عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حفل الإحباط السنوي

هذا الحفل الذي يقام نهاية كل عام أو أوله، يحصد الناجحون ثمار ما زرعوا خلال عامهم الذي مضى "المفترض"، تتأنق البشر وتحتشد في مكان واحد، يضيق أحيانًا بالحضور من كثرتهم.



 

 

البعض منهم يعلم بأنه صاحب نصيب من تلك الدروع والجوائز التي تراها مصطفة ومتراصة في أحد الأركان بالقرب من مسرح التكريم. لكن البعض الآخر يكون حاضرًا على أمل أن يستلم كتابه بيمينه، لا أستطيع تشبيه هذا الحدث بيوم الحشر ، فشتان بين هذا وذاك.

 

 

لأنك لا تقف والشمس قد قربت منك و تصبب عرقك، باستثناء من يظلهم الله تحت ظله عسى الله أن يجعلنا  منهم، كما أنك تحضر في كامل زينتك مستعدا للظهور على كاميرات التصوير وقد ارتسمت على وجهك تلك الإبتسامة " النصر " ، ولست عرياناً لا يغطي ويلامس جسمك شيئ من ترف الدنيا.

 

 

والأهم من هذا كله أن من يوزع الجوائز "رب العالمين" لن يظلمك فتيلاً ولا نقيراً، ترى الدروع تتناقص واحدًا تلو الآخر وقد أخذها من يستحق ومن لا .... ، لأن من يوزعها بشر يصيب ويخطئ.

 

 

لكن عليهم دائما  أن يعلموا  أن  التقصير  و الخطأ في تقييم المميز من غيره سيؤثر في العديد من النفوس التي خرجت اليوم  من قاعة الحفل تتوعد وتكلم نفسها بأنها لن تعطي أكثر و لن تتفانى وستلتزم بما هو في قائمة مهامهم الوظيفية وكفى. ولا يعلمون أن بعضهم رجعوا محملين باليأس والتعاسة والتي بكل تاكيد ستنتقل وتفرغ في أول فرد يقابلهم في المنزل  و غالباً ما تكون الزوجة " الحرمة المسكينة".

 

 

التكريم السنوي هي بطاريات "battery “ العام القادم، فلا بد أن يتأكدوا من شحنها بشكل صحيح ويوجهونها  للموظفين المناسبين ،  وإلا  ستتعطل مسيرتهم في عامهم القادم وبدون سابق إنذار  "فجأة"، أو شموع قد تضيء وتذوب جهدًا وإخلاصًا قد أطفأت باختيارات في غير مكانها، ووضعتم كفوفكم تدارون فتائل لم تكن مشتعلة من الأساس.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز