دكتور الأهلي السعودي يكشف أزمة الطب والعلاج الطبيعي
كتب - وائل سامي
كشف الدكتور رفيق رضوان، رئيس الجهاز الطبي للفريق الأول لكرة القدم بنادي الأهلي السعودي الأسبق، عن أسباب الخلاف الناشب بين الطب الطبيعي والعلاج الطبيعي في مصر.
طبيب الأهلي السعودي، أكد أن العلاج الطبيعي بمصر يلاقي العديد من التشويهات بين الحين والآخر من قبل المنتسبين للطب الطبيعي، مؤكدا أن العالم كله لم يعد يعتمد سوي على المتخصصين في العلاج الطبيعي، وهو ما يشهده في دول الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة.
وقال رفيق رضوان، إنه وضعت اللبنة الأولى في صرح مهنة العلاج الطبيعي الوليدة بإرسال مبعوثين لدراسة العلاج الطبيعي بقارة أوروبا، وكون هؤلاء بعد عودتهم الرعيل الأول لتدريس العلاج الطبيعي بمصر، وبعد استحداث درجة بكالوريوس العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة تتابعت البعثات الدراسية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه من أعرق الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، لتصل بذلك دراسة وممارسة العلاج الطبيعي بمصر إلى مصاف العالمية، ولتصبح لمصر الريادة في هذا المجال محلياً وإقليمياً ولخريج العلاج الطبيعي المصري القدرة على المنافسة عالمياً.
وتابع رضوان قوبل ميلاد مهنة العلاج الطبيعي بهجوم حاد وشرس على يد فئة من الأطباء أصحاب، تخصص بمسمى الطب الطبيعي آنذاك، وقد تم تغييره إلى الروماتيزم والتأهيل وهو المسمى المعروف به حالياً، ووصل الصراع ذروته أثناء النظر في مشروع قانون تنظيم مزاولة مهنة العلاج الطبيعي، والذي صدر منذ أكثر من ثلاثين منصفاً لممارسي وأخصائي العلاج الطبيعي الذين اختصهم القانون ولائحته التنفيذية بوضع برنامج العلاج الطبيعي، وتحديد أساليب وطرق تنفيذه بناء على ما يتضمنه التقرير الطبي الكتابي الصادر من الطبيب المعالج، المقتصر على تشخيص الحالة وما قد يكون المريض قد تلقاه من علاج دوائي أو جراحي.
وأردف، أن القانون رقم 209 لسنة 1994 اشترط بإنشاء النقابة العامة للعلاج الطبيعي القيد في الجدول العام للنقابة لمزاولة المهنة، ونص قانون رقم 14 لسنة 2014 على أن مهنة العلاج الطبيعي إحدى المهن الطبية التي تسري عليها أحكامه وألحق وظائف أعضائها بالوظائف التخصصية والإشرافية، وقسمت لائحته التنفيذية وظائف العلاج الطبيعي التخصصية إلى ثلاثة مستويات، هي ممارس وأخصائي واستشاري علاج طبيعي.
وأوضح رئيس الجهاز الطبي للأهلي السعودي الأسبق، أن أحكام المحكمة الإدارية العليا قطعية الدلالة ضحدت ادعاءات تلك الفئة من الأطباء، حين قضت بأنه "يستقل مزاول مهنة العلاج الطبيعي في عمله في كل مراحله، ابتداء من وضع برنامج العلاج الطبيعي وتحديد أساليب وطرق تنفيذه، وأن إخضاع مزاول مهنة العلاج الطبيعي في عمله الفني لإشراف الطبيب المعالج يتجاوز التفسير الصحيح للقانون ولائحته التنفيذية ويعد انتقاصا من ذاتية مهنة العلاج الطبيعي ويتعارض مع طبيعة عمل كل منهما، وأن المشرع قد تناول تفصيلاً للواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق من يزاول وظيفة العلاج الطبيعي متمتعا فيها باستقلالية في أداء هذا العمل دون ثمة تسلط إداري أو إشراف فني من قبل الطبيب المعالج حيث أناط به المشرع وضع برنامج وأساليب العلاج الطبيعي الذي يراه وتنفيذه بناءً على التقرير الطبي الكتابي للطبيب المعالج أياً كان تخصصه".
وأشار رضوان، إلى أن تخصص الطب الطبيعي قد تلاشى في المملكة العربية السعودية وتم تغيير واستبدال تخصصات الروماتيزم والطب الطبيعي كافة بأخصائيين علاج طبيعي يرؤسون المستشفيات الحكومية والخاصة، وبات القليل فقط من المستشفيات مازالت تتعامل مع أطباء الطب الطبيعي في المملكة بفئة محدودة من أطباء الروماتيزم والتأهيل لأن سوق العمل أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أخصائي العلاج الطبيعي هو الأفضل في تقديم هذا التخصص بما يمتلكه من دراسة ومؤهلات وخبرات تدريبية.
واختتم تصريحاته أن مهنة العلاج الطبيعي وممارسيها بالمملكة العربية السعودية يتمتعون باستقلالية تامة وأن هيئة التخصصات الطبية السعودية المنوطة بتصنيف المهن الطبية بناءً على الدرجات والشهادات الأكاديمية أقرت المسميات الوظيفية كالتالي: أخصائي علاج طبيعي وهو خريج الكلية الحاصل على البكالوريوس، أخصائي أول علاج طبيعي وهو الحاصل على الماجستير، ثم استشاري علاج طبيعي وهو الحاصل على الدكتوراه، ويعتلي منتسبي مهنة العلاج الطبيعي الأماكن القيادية والإدارية في وزارة الصحة والتعليم العالي بالمملكة، وخير مثال على هذا رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي في السعودية الدكتور قاسم المعيدي، وهو دكتور علاج طبيعي وهو ما يوضح مدى قوة وضع العلاج الطبيعي في السعودية والخليج والشرق الأوسط، واذا كانت مصر هي اللبنة الأولى في انتشار هذا التخصص وأبناؤها هم من نشروه في الخليج، فإننا نناشد المسؤولين بالعمل لعودة ريادة مصر للعلاج الطبيعي وأن يحصل أبناء هذه المهنة على حقوقهم مثل نظرائهم في العالم. وأكد رضوان أنه على ثقة تامه في حرص القيادة على الصالح العام للمريض والمجتمع المصري ووضع مصر في ركب التطور محاكة بالعالم من حولنا مهما كان نفوذ وسطوة من يقودون حرب التشويه من أجل تضارب المصالح.



