عاجل
السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

لعبة الكراسي الموسيقية بين الديمقراطيين تحسم السباق نحو البيت الأبيض

   دخلت الانتخابات التمهيدية المؤهلة لماراثون التنافس والسباق نحو البيت الأبيض 2020، مرحلة متقدمة من الحسم بين مرشحي الحزب الديمقراطي، بعد فوز عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية نيوهامبشر، متفوقاً على منافسيه بيت بوتيدجيدج وإيمي كلوبوشار في السباق لاختيار مرشح يواجه الرئيس دونالد ترامب.



 

وكشفت نتيجة التنافس بين المرشحين الديمقراطيين في ولاية نيوهامبشر، عن حتمية لعبة الكراسي الموسيقية بين المرشحين الديمقراطيين، والتي تسفر في النهاية عن وجود فائز واحد بالكرسي لملاقاة الرئيس الجمهوري ترامب.

 

فقد حصل ساندرز الذي يقود الجناح التقدمي للحزب الديموقراطي، على 26 بالمئة من الأصوات في الولاية الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة، حيث هزم هيلاري كلينتون في 2016، وحصل رئيس البلدية السابق لساوث بند بولاية إنديانا بيت بوتيدجيدج على 24 بالمئة من الأصوات ليبدأ الاستعداد لمعارك قادمة أصعب.

 

فيما حافظت ايمي كلوبوشار على تقدمها لتحل في المركز الثالث بـ 20 بالمئة من الأصوات وحلت الحليفة التقدمية لساندرز، الليبرالية اليزابيث وارن في المركز الرابع بـ 9 بالمئة من الأصوات، في حين جاء بايدن (77 عاما) في المركز الخامس بـ 8 بالمئة من الأصوات، بعد أن كان قبل عدة أشهر في مقدمة المرشحين.

 

ويرى مراقبون أن أداء بايدن، نائب الرئيس السابق الذي كان المرشح الأوفر حظا في السباق الديمقراطي، جاء مخيبا للآمال للمرة الثانية على التوالي بعد أن حل في المركز الرابع في ولاية أيوا، ومن المؤكد أنه سيواجه تساؤلات متزايدة بشأن مدى جدوى حملته وقدرته على حشد دعم المعتدلين.

 

وأشار المراقبون إلى أن أداء بايدن كان ضعيفا في تنافسين سابقين للرئاسة قبل الفوز بالانتخابات عام 2008 نائبا للرئيس باراك أوباما، ويأمل أن يصمد هذه المرة حتى انتخابات 29 فبراير الجاري في ساوث كارولينا وسلسلة من الانتخابات في ولايات جنوبية أخرى يوم الثلاثاء الكبير الموافق 3 مارس، حيث من المرجح أن يعطيه دعم الأمريكيين من أصل أفريقي دفعة جديدة نحو السباق.

 

وأظهرت النتائج تقليص عدد المرشحين الديمقراطيين الذين يسعون لمنافسة ترامب، في ظل انسحاب رجل الأعمال آندرو يانج والسناتور مايكل بينيت من السباق بعد حصولهما على مراكز متأخرة في نيوهامبشر ، وانسحاب حاكم ولاية ماساتشوستس السابق ديفال باتريك من غمار السباق.

 

وكان المرشحون من الحزب الديمقراطي الطامحون للبيت الأبيض، يترقبون باهتمام انتخابات ولاية نيوهامبشر بعد اقتراع سادته الفوضى في ولاية أيوا انتهى بنتيجة متقاربة ساندرز وبوتيدجيدج.

 

- ما بعد نيوهامبشر وبعد انتهاء ماراثون السباق الأمريكي في نيوهامبشر، يتوجه المرشحون إلى ولاية نيفادا في 22 فبراير، تليها ولاية كارولاينا الجنوبية في 29 من ذات الشهر قبل يوم الحسم "الثلاثاء الكبير" في الثالث من مارس ويشارك أيضا في الانتخابات التمهيدية الملياردير مايك بلومبرج الذي تظهر استطلاعات الرأي ارتفاع شعبيته، بعدما أنفق على حملته 260 مليون دولار من ثروته الخاصة. 

