غادة حامد تكتب : سيد أمريكا الأبيض
01:54 م - السبت 12 نوفمبر 2016
لقد أسقط سيد أمريكا الأبيض القناع الجاثم علي وجوه شعبه الحبيب ، بمنتهي الجسارة . و أراحهم منه
فقد اعتلي ظهر حصانه ، و أخرج مسدسيه من جيبيه وأخذ يطلق النيران في وجه كل من يراهم رعاعا لا قيمة لهم ، و لا أمهر رعاة البقر الاقطاعيين . الذين نراهم في الافلام الامريكية الشهيرة، و دهس بحذاء رعاة البقر العالي علي رقاب كل الأقليات في بلاده
لقد اقتلع بكل سهولة و يسر ذلك القناع الذي التصق منذ زمن بعيد بوجوه الامريكان البيضاء الناعمة الملمس و الملمح ، ذلك القناع الذي طالما اختبأوا خلفه و ارتكبوا كل الجرائم الممكنة ضد البشرية .
يرتكبوها ثم يتعالوا علينا بقناع اخر من الشرف و الثقافة و الحرية و الحضارة و المساواة. و نحن نوقن وهم يوقنون انها ليست الا شعارات و اقنعة زائفة، لكننا قلما نجرؤ علي مواجهتهم بتناقضهم الواضحة وضوح الشمس في عز النهار. او تعريتهم من أقنعتهم ؛ تراهم يدعون المساواة و لكنهم يحتقرون الزنوج ، يدعون الشرف و الامانة ثم يعقدون الصفقات الدنيئة يحابون حلفائهم و يغضون البصر عن جرائمهم و يقمعون أعدائهم لينهبوا خيراتهم، الى اخر التجاوزات التي نعرفها جميعا و لكن نتغاضي عنها ، احيانا لضعفنا و ضعف قدراتنا و احيانا لتمكن عقدة الخواجة منا التي تجعلنا نحب ان نصدق ان كل ما هو اجنبي هو صادق و جميل و متحضر
لكن الكذب لا يدوم ، و لا احد يقو علي ارتداء الاقنعة طيلة حياته، و يبدو ان الامريكان ملوا من ارتداء الاقنعة ، او ربما لم يجدوا لها داع. فهم يفعلون ما يحلو لهم دون حسيب او رقيب ، دون عقوبات يفرضها المجتمع الدولي عليهم . حتي جاء فارسهم المغوار لينزع عنهم ورقة التوت التي كانوا يتحلون بها . جاء يطالبهم بأن يفرغوا ما في قلوبهم من قاذورات علينا !
قالها بصراحة دون خجل او وجل ؛ نعم نحن عنصريين ، لا نحب السود ، لا نحب اللاتينين و المكسيكيين و سنبني بيننا و بينهم جدارا عازلا سميكا، و نكره العرب و المسلمين . قالها بقوة و جرأة وصراحة، فرددها خلفه الملايين ، رددوها و ألقوا بالاقنعة المملة في عارضة الطريق!
قالوا نعم نحن و نحن فقط ، أسياد الارض ، نحن ذوي العرق الامريكي، و الوجه الابيض و الملامح الاوربية ، نحن فقط سنعيش تحت سماء هذه القارة الشاسعة الواسعة، نحن فقط سنحيا بها، و سنطرد كل الاجناس الاخري ، سنطرد الزنوج ذوي البشرة السوداء والعرب ذوي البشرة الصفراء ، و قد نبقي علي المرأة البيضاء فقط ان قدمت لنا فروض الولاء و الطاعة ! نحن أفضل شعوب الله علي الارض ، سنحيا و ليذهب الاخرون الي الجحيم بعيدا عن اراضينا
عاد ترامب بأمريكا الي زمن الاسياد و العبيد و داس بنعاله علي الوجه الحسن الذي أمضي الامريكان سنوات طوال يزينونه ويحاولون اقناعنا بأنه حقيقة. رفع عنهم عبء التمثيل و التجميل و رفع عنا عبء محاولة اقناع النفس بالحجج الغير منطقية التي يسوقونها لنا.
أقول رأيي هذا دون ان اتعرض لبرنامج ترامب الانتخابي ، و دون ان ابه ان كان ترامب شخصا عنصريا ، ام تلقائيا ، ام فجا ، لكن ما يهمني هو ان نجاحه في الانتخابات الرئاسية قد أبرز حقيقة معتقدات الشعب الامريكي الذي منحه أصواته و رفعه لكرسي العرش ليحكم العالم ، و يأذن ببدء مرحلة جديدة ، مرحلة تالية لمرحلة اوباما ، ليقتدي بها العالم زعماءا وشعوبا
فقد كان اعتلاء الشاب اوباما في ذلك الوقت ايذانا بمرحلة جديدة يجب ان يبدأها شباب العالم و هي مرحلة (نعم نحن نقدر ) التي بدأها أوباما و تفشت في كل الدول و الشعوب، كما تتفشى الامراض و الاوبئة في الجسد دون ان يستطيع ان يوقفها أحد ، فقد ظن الجميع انهم يمكن ان يحكموا مثلما حكم زنجيا اسودا البيت الابيض . ) .
يا عزيزي ، ان الامريكان لا يتركون مقاديرهم للصدفة ، فستلاحظ معي ان الفترة التي تلت اعتلاء اوباما عرش امريكا ، هي ذاتها مرحلة ثورات الربيع العربي ،هي الفترة التي ثار فيها الشعوب في كل انحاء العالم، و تخيل الشباب انهم قادرين علي قيادة العالم و طالب الجميع بتمكين الشباب.
اما وقد انتهت هذه المرحلة و حاولت الشعوب كلها ان تحكم و تتحكم في مصائرها ، فهدمتها أمريكا و لعبت بمصائر البلدان حتي قضت عليهم واحدا تلو الاخر ، فهوت العواصم كما تهوي وحدات الدومينوز في تناغم .
و ان الاوان لمرحلة جديدة عنوانها الفجاجة و البذاءة ستبدء . مرحلة السيد الاقطاعي و العبيد . جاء رجل المال و الاعمال الناجح ليعدل كفة الاقتصاد التي اسقطها الشباب حينما صدقوا انهم سينالون الفرصة و انهم يقدرون ! مرحلة بدأها ترامب بالقاء الاقنعة و كشف الاوراق ليصبح اللعب علي المكشوف ، فلا داعي للمداراة بعد ان سيطر السيد و تمكن و خارت القوي جميعها امامه تسجد له ، انها المرحلة الاخيرة التي سيلقي فيها كل لاعب بأوراقه، لنرى من الفائز . و كالعادة في لعبة الورق الشهيرة، يلقي الفائز بأوراقه اولا ، تماما كما فعل ترامب ، و ليعترض المعترضون. انها مرحلة التخلص ممن لا فائدة منهم، فقد طالت فترة تحملهم تحت اسم الشرف و الامانة و حقوق الاقليات و حقوق التعبير وكل انواع الحقوق التي ملأوا بها عقولنا ، ثم ها هم يلقون بها و يعلنون لنا انهم سيراقبون أجهزةالاتصالات و يعبثون بوهم الحريات الذي شوقونا اليه.
تعلموا ايها الشعوب، تعلموا ان ارتداء الاقنعة مصيره الي زوال و ان الذئب لا يمكن ان يكون حملا وديعا مهما اخفي حوافره ، تعلموا مكاشفة النفس و ابتعدوا عن التجمل و التزين فلا مجال لهم في المرحلة القادمة. سنوا سيوفكم و اعدوا ما استطعتم من عدة و احذروا عدوكم و عدو اباءكم و اجدادكم ، فها هو ذا يخلع القناع و يظهر وجهه القبيح الملوث بدماء ابناءكم. استيقظوا و اعملوا فلا وقت للغفلة ، لقد ان الاوان لنفتح أعيننا و نسترق السمع و نسهر الليل مع النهار حتي لا ينقض الذئب علينا ليأكل ما تبقي منا كما أكل الذئب الفتاة ذات الرداء الاحمر بعد ان خلع قناع الجدة الحكيمة. لا تقبلوا ان تكونوا لقمة سائغة يستمتع بها الذئب، بل كونوا شوكة في حلقه تعذبه بل وقد تقضي عليه. اذا كان هذا مصيرنا المحتوم!
فقد اعتلي ظهر حصانه ، و أخرج مسدسيه من جيبيه وأخذ يطلق النيران في وجه كل من يراهم رعاعا لا قيمة لهم ، و لا أمهر رعاة البقر الاقطاعيين . الذين نراهم في الافلام الامريكية الشهيرة، و دهس بحذاء رعاة البقر العالي علي رقاب كل الأقليات في بلاده
لقد اقتلع بكل سهولة و يسر ذلك القناع الذي التصق منذ زمن بعيد بوجوه الامريكان البيضاء الناعمة الملمس و الملمح ، ذلك القناع الذي طالما اختبأوا خلفه و ارتكبوا كل الجرائم الممكنة ضد البشرية .
يرتكبوها ثم يتعالوا علينا بقناع اخر من الشرف و الثقافة و الحرية و الحضارة و المساواة. و نحن نوقن وهم يوقنون انها ليست الا شعارات و اقنعة زائفة، لكننا قلما نجرؤ علي مواجهتهم بتناقضهم الواضحة وضوح الشمس في عز النهار. او تعريتهم من أقنعتهم ؛ تراهم يدعون المساواة و لكنهم يحتقرون الزنوج ، يدعون الشرف و الامانة ثم يعقدون الصفقات الدنيئة يحابون حلفائهم و يغضون البصر عن جرائمهم و يقمعون أعدائهم لينهبوا خيراتهم، الى اخر التجاوزات التي نعرفها جميعا و لكن نتغاضي عنها ، احيانا لضعفنا و ضعف قدراتنا و احيانا لتمكن عقدة الخواجة منا التي تجعلنا نحب ان نصدق ان كل ما هو اجنبي هو صادق و جميل و متحضر
لكن الكذب لا يدوم ، و لا احد يقو علي ارتداء الاقنعة طيلة حياته، و يبدو ان الامريكان ملوا من ارتداء الاقنعة ، او ربما لم يجدوا لها داع. فهم يفعلون ما يحلو لهم دون حسيب او رقيب ، دون عقوبات يفرضها المجتمع الدولي عليهم . حتي جاء فارسهم المغوار لينزع عنهم ورقة التوت التي كانوا يتحلون بها . جاء يطالبهم بأن يفرغوا ما في قلوبهم من قاذورات علينا !
قالها بصراحة دون خجل او وجل ؛ نعم نحن عنصريين ، لا نحب السود ، لا نحب اللاتينين و المكسيكيين و سنبني بيننا و بينهم جدارا عازلا سميكا، و نكره العرب و المسلمين . قالها بقوة و جرأة وصراحة، فرددها خلفه الملايين ، رددوها و ألقوا بالاقنعة المملة في عارضة الطريق!
قالوا نعم نحن و نحن فقط ، أسياد الارض ، نحن ذوي العرق الامريكي، و الوجه الابيض و الملامح الاوربية ، نحن فقط سنعيش تحت سماء هذه القارة الشاسعة الواسعة، نحن فقط سنحيا بها، و سنطرد كل الاجناس الاخري ، سنطرد الزنوج ذوي البشرة السوداء والعرب ذوي البشرة الصفراء ، و قد نبقي علي المرأة البيضاء فقط ان قدمت لنا فروض الولاء و الطاعة ! نحن أفضل شعوب الله علي الارض ، سنحيا و ليذهب الاخرون الي الجحيم بعيدا عن اراضينا
عاد ترامب بأمريكا الي زمن الاسياد و العبيد و داس بنعاله علي الوجه الحسن الذي أمضي الامريكان سنوات طوال يزينونه ويحاولون اقناعنا بأنه حقيقة. رفع عنهم عبء التمثيل و التجميل و رفع عنا عبء محاولة اقناع النفس بالحجج الغير منطقية التي يسوقونها لنا.
أقول رأيي هذا دون ان اتعرض لبرنامج ترامب الانتخابي ، و دون ان ابه ان كان ترامب شخصا عنصريا ، ام تلقائيا ، ام فجا ، لكن ما يهمني هو ان نجاحه في الانتخابات الرئاسية قد أبرز حقيقة معتقدات الشعب الامريكي الذي منحه أصواته و رفعه لكرسي العرش ليحكم العالم ، و يأذن ببدء مرحلة جديدة ، مرحلة تالية لمرحلة اوباما ، ليقتدي بها العالم زعماءا وشعوبا
فقد كان اعتلاء الشاب اوباما في ذلك الوقت ايذانا بمرحلة جديدة يجب ان يبدأها شباب العالم و هي مرحلة (نعم نحن نقدر ) التي بدأها أوباما و تفشت في كل الدول و الشعوب، كما تتفشى الامراض و الاوبئة في الجسد دون ان يستطيع ان يوقفها أحد ، فقد ظن الجميع انهم يمكن ان يحكموا مثلما حكم زنجيا اسودا البيت الابيض . ) .
يا عزيزي ، ان الامريكان لا يتركون مقاديرهم للصدفة ، فستلاحظ معي ان الفترة التي تلت اعتلاء اوباما عرش امريكا ، هي ذاتها مرحلة ثورات الربيع العربي ،هي الفترة التي ثار فيها الشعوب في كل انحاء العالم، و تخيل الشباب انهم قادرين علي قيادة العالم و طالب الجميع بتمكين الشباب.
اما وقد انتهت هذه المرحلة و حاولت الشعوب كلها ان تحكم و تتحكم في مصائرها ، فهدمتها أمريكا و لعبت بمصائر البلدان حتي قضت عليهم واحدا تلو الاخر ، فهوت العواصم كما تهوي وحدات الدومينوز في تناغم .
و ان الاوان لمرحلة جديدة عنوانها الفجاجة و البذاءة ستبدء . مرحلة السيد الاقطاعي و العبيد . جاء رجل المال و الاعمال الناجح ليعدل كفة الاقتصاد التي اسقطها الشباب حينما صدقوا انهم سينالون الفرصة و انهم يقدرون ! مرحلة بدأها ترامب بالقاء الاقنعة و كشف الاوراق ليصبح اللعب علي المكشوف ، فلا داعي للمداراة بعد ان سيطر السيد و تمكن و خارت القوي جميعها امامه تسجد له ، انها المرحلة الاخيرة التي سيلقي فيها كل لاعب بأوراقه، لنرى من الفائز . و كالعادة في لعبة الورق الشهيرة، يلقي الفائز بأوراقه اولا ، تماما كما فعل ترامب ، و ليعترض المعترضون. انها مرحلة التخلص ممن لا فائدة منهم، فقد طالت فترة تحملهم تحت اسم الشرف و الامانة و حقوق الاقليات و حقوق التعبير وكل انواع الحقوق التي ملأوا بها عقولنا ، ثم ها هم يلقون بها و يعلنون لنا انهم سيراقبون أجهزةالاتصالات و يعبثون بوهم الحريات الذي شوقونا اليه.
تعلموا ايها الشعوب، تعلموا ان ارتداء الاقنعة مصيره الي زوال و ان الذئب لا يمكن ان يكون حملا وديعا مهما اخفي حوافره ، تعلموا مكاشفة النفس و ابتعدوا عن التجمل و التزين فلا مجال لهم في المرحلة القادمة. سنوا سيوفكم و اعدوا ما استطعتم من عدة و احذروا عدوكم و عدو اباءكم و اجدادكم ، فها هو ذا يخلع القناع و يظهر وجهه القبيح الملوث بدماء ابناءكم. استيقظوا و اعملوا فلا وقت للغفلة ، لقد ان الاوان لنفتح أعيننا و نسترق السمع و نسهر الليل مع النهار حتي لا ينقض الذئب علينا ليأكل ما تبقي منا كما أكل الذئب الفتاة ذات الرداء الاحمر بعد ان خلع قناع الجدة الحكيمة. لا تقبلوا ان تكونوا لقمة سائغة يستمتع بها الذئب، بل كونوا شوكة في حلقه تعذبه بل وقد تقضي عليه. اذا كان هذا مصيرنا المحتوم!
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز