عاجل
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

قصة بطولة من قلب سيناء: إما أن نعيش فوق الأرض أعزاء أو تحت التراب شهداء".. (فيديو)

كتب - سمر سيد

قصة بطلين تخليا عن تلقي عزاء والدهما "لن أبرح مكاني حتى أنهي مهامي أو أكون من الشهداء"



قصص أبطال القوات المسلحة لم تنته في ظل ما تواجهه البلاد من حروب ضد الإرهاب لتطهير أرض مصر الغالية من المفسدين بها، لكن ما شهدته الندوة التثقيفية الـ26 للقوات المسلحة للاحتفال بيوم الشهيد، من قصة لبطلين عظيمين شريفين ضحيا من أجل بلدهما بكل غال ونفيس، اهتزت له الأبدان، ونزفت له الأعين.

فقد كان البطل العميد أحمد موسى الغنام، يقوم بمهمة مكلف بها في القطاع المسؤول عنه برفح، وتلقى من قائده نبأ وفاة والده، المرحوم العميد موسى الغنام، وطلب منه القائد أن يسلم مهامه ويذهب لتلقي العزاء ثم يعود، وهنا رفض البطل رفضًا قاطعًا مؤكدًا أنه لن يترك مهمته حتى ينتهي منها.

رفض تلقي عزاء والده والتخلي عن مهمته

العميد أركان حرب مقاتل محمود موسى الغنام، والعميد أركان حرب مقاتل أحمد موسى الغنام، توأمان مصريان، تربيا منذ مراحل طفولتهما المبكرة على حب الوطن، فكان هدفهما دائما مصوبا نحو شرف الالتحاق بجيش مصر، التحقا سويا بالكلية الحربية، أثناء فترة دراستهما كان يضرب بهما الأمثال في الانضباط والأخلاق، وبعد انتهاء الدراسة ذهب كل منهما إلى وحدته التي الحق عليها، وتشاء الأقدار أن يخدما معا في سيناء، أحمد الغنام كان قائدا لقطاع رفح، ومحمود الغنام كان من أحد الأبطال الذين طهروا جبل الحلال بوسط سيناء.

أثناء تنفيذهما أحد المهام، كل منهما في قطاع مسؤوليته، تلقيا نبأ وفاة والدهما، العميد محمود كانت مهمته تنتهي في اليوم التالي لوفاة والده، انتظر الجثمان يوما كاملا حتى يفرغ محمود من مهامه ويذهب ليودع أباه إلى مثواه، أما العميد أحمد فكانت مهامه ممتدة بعض الشيء، هاتفه القائد عارضا عليه أن يسلم مهامه ويذهب لتلقي العزاء في والده ثم يعود، لكن البطل رفض رفضا قاطعا وقال للقائد: "لن أبرح مكاني هذا حتى أفرغ من مهامي أو أكون من الشهداء".

العملية الشاملة سيناء 2018

قال العميد أحمد موسى الغنام، أثناء حديثة في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ26 للاحتفال بيوم الشهيد، إنه تولى قيادة قطاع الشيخ زويد خلال عامي 2013/2014، ثم تم تكليفه بقيادة قطاع رفح أثناء العملية الشاملة 2018، وقال: "كنت معتقد اني هضيف للأبطال المقاتلين في سيناء، لكن لما روحت لقيت قادة وضباط وضباط صف وجنود بيضحوا بكل غال ونفيس للدفاع عن أرض الوطن، هما اللي ضافولي، هما اللي علموني وساعدوني على تحمل المسؤولية والنجاح في المهمة اللي انا كنت مكلف بيها".

وأوضح أحمد الغنام، أن العملية الشاملة سيناء 2018، كان لها عدة أهداف، الهدف الرئيسي للقوات المسلحة هو تحديد وتحجيم والقضاء على العناصر الإرهابية والتكفيرية والبنية التحتية لهم بصفة مستمرة، أما الهدف الآخر فهو ردع كل من تسول له نفسه المساس بذرة رمل من أرض مصر المقدسة، "هتكون دي نهايته وقبره".

تم انتشار جميع القوات بالتعاون مع أهل سيناء الشرفاء للقضاء على الإرهاب الأسود على جميع المحاور والطرق والجبال والوديان، بداية من بئر التمدا، الحسنة، القسيمة، جبل الحلال، جبل العنيقات، وجبل الخرج، وقال العميد محمود موسى الغنام، "ما سبناش شبر في وسط سيناء إلا ما طهرناه من العبوات الناسفة والعناصر الإرهابية والعناصر التكفيرية ومستمرين حتى الآن نؤمن بلادنا مصر".

وبالرغم من كل النجاحات التي حققتها العملية الشاملة سيناء 2018، والتي غيرت نظرة العالم إلى مصر وشعبها وقيادتها، إلا أن محمود الغنام أكد أن الإرهاب لم ولن ينتهي، ليس في مصر فقط، بل في العالم كله، قائلًا: "بعد كل النجاح العظيم اللي حقنناه في العلمية الشاملة 2018، نسمع تساؤل هو الإرهاب لسه مخلصش؟ الإرهاب مبينتهيش، موجود في جميع دول العالم بس بصور مختلفة، الإرهاب مش هينتهي إلا لما يتغير الفكر، مش في مصر بس في العالم كله، إحنا اللي انتهينا منه هو السيطرة على الأرض، أرضنا بقت في حضننا".

قصص شهداء العملية الشاملة

ولم ينس البطلان ذكر قصص لبعض الشهداء، الذين شاركوهم في نجاح مهامهم للقضاء على العناصر الإرهابية والتكفيرية، فذكر أحمد الغنام، الشهيد الدرديري الذي استشهد في 1 يوليو 2015، موضحًا أن استشهاده كان نقطة تحول رئيسية في العمليات ضد الإرهاب، وذكر لحظة استشهاده قائلًا: "هو قائد زي أي قائد مسؤوليته تأمين القوات تحت قيادته، أمر بنقل القوات إلى مكان أمن بسبب شدة النيران للعناصر الإرهابية الخسيسة، انتقلت القوات واستمر هو مع الجندي مقاتل إسلام يدافع عن الكمين بمنتهى البسالة حتى استشهاده".

وتابع قائلًا: "عمرنا ما هننسى شهداءنا وهيجي ولادنا وولاد ولادنا من ورانا يضحوا بكل غالٍ ونفيس للدفاع عن الوطن".

أما العميد محمود الغنام، ذكر قصة الشهيدين النقيب محمود ناجي، والنقيب محمد لاشين، فقد كان في أحد المهام الذي كُلف بها في وادي الحظيرة جنوب جبل الحلال، واستشهدا فيها، وروى قصة استشهادهما قائلًا: "كانت مهمتهم العمل كقاعدة نيران لجذب نيران العناصر الإرهابية في اتجاههم عشان ننجح في المناورة ونقضي عليهم وبسبب تضحيتهم نجحنا في تنفيذ المهمة".

وتابع قائلًا: "فنحن قوم قد حسمنا أمرنا، إما أن نعيش فوق الأرض أعزاء أو تحت التراب شهداء".

شكر وتقدير

وفي النهاية وجه البطلان أحمد ومحمود الغنام، تحية شكر وتقدير لرجال القوات المسلحة، وللشهداء وذويهم: "شكر وتقدير لقواتنا من الضباط والصف والجنود في قطاع المسؤولية في سيناء الحبيبة، تحية شكر وتقدير وإعزاز وفخر ومجد لكل شهيد ولكل أم وأب شهيد، وكل زوجة وأبناء وعائلة الشهيد، فعندما يذكر اسم الشهيد تنحني الرؤوس والقامات.

عاشت مصر شعبًا وشرطة وجيشًا.. وقواتنا المسلحة تتصدى من أجل أن يعيش الشعب المصري العظيم حرا".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز