عاجل
الإثنين 13 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

نظام الحمدين في قبضة الجماهير المصرية بالدوحة

قد يكون تنظيم الحمدين في قطر، تلقى من قبل رسائل شديدة اللهجة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، لما يقدمانه من دعم واضح وصريح للإرهاب في المنطقة العربية، وما يسفر عنه هذا الدعم يوما من خسائر في الأرواح بربوع البلاد العربية، لكن هذه المرة تأتي الرسالة مختلفة عبر القوة الناعمة من الجماهير المصرية التي هزت أمس الثلاثاء أرجاء الدوحة، في أعقاب استقبال بعثة فريق الكرة الأول بنادي الزمالك، حيث زلزل المصريون شوارع العاصمة القطرية، بداية من مطار حمد ومرورا بشوارع وصولا إلى فندق الإقامة، غير عابئين بأي تشدد أمني، في ظل توتر العلاقات بين القاهرة والدوحة.



 

 

رسالة الجماهير حملت الطابع الرياضي وكروي بامتياز، حيث انتشرت الجماهير المصرية بمطار العاصمة القطرية الدوحة، لاستقبال بعثة الزمالك، الذي يستعد لخوض مباراة السوبر الإفريقي، الجمعة المقبل، أمام الترجي الرياضي التونسي، لتسجل الجماهير المصرية حضورا طاغيا، والأهم موقف ولطمة لتنظيم الحمدين الذي آوى أهل الشر في المنطقة عن عمد وإصرار شديدين، فلم يكن يتمنى القائمون على إدارة البلاد في قطر أن يكون أطراف مصرية في أحداثهم الدولية الفريدة.

 

 

خلال الأشهر الماضية حرصت قطر على استجلاب البطولات السريعة على صعيد الأندية، بهدف مزيد من الترويج لها ولملاعبها، في إطار الاستعداد لاستقبال كأس العالم المقبل 2022، فقد أسند لها تنظيم مونديال الأندية الأخير، وفاز به ليفربول الإنجليزي، كما تستضيف السوبر الإفريقي بالاتفاق المسبق مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف»، قبل معرفة طرفي اللقاء، لتأتي الصدمة مع المصريين.

 

الزمالك

 

توجهت بعثة الزمالك برئاسة عضو مجلس الإدارة ونجم الفريق السابق إسماعيل يوسف إلى العاصمة القطرية الدوحة، كما أعلن الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني، قائمته سريعًا، للمواجهة المرتقبة على استاد الغرافة القطري، فما كان إلا مشهد تاريخي سجلته الجالية المصرية بالزحف الجنوني على المطار لاستقبال وتحفيز اللاعبين، سبقه موقف آخر أكثر حماسا بالإقبال السريع على شراء التذاكر لتنفذ تماما قبل أيام من المباراة في حدث نادر الحدوث، بل منعدم تماما في الملاعب القطرية، التي تفتقد هذه الروح في ملاعبها على صعيد الأندية والمنتخبات.

 

 

الزمالك وصل الدوحة، إيذانا بالمشاركة، لتنتهي أزمة الامتناع التي تزعمها رئيس الزمالك مرتضى منصور، بعد أن قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» إقامة السوبر بين الترجي بطل دوري الأبطال، والزمالك بطل «الكونفدرالية»، في قطر، وسط رفض شديد في البداية من مرتضى منصور، على خلفية الأزمة السياسية القائمة بين البلدين، لتتحول البطولة على يد قطر من صراع كروي ورياضي إلى تحدٍ سياسي، رغم أن قطر مجرد مستضيف فقط، وليست منافسا، إلا أن منصور طالب لاعبيه خلال الجلسة الأخيرة التي عقدها معهم قبل السفر بضرورة الرد العملي في أرض الدوحة، بينما توارى قليلا المنافس الأصلي الترجي التونسي الذي أوقعته قرعة النسخة الحالية من دوري الأبطال في مواجهة الزمالك مجددا في ربع النهائي، ليواجه بطل مصر نظيره التونسي ثلاث مرات خلال فترة وجيزة.

 

 

ووجه مرتضى منصور رسائل مختلفة للاعبيه قبل السفر، قائلا لهم «أنتم مسافرون إلى دولة معادية، لذلك لا تستجيبوا لأي استفزازات هناك، وأن يكون التركيز فقط في الملعب، هذه بطولة لم يتمكن الزمالك من الفوز بها منذ فترة طويلة، وسيذكر التاريخ أنكم تمكنتم من الفوز بها بعد فترة طويلة من الغياب، لذلك أطلب منكم أن تبذلوا قصارى الجهد من أجل إسعاد الجماهير».

 

 

ضمت قائمة الزمالك: محمود جنش، محمد أبو جبل، محمد عواد ومحمد صبحي في حراسة المرمى، ومحمود علاء، محمد عبد الغني، محمود الونش، محمد عبد السلام، أحمد عيد، حازم إمام، محمد عبد الشافي وعبد الله جمعة في الدفاع، وفي الوسط: طارق حامد، فرجاني ساسي، محمد حسن، أحمد زيزو، محمد أوناجم، محمود عبد الرازق شيكابالا، يوسف أوباما، إسلام جابر، كريم بامبو، مصطفى فتحي، أشرف بن شرقي، محمد عنتر، وفي الهجوم: مصطفى محمد، عمر السعيد وكاسونجو.

 

 

وأسفرت قرعة ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا عن وقوع الزمالك في مواجهة الترجي بدور الثمانية، ومن المقرر أن تقام مباراة الذهاب في القاهرة يوم 28 فبراير، بينما العودة في تونس 6 مارس المقبل، كما يستعد الزمالك في الوقت نفسه لمباراة السوبر المحلي بصفته حامل لقب الكأس أمام الأهلي بطل الدوري، والمقرر لها يوم 20 فبراير في عاصمة الإمارات أبو ظبي.

 

الأهلي

سبق الزمالك في تكرار مشهد الزحف الجماهيري غريمه التقليدي الأهلي، وتحديدا في عام 2012، عندما التقى الأهلي وديا في عهد مدربه البرتغالي الأسطوري مانويل جوزية مع بايرن ميونيخ الألماني على ملعب نادي الريان بالدوحة، وأسفرت المواجهة عن فوز الفريق البافاري بهدفين مقابل هدف، سجله محمد بركات، ليرد النادي الألماني على هزيمته من الأهلي بنفس النتيجة وديا عام 1977، كما وقع الأهلي وقتها على اتفاقية توأمة مع عميد الأندية القطرية الريان، ووقع الاتفاقية عن رئيسا الناديين القطري الشيخ أحمد بن حمد آل ثاني والمصري حسن حمدي، وتقضي بالتعاون بين الناديين وتبادل الخبرات في المجالات الفنية والإدارية والتسويق وغيرها، وفقا لما فرضته الظروف السياسية في هذا التوقيت، وتحديدا في أعقاب ثورة يناير.

 

 

نفدت تذاكر المباراة المخصصة للجالية المصرية الموجودة بقطر، بعد أن أصبحت بـ40 ريالا بدلا من 50، كما قام أعضاء أولتراس أهلاوي– لما كانوا يشكلونه من ضغط وقوة في هذا التوقيت– بتنفيذ ما يسمى في أعرافهم «الدخلة» للفريق الأحمر خلال المباراة في مشهد بديع، ورفع جمهور الأولتراس لافتات المساندة للشياطين الحمر، كما حرصت اللجنة المنظمة للمباراة على فتح أبواب الاستاد مبكرا نظرا للإقبال الكبير من الجاليات المصرية.

 

محمد صلاح

في ديسمبر الماضي، فاز ليفربول بكأس العالم للأندية في قطر، وأثار نجم الفريق الإنجليزي محمد صلاح تفاعلا واسعا، بعد أن حرص على الاحتفال في قلب الاستاد بعلم بلاده، بعد نهائي المونديال، وفوز ليفربول بالكأس للمرة الأولى في تاريخه، عقب التغلب على فلامينجو البرازيلي بهدف نظيف في المباراة النهائية على أرضية ملعب خليفة الدولي.

 

 

صلاح كان يعي حجم المخاطر من زيارة قطر، الأمر الذي دفع إدارة ليفربول للتحذير من اقتراب وسائل الإعلام منه بناء على طلبه الشخصي، حيث رفض «الفرعون» المصري كل العروض المالية لإجراء الأحاديث الصحفية معه، باستثناء المنصوص عليه في عقود ناديه فقط والملتزم بها بالضرورة، ورغم الحصار النفسي الذي لازم صلاح في الرحلة، كونه مصريا إلا أنه حشد المصريين بشكل غير عادي طوال أيام تواجد ليفربول في البطولة، ما بين ملاعب التدريب ومباراتي نصف النهائي والنهائي، لتبرز تلك الزيارات حجم التأثير الجماهيري المصري في أرض قطر التي تصر على معادة مصر بكل الطرق، لكن تظل الرسالة الجماهيرية حاضرة بين الحين والأخر، لتبرز أن مهما كان العداء فالدوحة تظل تحت قبضة المصريين.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز