3 أسباب تجعل من استبعاد صالح جمعة جاسوسا
وليد العدوي
بنسبة كبيرة، انتهى مشهد صالح جمعة في الأهلي تماما، وأصبح اللاعب الموهوب غير مرغوب في وجوده، بعدما أعلن السويسري رينيه فايلر المدير الفني لفريق الكرة الأول عدم حاجته إليه، المثير أن الإعلان لم يأت من داخل الغرف المغلقة، إنما من خلال مؤتمر صحفي عام، وتحديدا عقب الفوز على المقاولون العرب في الأسبوع الـ14 من مسابقة الدوري العام الممتاز، حيث كشف فايلر على الملأ عن عدم وجود مكان له داخل الفريق، ردا على استهتاره وتراخيه، لتتوالى الأحداث داخل القلعة الحمراء بشأن صالح جمعة، تلك الموهبة الكبيرة التي لم تقدر نفسها، ولا حجم النادي الذي تمثله، ليدخل اللاعب في حرب نفسيه شديدة التعقيد مع إدارة الكرة، ويصنع ثلاث شواهد عليه، جعلت منه جاسوسا.
المشهد الأول
أعلن الجهاز الفني للأهلي بقيادة السويسري رينيه فايلر، المدير الفني، رسمياً عدم حاجته إلى صالح جمعة، بسبب استهتاره وعدم التزامه، والأخطر عدم اهتمامه بكم العقوبات والجزاءات الموقعة عليه من قبل مدير الكرة سيد عبد الحفيظ، رافضا رحيله عبر الإعارة، ومطالبا بالحصول على الاستغناء، حتى يسوق نفسه بنفسه، مستبعدا وصاية الأهلي عليه، ليدخل في حرب شرسة مع القلعة الحمراء.
فطن مسؤولو الأهلي أن طلب صالح جمعة الخاص بحصوله على الاستغناء هدفه الذهاب والتوقيع للغريم التقليدي نادي الزمالك، الذي سيرضي غرور اللاعب من عقد مالي ضخم، وشهرة واسعة لا تقل عن الأهلي، ومن ثم توجيه صفعة من الأبيض للأحمر، ردا على صفقة محمود عبد المنعم «كهربا»، المنتقل من الأبيض إلى الأحمر مؤخرا في صفقة جماهيرية من الطراز الأول، لتفشل محاولات جمعة، ويبقي عليه الأهلي في قائمته، لقطع جميع المحاولات عليه، وليرضى اللاعب بدور الموظف، رغم أنه أحد أمهر اللاعبين في الدوري المحلي، لكنه لم يستفد من قدراته الفنية العالية.
أمام الإعلان عن بقاء صالح جمعة داخل الجزيرة، رغما عن أنفه، سبب هاجسا لدى الجهاز الفني من غدر اللاعب، دون استبعاد فكرة تجسسه على الفريق حتى يضر به، بعد أن أصبح عدوا بشكل رسمي وواضح وصريح، لذا جاءت التعليمات في الأسابيع الماضية بضرورة تهميشه داخل ملعب مختار التتش، وأنه أصبح خارج حسابات الجهاز الفني ومن ثم اللاعبين، أما إذا كانت تربطه صداقات وعلاقات طيبة ببعض زملائه فمحلها خارج أسوار النادي فقط.
المشهد الثاني
ترسخت هواجس الجهاز الفني، عبر معلومات وصلت لإدارة الكرة بترحيب صالح جمعة بالانتقال إلى الغريم التقليدي الزمالك، فبخلاف وجود شقيقه عبد الله جمعة في الزمالك، تربطه علاقات قديمة بأبناء رئيس النادي مرتضى منصور، أحمد عضو مجلس الإدارة، وأمير المشرف على الكرة، وهو ما أكده اللاعب برفضه لعرض الإعارة إلى الدور الفنلندي، حيث سعى عبد الحفيظ للخلاص منه عبر بوابة الدوري الفنلندي، على اعتبار أن فنلندا من الدول التي لم تغلق باب القيد بها، كمحاولة لتصريف اللاعب الذي قرر البقاء بالجزيرة نكاية في إدارية ناديه، فمع إغلاق باب القيد المحلي، بات بقاء صالح جمعة في القلعة الحمراء أمرا حتميا، بعد فشل تسويقه خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية.
نجح أمير توفيق مدير التعاقدات في الأهلي في تسويق كل من صلاح محسن ومحمد عبد المنعم إلى سموحة، وعمار حمدي إلى طلائع الجيش وحسين السيد للصفاقسي التونسي ووليد أزارو للاتفاق السعودي عبر الإعارة بكل سهولة، دون أن ينجح في جلب عروض جادة للحصول على خدمات جمعة، حتى محاولة فنلندا، أفشلها اللاعب بنفسه، بدعوى خلاف مالي بسيط، لم يتجاوز الـ 150 ألف جنيه، تمسك به اللاعب لعلمه المسبق بأنه سيبعد عنه العرض، لتضيع محاولة تسويق صالح جمعة الأخيرة، لإنقاذ اللاعب نفسه، ومعه إنقاذ حقوق الأهلي في اللاعب الدولي السابق، الذي يحق له استثماره، كما فعل مع باقي زملائه المعارين، لولا عناد اللاعب، حيث سبق أن نفذ الأهلي أهدافه عبر بوابة فنلندا مع مهاجمه الدولي السابق عمرو جمال، وصانع ألعابه السابق عبد الله السعيد، قبل الانتقال مؤخرا إلى بيراميدز، ليزيد صالح جمعة علامات الاستفهام حول اصراره على التواجد، رغم رفض العروض، والالتزام داخل الفريق.
المشهد الثالث
عبر فايلر عنه بوضوح شديد، حيث اصطحب جميع لاعبي الأهلي الجاهزين إلى الإمارات، باستثناء صالح جمعة والمصابين المعروفين منذ فترة ليست بالقصيرة، سعد سمير ومحمد محمود وحمدي فتحي، ليحرص السويسري على تسليم اللاعب رسالة عدم حمله له أي ملامح تقدير أو احترام، خصوصا أن رحلة أبوظبي تأتي كرحلة احتفالية وترفيهية قبل مواجهة الزمالك، في السوبر المحلي، وهو ما اعتادت عليه الإمارات باستقبال أكبر عدد من بعثتي القطبين على صعيد المسؤولين واللاعبين القدامى وحتى الإعلاميين، لكن فايلر كان له رأي أخر بتعمد تهميش اللاعب وتركه في القاهرة بمفرده، خوفا على الفريق، وعدم وضع أشخاص غير مرغوب في وجودهم بين اللاعبين، قبل مباراة مهمة تحمل بطولة بمفردها بحجم كلاسيكو العرب، خصوصا مع تعاظم الشواهد والهواجس السابق، ليخوض صالح جمعة تدريبات منفردة في صالات الجيم، في انتظار مصيره المجهول الذي لم يحدده بنفسه.