عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خليل الذوادي يكتب: ذكريات طلابية

خليل الذوادي يكتب: ذكريات طلابية
خليل الذوادي يكتب: ذكريات طلابية

أصدقاء جمعتهم الأحياء في المدن والقرى لمَّت شملهم المدارس بكل مراحلها، تفرقوا في الأعمال، منهم من عمل في الأعمال الحرة، ومنهم من التحق بوظيفة حكومية أو مؤسسة خاصة أو مصرف مالي، أو حرفة أو مهنة يسترزق منها.



قد تجمهم الأيام بعد تفرق، وقد تتاح الفرصة لهم للالتقاء بالمجالس التي فتحت أبوابها بشكل يومي أو أسبوعي في مدننا وقرانا.. وتظل الحياة فيها من المتسع ما تتاح الفرصة للناس أن تلتقي وتتبادل المنافع والآراء، وهي فرص وسوانح من المهم الاستفادة منها فيما يعود على الجميع بالخير.. ما أحوجنا لبعضنا بعضًا.. في السبعينات جمعتنا في دولة الكويت بجامعتها الفتية وقتها زملاء دراسة من مدن وقرى البحرين، كان من بيننا زملاء كانوا أول من التحق بجامعة الكويت منذ تأسيسها فكانوا بمثابة المرجع لنا وتقديم النصح والإرشاد، ومن حسن الحظ أننا كنَّا في سكن واحد ثانوية الشويخ رغم اختلاف الكليات المنتمين إليها إلا أننا نلتقي باستمرار في السكن وأحيانًا نذهب في الباص الطلابي وفي العطلة نذهب إلى المطاعم والسينما، وكانت تجمعنا كذلك الرحلات الطلابية داخل دولة الكويت وخارجها ومن خلال السكن الجامعي أيضًا تعرفنا على أخوة وأصدقاء من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان والجزائر ومصر والسودان والمغرب وموريتانيا وتونس والعراق ومن الفلبين وباكستان والسنغال والصومال وجزر القمر، وكانت حكومة الكويت تقدم البعثات والمنح للعديد من الطلاب من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى السكن الطلابي. إضافة إلى أساتذة كانوا علماء في مجالات تخصصاتهم وخبراتهم الواسعة من دول عربية وأجنبية.

كانت اهتمامات الطلبة متنوعة فمنهم من كان يهوى لعبة كرة القدم ولما كان شبابنا البحرينيون ينتمي بعضهم إلى أندية رياضية، فقد تم تشكيل فريق ضمنا وأجرينا مباريات مع زملاء السكن، خصوصًا أن ثانوية الشويخ كان بها ملاعب ذات أحجام مختلفة، وهناك من كان يجري بين الطلبة مسابقات في الألعاب الذهنية، وفي رمضان كان طلبة الفلبين يجرون مسابقات في حفظ القرآن الكريم وتلاوته.

الجو الطلابي خاصة في المراحل الجامعية يخلق بيئة فيها تجارب متعددة، والتنوع في الثقافة والبيئة يضيف للمرء تجارب حياة يمكن الاستفادة منها مستقبلًا.

كان أبناء فلسطين والأردن مغرمين بالزيت والزعتر، فكانت الجلسات تضمنا معهم للحديث عن الوطن وذكريات الأهل والأحبة، فتكونت صداقات استمرت بعد التخرج وتواصلنا ولكن سنة الحياة وتقلب الزمان لا يبقي شيئًا على حاله جمعتنا الصحبة والأخوة الطلابية مع أشقائنا في أبو ظبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان ودبي وتواصلنا بعد التخرج والسيرة الطيبة لا يزال يفوح شذاها إلى اليوم جمعتنا الأيام مع أشقائنا في سلطنة عمان وتواصلنا معهم وتبادلنا الزيارات.

وكما جمعتنا دولة الكويت بالأشقاء والأصدقاء فقد جمعتنا مقاعد الدراسة بأشقائنا أهل الكويت وتواصلنا معهم عائليًا أيضًا بعد أن منَّ الله علينا بنعمة الزواج وخلفة الأبناء، فبقدر ما اكتسبنا من معارف وعلوم في جامعة الكويت فقد اكتسبنا أهلًا وأصدقاء ومعارف كويتيين ستظل ذكراهم باقية ما بقي فينا عرق ينبض.

ذكريات عندما نسردها ونتمعن فيها وندرسها نؤمن بأن المشتركات بيننا كثيرة وبأن التواصل بيننا إن حرصنا عليه ففيه فوائد جمة، وقدرتنا على الإنجاز مجتمعين يتجاوز كل السلبيات التي قد تطرأ على حياتنا.

كم نحن بحاجة إلى مراجعة النفس والتأمل فيما حولنا، فالمرء منا يقوى بأخيه وإسداء النصح فيما بيننا يزيدنا قوة ومنعة.

وعلى الخير والمحبة نلتقي. 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز