الإثنين 29 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

ندوة ملتقي الاعلاميين العرب :

خبير إعلام سياسي ورقمي: غياب الوعي بإدارة التطور أكبر تحدٍ للإعلام العربي

محمد رضا حبيب خلال
محمد رضا حبيب خلال الندوة


أكد الدكتور محمد رضا حبيب، خبير الإعلام السياسي والرقمي والذكاء الاصطناعي، أن التحدي الحقيقي الذي يواجه الإعلام العربي اليوم لا يتمثل في التطور التكنولوجي، وإنما في غياب الوعي بكيفية إدارة هذا التطور، مشددًا على أننا «لا نعيش أزمة ذكاء اصطناعي، بل نعيش أزمة وعي اصطناعي».


جاء ذلك خلال مشاركته في ملتقى الإعلاميين العرب الأول بالقاهرة، الذي انطلقت فعالياته مساء السبت،  بكلمة تحت عنوان:

«من يحرس الوعي؟ مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي: إلى أين نحن ذاهبون؟».


وقال حبيب إن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة لإنتاج المحتوى، بل أصبح فاعلًا رئيسيًا في تشكيل ما يراه الجمهور وما يتجاهله، وما يغضب منه، بل وما يصدقه باعتباره «الحقيقة الوحيدة»، محذرًا من أن الدول التي لا تمتلك استراتيجية اتصال ذكي ستدفع ثمنًا سياسيًا باهظًا، حتى وإن كانت على حق.


وأوضح أن الذكاء الاصطناعي غيّر معادلة السلطة داخل المنظومة الإعلامية، فبعد أن كانت بيد المحرر ورئيس التحرير والمؤسسة، أصبحت اليوم في يد الخوارزميات ومنصات التوزيع ونماذج التنبؤ بالسلوك، معتبرًا أن ما يحدث هو «انتقال ناعم للسلطة من الإنسان إلى الكود».


وأشار خبير الإعلام السياسي إلى أن الإعلام لم يعد معنيًا فقط بتشكيل الرأي العام، بل انتقل إلى مرحلة أخطر هي هندسة السلوك العام، حيث لم يعد السؤال: ماذا يفكر الناس؟ بل: كيف نجعلهم يفكرون ثم يتصرفون؟، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على القرار السياسي والاستقرار المجتمعي ومفهوم الحقيقة ذاته.


وشدد حبيب على أن الإعلام الوطني في عصر الذكاء الاصطناعي يقف بين خيارين: إما استخدام التكنولوجيا كأداة دفاع عن الوعي، أو تركها تتحول إلى أداة اختراق للوعي، مؤكدًا أن الإعلام «ليس حياديًا في لحظات الخطر، لكنه أيضًا لا يكذب على جمهوره».


واختتم مشاركته بالتأكيد على أن مستقبل الإعلام لن يكون صراع تكنولوجيا، بل صراع رؤى، قائلًا:
«مستقبل الإعلام لن تحدده سرعة الخوارزميات، بل شجاعة العقول التي تقرر كيف تستخدمها».

 

 

 

 

تم نسخ الرابط