الإثنين 29 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

النقيب السيد درويش بطل من ابطال الصاعقة

النقيب السيد درويش
النقيب السيد درويش بطل من ابطال الصاعقة

تقرير : حسام السعداوى

 

ولد فى احدى ايام الصيف نهاية الحرب العالمية الثانية حيث خرج الى الحياة فى مايو 1945 بمدينة الاسكندرية التى طالما كانت الصخرة الصلبة التى تحطم عليها المعتدين الغادرين على مصر.

وهكذا اجتمع صراخ بطلنا( السيد درويش السيد) مع ازيز طائرات الالمان التى كانت تتغير على الاسكندرية ومضت الايام الى ان وقع العدوان الثلاثى على مصر فى خريف عام 1956 وعاش  الطفل المؤامرة التى حاكتها اشرائيل  و ساندتها كلا من فرنسا و انجلترا لاحتلال جزء من ارضنا الحبيبة وبذلك فقد وجد ان المتنفس الوحيد له هو الاستمرار فى دراسته حتى يلتحق بالكلية الحربية و مرت الايام بما فيها من الم لما يحدث وظل على اصراره الى ان تحقق الحلم الذى طالما راوده منذ الطفولة وانضم البطل الى طلبة الكلية الحربية و عاش بينهم .

درس فنون القتال و تلقى اساليب الانضباط العسكرى و طرق القيادة الواعية و رغم قشسوة الحياة العسكرية الا انها كانت سبيله لتحقيق هدفه   فقد   كان من خيرة شباب الكلية فى ذلك الوقت فكانت له مكانة مميزة سواء بين الطلبة او اساتذة الكلية ...و استمر بهذه الكيفية الى ان تخرج من الكلية الحربية فى شهر يوليو عام 1969 حيث كان من اوائل الدفعة ...سرعان ما قدم طلب التماس يطلب فيه الانضمام الى قوات الصاعقة املا فى ان يكون واحدا من بين رجالها الابطال الذى سمع عن امجادهم و بطولاتهم فى مواحهة العدو الغادر منذ عام 1967 .وبالفعل صدق على طلبه و انضم الى قوات الصاعقة و حصل على فرقة معلمى الصاعقة بدرجة ممتاز و تم ترشيحه معلما بمدرسة الصاعقة و لكن لم يجد بها طموحه و امانيه فى سبيل النيل من الاعداء ..ولكنه لم يستكين ففى احدى لقاءات قائد قوات الصاعقة عقب الانتهاء من اداء بيان عملى لاحدى مهارات رجل الصاعقة طلب منه الانضمام الى احدى الوحدات بالجبهه اسوة بزملاء له  و فى هذه اللحظة لم يسع قائد قوات الصاعقة  الا ان يلبى رغبته واصدر اوامره بان يلتحق فعلا باحدى الكتا ئب على خط المواحهه   مع العدو على القنال فى منطقة( التينة ) وهناك سرعان ما ألف الرجال البطل حيث كان منهم من تعلم على يديه وعرف عنه الكثير من خصاله الحميدة وسرعان ما ظهرت اخلاقيات البطل و اصالته من خلال تصرفاته السليمة ..حبث ظهر ذلك فى اصراره على تنفيذ اخطر المهام  و اصعبها  فنال بذلك حب جنوده و اعجاب القادة  خلال فترة قصيرة .

وفى مطلع عام 1971 اختير البطل قائدا لاحدى الوحدات الفرعية الجديدة التى شكلت خصيصا للعمل ضد   الاهداف الهامة فى عمق دفاعات العدو ..الى ان جاء شهر يوليو من عام 1973 حيث كان السيد المشير احمد اسماعيل فى زيارة لوحدات الصاعقة و كان ضمن برنامج الزيارة بيان عملى يقوم به البطل و رجاله و ما كاد ينتهى البطل من بيانه حتى تقدم منه سيادة المشير مصافحا و مشجعا  ومحييا له هو رجاله لما ظهر منهم من كفاءة متتالية عالية .وهكذا اصبحت وحدة البطل تعج بالحيوية و المهارة بما اولاهم من عناية و تدريب و مران .

ومرت الايام وتم تكلف البطل و رجال وحدته بمهمة الابرار جوا  فى مضيق وادى سدر و تنظيم عدة كمائن على محاور  اقتراب         العدو لعرقلة  تقدم احتياطياته المدرعة لمنعها من التدخل فى معركة رؤوس الكبارى لتشكيلات الجيش الثالث  الميدانى باستخدام ثمانية عشر طائرة هليكوبتر .

