موجريني: قرار ترامب ينهي دور واشنطن في إحياء عملية السلام
أكدت فديريكا موجريني المفوض الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل سوف يجعل من الصعوبة بمكان على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً في إعادة إحياء عملية السلام.
وأضافت موجريني -في مقابلة حصرية أجرتها اليوم الخميس مع شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية– "إن الاتحاد الأوروبي سوف يحاول تفادى خروج عملية السلام فى الشرق الأوسط عن مسارها بسبب قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وتابعت موجرينى "نحن في حاجة للإبقاء على حل الدولتين حيا، نظرا لأن مخاطر عدم الالتزام بذلك لن تكون مقبولة بالنسبة لأمن إسرائيل ذاتها، وللفلسطينيين واستقرار المنطقة بأسرها، فالمنطقة مضطربة بشكل كاف من خلال ما تعج به من صراعات ومواجهات ومن ثم، فإن التصعيد سيكون خطيرا للغاية".
وقالت فديريكا موجريني المفوض الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن قرار ترامب كان قرارًا خطيرًا بالنظر إلى أنه وضع الفلسطينيين والعالم العربي في موقف صعب، وإن العالم اتحد خلال الساعات الماضية على انتقاد ورفض هذا القرار، وموقف الاتحاد الأوروبي ثابت ورافض أيضا لهذا القرار".
وأشارت موجريني إلى أن هذا القرار لم يكن مفاجئا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، حيث أنها سبق وناقشت هذا الأمر مع وزير خارجية أمريكا ريكس تيلرسون، مضيفة "أبلغناه رفضنا لهذا القرار في اليوم السابق لإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل".
ووصفت موجيريني القرار بأنه "خطر على الولايات المتحدة لأنه يضعف من قدرتها على أن تلعب دورًا في الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني وفي المنطقة كلها بشكل عام".
وأضافت أن القرار ينطوى على خطر إشعال المنطقة بطريقة خطيرة للغاية، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي كان صريحاً للغاية عندما أبلغ الولايات المتحدة رفضه لهذا القرار، نظرا لأنه من الصعوبة بمكان إخفاء عدم الاتفاق في الرأي على دولة صديقة مثل الولايات المتحدة .
وأعربت المفوض الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عن أملها في استمرار اضطلاع واشنطن بدور مهم في الشرق الأوسط ، مشيرة إلى أن ردود الفعل التي شاهدنا على هذا القرار خاصة العربية منها تخلق لدى الاتحاد الأوروبي انطباعًا بأن هذا القرار أدى إلى تقويض مصداقية الولايات المتحدة كوسيط أمين في الشرق الأوسط.
وحول إمكانية تدخل الاتحاد الأوروبي لحمل ترامب على العدول عن هذا القرار أو تعديله قالت موجريني: "إن هذه مسألة تخص الشعب الأمريكي والمؤسسات الأمريكية، فالاتحاد الأوروبي لا يتدخل، ونحن نحترم مواقف شركائنا ونتوقع من الشركاء أيضا احترام مواقفنا، ولكننا نتحدث بصراحة عندما يرتكبون أخطاءً".
ونفت موجريني أن العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تحولت إلى علاقات تنافس وليس شراكة، حيث قالت: "إن العلاقة بين الطرفين علاقة صداقة، وسوف تظل كذلك في المستقبل، ولكن ربما تكون هناك خلافات عميقة بين الطرفين بشأن بعض القضايا مع بعض الإدارات الأمريكية، ولكن العلاقات بيننا في النهاية هي علاقات صداقة وشراكة".
وكان ترامب قد أعلن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأمر باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل السفارة الأمريكية إليها في خطوة قال إنها تأخرت كثيرا.. إلا أن قراره أثار ردود فعل غاضبة في مختلف أنحاء العالم.



