مسؤول تركي أن "أنقرة طلبت من الولايات المتحدة نشر بطاريتين من منظومات صواريخ "باتريوت" على حدودها الجنوبية لضمان حرية التصرف من أجل توجيه ضربات انتقامية ضد هجمات مستقبلية للقوات السورية المدعومة جوّاً من روسيا.

 

وكانت تركيا تعاقدت مع روسيا على شراء منظومة دفاع جوي من طراز أس 400، وهذا ما أثار خلافاً حاداً مع الولايات المتحدة، التي قررت وقف بيع مقاتلات "أف 35 " لأنقرة بسبب هذه الصفقة.

 

وقال المحلل المختص في الشأن التركي يوسف الشريف: "تركيا تطلب من الناتو إغلاق المجال الجوي لإدلب من أجل وقف الطلعات والغارات الروسية والسورية.

 

 

وقال الكاتب السوري المعارض بسام جعارة: "صدقية موقف حلف الناتو على المحك. وإذا لم يقدم الباتريوت لتركيا، فذلك يعني أنه يمارس الخداع ضد القوة الثانية في الحلف!".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز