"من يملك قوته يملك قراره".. الأمن الغذائي المصري أولوية ثورة 30 يونيو

كتبت - هبة جلال

الاكتفاء الذاتى من الغذاء، خطوة هامة لتحقيق سيادة القرار، وهو ما عمل المصريون على تحقيقه، بعد ثورة 30 يونيو،عبر وضع خطة تنمية مستدامة لهذا القطاع الحيوى، عبر استصلاح واستزراع أراضي جديدة لمقابلة الزيادة السكانية المطردة.

 

أولا: استصلاح مليون ونصف المليون فدان

"بوابة روزاليوسف" حاولت رصد أبرز الخطوات والإجراءات للوصول لحلم المصريين بالاكتفاء الغذائى الذاتي حيث وضعت الدولة خطة لاستصلاح واستزراع 1.5 مليون فدان في مختلف محافظات الجمهورية وذلك لخلق مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية متكاملة، يمكنها المساهمة في تخفيف التكدس بالمدن القائمة، وخلق عشرات الالاف من فرص العمل.

كما تم تأسيس  شركة قابضة لإدارة المشروع والتنسيق بين الوزرات المختلفة وحل كافة المشكلات التي تعوق خطط التنفيذ وقسمت خطة تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل تشمل المرحلة الاولى استصلاح واستزراع 8 مناطق باجمالى مساحة 500 الف فدان في مناطق الفرافرة القديمة والجديدة وبعض المناطق الاخرى بمحافظات الوادى الجديد ومطروح والمنيا واسوان، بينما تشمل المرحلة الثانية استصلاح واستزراع 9 مناطق اخرى بتلك المحافظات باجمالى مساحة 490 الف فدان، وتشمل المرحلة الثالثة 5 مناطق باجمالى مساحة 510 آلاف فدان، تم استصلاح وزراعة 10 الاف فدان في منطقة سهل البركة بالفرافرة محافظة الوادى الجديد، والتي تم زراعتها قمحا وتم انشاء المبانى السكنية ومستلزمات الزراعة الخاصة بتلك المنطقة، وكافة إنشاءات البنية التحتية من طرق ومصادر مياة وكهرباء وصرف صحى وخدمات مجتمعية ومبان حكومية.

وروعى في تنفيذ المشروع الاعتماد بشكل رئيسى على المياه الجوفية، وبنسبة 80 % من احتياجات الرى على ان يتم رى بقية الأراضي بمياة النيل وقد تم حتى الان حفر 1000 بئر من اجمالى 1312 بئرا مخططا حفرها في تلك المرحلة كما روعى استخدام وسائل الرى الحديثة لترشيد استخدام المياة والاعتماد على الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء اللازمة لتلك المناطق.

ويعد مشروع استصلاح واستزراع 1.5 مليون فدان باكورة مشروع عملاق يهدف لتنمية 4 ملايين فدان وزيادة المساحة العمرانية في مصر بنسبة 5 % بحلول عام 2030.

وبالتوازى مع أعمال أستصلاح الأراضى تم الانتهاء من عدد105 شون و25 صومعة لحفظ وتداول الغلال للحفاظ على محصول القمح وتقليل نسبة الفاقد.

 

ثانيا: "بركة غليون".. أكبر مزرعة للاستزراع السمكي بالشرق الأوسط

يهدف هذا المشروع الضخم في المقام الأول لسد الفجوة الغذائية في قطاع الأسماك ويساهم  بنسبة كبيرة إلى الحد من الهجرة غير الشرعية، خاصة أن محافظة كفر الشيخ من المحافظات المتصدرة بنسبة كبيرة في عدد الشباب " المهاجرين غير الشرعيين "، حيث يعمل في المشروع 5 آلاف من أبناء محافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة، بالإضافة لـ30 ألف عامل كعمالة غير مباشرة.

و تساهم إنتاجية مشروعات الشركة في تخفيض وارادت الأسماك بنسبة (27%) تقريبا  وتبلغ تكلفة المشروع مليار و700 مليون جنيه.

 

 

ثالثا: مشروع الصوب الزراعية

ولتواكب الدولة التطور في مجال الزراعة قامت  بإنشاء صوب زراعية لتحقيق مردود اقتصادي، من خلال زيادة الإنتاج ووحدة المساحة المستغلة، إذ إن تلك الصوب تستهلك بين 60 و70% فقط من كميات المياه التي تستهلكها الزراعات التقليدية المكشوفة، كما تنتج حاصلات زراعية عالية الجودة وفى غير موسمها الطبيعى، وتساعد على زيادة الإنتاج التكاملى من محاصيل الخضر والفاكهة في الأسواق.

وتتضمن  المرحلة الأولى إنشاء 5 ألاف صوبة زراعية على مساحة 20 ألف فدان بمناطق الحمام وأبو سلطان والعاشر من رمضان وقرية الأمل بسيناء شرق الإسماعيلية.

 

رابعا: المركز اللوجيستي العالمي لتخزين وتداول الغلال والحبوب

تعد مصر من اكبر مستوردى للغلال في العالم حيث تستورد 30%, وتستورد المنطقة المحيطة بنا 20 % ما يشكل 50% من حجم تجارة الغلال في العالم، من هنا تأتي أهمية مشروع المركز اللوجستي العالمي لتخزين وتداول الغلال والحبوب والذي بدأت الدراسات الفنية الخاصة به في شهر مايو 2014، حيث تم البدء في دراسة ألية التنفيذ واختيار المكان، حيث تبين أن ميناء دمياط هو المكان الأنسب لعدد من العناصر الأساسية في المشروع وأهمها ربطها بالطرق الرئيسية.

ويجعل مشروع المركز اللوجستي لتخزين وتداول الحبوب مصر محورا دوليا لتداول وتخزين الحبوب والسلع الغذائية.. ليس فقط لتوفير احتياجات السوق المحلية وتأمين الاحتياطي الاستراتيجي من تلك السلع، ولكن أيضا لإمداد الأسواق الإقليمية المحيطة باحتياجاتها الغذائية. وهو مشروع قومى كبير لا يقل عن مشروع قناة السويس.

وفى غضون ذلك عرضت العديد من الشركات الاستثمارية الكبرى إقامة تحالف مع مصر للمشاركة والاستثمار في المركز اللوجستي العالمي للحبوب والغلال والسلع الغذائية من خلال بناء الصوامع لتخزين الأقماح والحبوب، وإنشاء مطاحن، ومصانع لتصنيع الدقيق والأعلاف.

كما عرضت شركة ”الفلتربرود مشتروي” الاستثمارية الروسية وهي شركة روسية قابضة إقامة تحالف كبير مع مصر في توريد كافة الآلات والمعدات الحديثة للمشروع للمركز اللوجستي العالمي للحبوب والغلال والسلع الغذائية. كما عرضت أيضا إنشاء وحدات تخزينية متنقلة متطورة لتجفيف وحفظ الحبوب والخضروات بطاقات اقتصادية تتراوح من طن و2 طن إلى 500 طن، ومصانع لإنتاج الألبان ومشتقاته.

وتمت عدة تحالفات مع كل من الإمارات، والسعودية، والأردن، والسودان، وأوغندا، وكوريا، ومستثمرين عرب، وشركات استثمارية أمريكية وعالمية، وقريبًا سيتم التحالف مع إثيوبيا، وتنزانيا، وبور كينا فاسو.