وفى الخامس من اكتوبر تحركت الوحدة الى منطقة الانتظار للتحميل وصلت الطائرات و تحرك الرجال و عبرت الطائرات خليج السويس ثم بدأت  تطير فوق ارض سيناء وتدخلت الطائرات المقاتلة للعدو و ضد طائرات الهليكوبتر مما تسبب فى اصابة بعض طائراتنا و حوالى ثلث قووة الوحدة فى الافراد و المعدات و منهم قيادة الوحدة و بالرغم من الخسائر الجسيمة التى منيت بها الوحدة اثناء عملية الابرار  فقد صمم الرجال الاستمرار و تنفيذ مهامهم وتم ابرار باقى الافراد فى عدة مناطق متفرقة تبعد عن المنطقة المحددة لعملية الابرار بحوالى 15-20 كم و بوصول الوحدة الى اماكنها وجد (السيد درويش السيد) انه اصبح اقدم ضابطا فى الوحدة بعد استشهادالقائد و مساعده و على الفور تولى البطل القيادة ملتزما بمبدأ اذا سقط رجل قام اخر و بخبرته وجد البطل ان منطقة الابرار المحددة اصبحت معروفة للعدو حيث كانت طائراته لا تزال تحلق فوقهم و ايقن ان العدوسوف يهاجم هذه المنطقة للقضاء عليهم ..وبالفعل لم تمض سوى دقائق حتى كانت المنطقة تقصف بعدد كبير من طائرات العدو بوابل من القنابل و سار الرجال بعد ذلك ما يقرب من عشرين كم سيرا  على الاقدام فى ارض صلبة وعرة و لكن بالصبر و عزيمة الابطال التى لا تعرف اليأس  تم عمل كمائن   طبقا لما هو مقرر لها ...

وفى يوم الحادى عشر من اكتوبر عام 1973 ابلغت نقطة الانذار البطل بظهور طلائع من مدرعات العدو فى اتجاه المضيق بقوة تقدر بحوالى لواء مدرع و ترك البطل معظم لواء العدو المدرع يتورط داخل الممر ثم اصدر اوامره بفتح النيران فانهالت الكمائن بمقذوفاتها ونيرانها تدمر دبابات العدو ..و تحول الممر الى جحيم و تورط العدو نتيجة لمفاجأته و حاول العدو الخروج منها و لكن دون جدوى فقد حاول بعض افراده تسلق الجبل ولكن تم اصتيادهم .

وعندما وجد العدو ان جميع مركباته و دباباته الواقعة فى منطقة عمل الكمائن سيقضى عليها نهائيا فأيقن انه يدفع بقية قواته فى اتجاه الممر سوف يقضى عليها لا محالة و بذلك انسحب يجر اذيال الخزى و العار تاركا خلفه    13 دبابة و 6 عربات نصف جنزير و عربتين خفيفتين و حاملا   معه خسائره الضخمة من قتلاه و جرحاه ...فاغتنم البطل التعيينات و المياه من مركبات العدو التى تركها فى منطقة الكمائن كما حصل على بعض الخرائط للمنطقة عليها خططه المستقبلية ..وبعد انسحاب قوات العدو قام البطل بإعادة تنظيم المجموعات و اعادة تحديد  المهام لعلمه ان العدو  سيعاود الكرة مرة اخرى و فعلا   ظهرت فى الجو طائرات هليكوبتر للعدو ظلت تحلق فوق اماكن المجموعات ظهرت طائرات الفانتوم و استمرت تقصف المنطقة بطريقة هستيرية فى محاولة للقضاء على افراد الوحدة ولجودة اخفاء و تمويه الرجال لمواقعهم و مستوى تدريبهم العالى كانت الخسائر لا تذكر رغم انها استمرت 6 ساعات .. بعد ذلك ابلته القيادة لا سلكيا بعد انتهاء المعركة بالاستمرار فى تنفيذ مهمته و عدم الارتداد لحين صدور اوامر اخرى ...و بالفعل تقبل البطل و افراده الامر برضاء  تام وعمل البطل على رفع معنوياتهم   رغم انه لم ينتهى من المياه و التعيينات  سوى كمية محدودة ..وبالفعل ظلت القوة رابطة كالاسود ضد محاولات العدو لدخول هذا الممر ..وفى العشرين من اكتوبر وصل اليهم مندوب من القيادة يحمل رسالة ممضمونها ان تقوم الوحدة بالتسلل حتى الوصول الى   منطقة عيون موسى وبالاستعانة باحدى خرائط العدو التى استولى  عليها البطل سابقا ..فتمكن البطل من تحديد مواقع العدو و عين الطريق الذى تسلكه وحدته متجنبا الاصطدام بالعدو اذ اصبحت الذخيرة المتبقية معه لا تكفى للتعامل معه و هكذا تمكن البطل من قيادة وحدته و التسلل بها سيرا على الاقدام ليلا  بين مواقع العدو فى اتجاه قواتنالمسافة حوالى80كم على مدى ليليتين وتم الاتصال بالقوات فى عيون موسى  فكان لدراسة البطل لوثائق العدو التى حصل عليها عظيم الاثر فى اختيار طريق العودة و انتخاب انسب التوقيتات للتحرك حتى يتلافى اصطدامه بالعدو مما ادى الى وصوله برجاله بسلام ..فقد كان لاصرار ضباط وصف وجنود الوحدة وبما بذلوه من جهد و معاناة ..وبما اتصف به هؤلاء الابطال من تصميم وعناد و تعاون و عزم وكياسة ..كان لها كبير الاثر فى تحقيق اهدافهم القتالية و الاحتفاظ بروحهم المعنوية و التى كان مقدرا لها مدة يومين فى تعطيل المضيق و منع وصول العدو لمدة 16 يوما ..

انهم رجال الصاعقة رجال التضحية و الفداء و بطولة رجال يطلبون الشهادة من اجل وطنهم ويتمنوا الحياة له فتحيا مصر حرة كريمة ..

 
تم نسخ الرابط