 

كان مايك بلومبرج قرر عدم المشاركة في الانتخابات التمهيدية في الولايات الأربع الأولى، أيوا، نيوهامبشر، نيفادا، كارولاينا الجنوبية، والتركيز بدلاً من ذلك على يوم "الثلاثاء الكبير" الذي تجري فيه 14 ولاية ومنطقة أمريكية انتخاباتها التمهيدية.

 

ولذا يستعد الديمقراطيون الطامحون للفوز ببطاقة الترشيح الحزبية إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة حملاتهم في ولاية نيفادا، المحطة الثالثة من الانتخابات التمهيدية التي ستكون محدداً محورياً للمنافس الديمقراطي للرئيس الجمهوري دونالد ترامب في استحقاق نوفمبر المقبل.

 

وتشير تقارير إلى أن السباق داخل الحزب الديمقراطي ربما تنحصر بين مرشحين اثنين وهما: السيناتور عن ولاية فرمونت اليساري الراديكالي بيرني ساندرز (78 عاما)، والذي يحظى أيضاً بدعم الراديكالية إليزابيث وارين، والملياردير مايك بلومبرج، فالأول يحمل توجهاً ثورياً داخل الحزب الديمقراطي، عبر تحويله إلى حزب اشتراكي، ويدعو إلى تحويل الاقتصاد الأمريكي إلى اقتصاد تسيطر عليه الدولة، وجعل الضرائب أكثر عدلاً وإصلاح قطاع الرعاية الصحية. 

 

يعد ساندرز عضوا فى لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي المعنية بالبيئة والأشغال العامة ولجنة الطاقة والموارد الطبيعية، وكان ساندرز دائماً ينتقد السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومعارضاً لحرب العراق، يدعم حقوق المثليين ومغايري الهوية الجنسية والحقوق المدنية ويعارض التمييز العنصري في نظام العدالة الجنائية وسياسات المراقبة الجماعية.

 

الجدير بالذكر أن ساندرز خدم في مجلس النواب من عام 1991 حتى أصبح عضواً في مجلس الشيوخ، وفي عام 2006 ترشح لمجلس الشيوخ ضد رجل الأعمال الجمهوري ريتشارد تارانت، وفاز في الانتخابات وتولى منصب السناتور الأمريكي من فيرمونت في 3 يناير عام 2007، بصفته عضواً في مجلس الشيوخ. 

 

وفي عام 2008، حظي ساندرز على اهتمام كبير من وسائل الإعلام الأمريكية عقب خطابه الذي استمر لأكثر من ثماني ساعات، ضد الإعفاء الضريبي، وإعادة التأمين على البطالة، وقانون خلق فرص العمل عام 2010. 

 

في حين يختلف بلومبرج في توجهاته السياسية مع أقرانه الديمقراطيين، في أنه منفتح على الصين بل هو أكثر المرشحين ودية لبكين، وسبق له أن جادل كثيراً ضد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كما حافظ على استثماراته مع الصين. 

 

ويرى المراقبون أن مرشحاً مثل بلومبرج، بعيد عن اليسار التقليدي، لن يوحد فقط الوسط واليمين الديمقراطيين، بل سيجتذب نسبة لا بأس بها من الناخبين الجمهوريين المعتدلين المحسوبين على الاتجاه المحافظ اقتصاديا والليبرالي اجتماعياً ودينياً.

 

ولأن أمريكا ربما لا تكون مستعدة للتصويت لصالح مرشح ببرنامج يساري راديكالي، فإن الكفة في الحزب الديمقراطي قد تميل في النهاية لصالح مرشح معتدل، ومن هذا المنطلق حرص بلومبرج على تقديم نفسه "بديلا براجماتيا".

 

وتبقى معركة السباق داخل الحزب الديمقراطي مفتوحة على كل الخيارات، ليتحدد من هو مرشح الديمقراطيين الذي يخوض السباق مع الرئيس ترامب للدخول للبيت الأبيض في نوفمبر المقبل.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز