الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"معلومات الوزراء" يستعرض التوقعات الدولية لمستقبل السياحة العالمية

مركز المعلومات ودعم
مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على أبرز التقارير الدولية التي تستعرض الاتجاهات الرئيسية للسياحة العالمية خلال عام 2026، وذلك في إطار حرص المركز على تتبع المؤشرات والسيناريوهات المستقبلية المتعلقة بالقطاعات العالمية المختلفة ذات الأهمية بالنسبة للاقتصاد المصري، وذلك مع نهاية كل عام وقرب بداية العام الجديد.

أكد المركز أنه وفقًا لأحدث إصدار من "مقياس السياحة العالمية"، فقد سافر أكثر من 1.1 مليار سائح دوليًا بين يناير وسبتمبر 2025، بزيادة قدرها حوالي 50 مليون سائح مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024. وشهد عدد السياح الدوليين الوافدين نموًا بنسبة 5% خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024، وبنسبة 3% مقارنةً بعام 2019 قبل الجائحة.

 

ووفقًا لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، نمت حركة النقل الجوي الدولي (RPK) بنسبة 7% في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 مقارنةً بالأشهر نفسها من عام 2024. كما زادت السعة الجوية الدولية (ASKs) بنسبة 6% خلال هذه الفترة. وبلغ معدل الإشغال العالمي في منشآت الإقامة 68% في سبتمبر 2025، وهو ما يُطابق معدل سبتمبر 2024.

ويُحلل أحدث مؤشر عالمي للسياحة الدولية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 حسب المناطق أن أفريقيا لا تزال إفريقيا تُحقق أقوى أداء بين المناطق، فقد شهدت القارة زيادة بنسبة 10% في عدد الوافدين حتى شهر سبتمبر، وفقًا للبيانات المتاحة

 

 وسجلت كل من شمال إفريقيا (+11%) وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (+10%) نموًا في عدد الوافدين، كما ارتفع عدد الوافدين إلى الشرق الأوسط بنسبة 2% خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024.

 

 ويمثل هذا زيادة بنسبة 33% مقارنةً بعام 2019، وهي أقوى النتائج الإقليمية مقارنةً بما قبل الجائحة، وسُجّلت بعض أعلى معدلات النمو في عدد الوافدين خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025 في البرازيل (+45% مقارنةً بعام 2024)، وفيتنام ومصر (+21% لكل منهما)، بالإضافة إلى إثيوبيا واليابان (+18% لكل منهما)، واستقبلت أوروبا -أكبر وجهة سياحية في العالم-، 625 مليون سائح دولي بين يناير وسبتمبر 2025، بزيادة قدرها 4% مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024.

واستعرض المركز تقديرات شركة ريسيرش نيستر" (Research Nester) الاستشارية العالمية، والتي أشارت إلى أن حجم سوق السياحة العالمية بلغ أكثر من 10.62 تريليونات دولار في عام 2025، ومن المتوقع أن يتجاوز 17.46 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2035، مسجلًا نموًا سنويًّا مركبًا يزيد على 5.1% خلال الفترة المتوقعة بين عامي 2026 و2035، مضيفة أنه في عام 2026 سيقُدّر حجم قطاع السياحة بنحو 11.11 تريليون دولار أمريكي.

كما استعرض المركز تقرير وكالة "فيتش" الأمريكية حول الاتجاهات الرئيسية للسياحة خلال العام المقبل، والذي تناول المؤشرات والتحولات المتوقعة في قطاع السياحة العالمي، مع التركيز على تعزيز السياحة عالية القيمة وتحسين الإنفاق السياحي لكل زائر. كما ناقش تأثيرات الجغرافيا السياسية وتغير تفضيلات المسافرين، إضافة إلى دور التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة السفر.

توقع التقرير أن يشهد إجمالي عدد الوافدين العالميين في عام 2026 نحو 1.6 مليار وافد بنسبة زيادة 5.9% مقارنة بعام 2025، حيث يُقدّر أن أسواق السياحة العالمية قد تعافت بالكامل إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19 (والتي بلغت آنذاك 1.4 مليار وافد)، مما يدعم مرحلة نمو جديدة للقطاع في عام 2026، ومع تعافي العديد من الأسواق في عام 2025 وتحقيق أسواق منطقة آسيا والمحيط الهادئ تعافيها الكامل في عام 2026، فإن استقرار الاقتصاد العالمي سيسهم في دعم هذا النمو.

 

وأوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أنه وفقًا لتقرير فيتش فمن المتوقع أن يكون نمو الإنفاق الاستهلاكي العالمي معتدلًا في عام 2026، حيث يتجاوز مستويات ما قبل الجائحة لأول مرة بعد الصدمة التضخمية. كما تتوقع فرق فيتش المتخصصة في الاستهلاك والتجزئة أن ينمو إنفاق الأسر العالمية بنسبة 3.6% في عام 2026، مع تسارع معتدل من 3.4% في عام 2025، ليتجاوز مستويات ما قبل الجائحة (2019) بنسبة 4.4%. ومع ذلك، وعلى الرغم من النمو المعتدل، فإن أنماط الإنفاق والسفر ستعكس تفضيلات متنوعة.

أوضح التقرير أن تفضيلات السفر في عام 2026 ستعكس بشكل متزايد التباين بين شرائح الدخل والمناطق، حيث سيتجه المسافرون ذوي الدخل المرتفع نحو الوجهات المتوسطة إلى طويلة المدى، بالإضافة إلى السياحة الفاخرة والسفر التجريبي، وسيستمر هذا القطاع في قيادة الإنفاق التقديري، مفضلًا التجارب الفريدة والسفر الدولي إلى وجهات بعيدة عن منطقتهم.

 

ومن ناحية أخرى، سيظل المسافرون من ذوي الدخل المنخفض إلى المتوسط يركزون في الطلب المستمر على خيارات السفر القصير إلى المتوسط المدى في عام 2026، مع إعطاء الأولوية للتكلفة المعقولة والقيمة، خاصة مع استمرار التضخم المرتفع، وسيختار هؤلاء المسافرون الإقامات القصيرة أو الوجهات الأقرب إلى وطنهم، مما يسهم في الحفاظ على الطلب على السياحة الإقليمية والمحلية.  

أشار التقرير إلى أنه خلال عام 2026، ستظل الجغرافيا السياسية تمثل تهديدًا رئيسيًا لقطاع السياحة، حيث ستؤثر الرسوم الجمركية المستمرة التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الأسواق العالمية، مما يؤدي إلى تسريع التحول نحو تعددية الأقطاب، فتنفيذ هذه الرسوم سيزيد من عدم اليقين ويؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، لا سيما بين الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الصين، فيتنام، الهند، وألمانيا، وفي ظل هذا السياق، يتوقع أن يتبنى المستهلكون الحذر في إنفاقهم، مما سيدفعهم إلى زيادة السفر إلى الأسواق المجاورة والإقليمية بسبب تكلفتها النسبية المعقولة.

بالإضافة إلى تجاوز أعداد السياح الوافدين مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19 (2019) في بعض الأسواق عام 2026، وعودتها إلى مستويات ما قبل الجائحة في أسواق أخرى، سيزداد الطلب على أماكن الإقامة السياحية، مما يُشكل فرصةً لزيادة معدلات الإشغال والإيرادات في قطاع الضيافة. ومع ذلك، ستُعيد تفضيلات المسافرين المتغيرة تشكيل مشهد الإقامة، فمع استمرار مرونة الطلب على السفر، يتجه عدد متزايد من السياح إلى خيارات إقامة أقل تكلفة. وستزداد شعبية الإيجارات قصيرة الأجل (STRs)، مثل (Airbnb)، بين المسافرين المهتمين بالأسعار والذين يرغبون في مواصلة رحلاتهم دون تكبد تكاليف باهظة.

والجدير بالذكر أنه في عام 2026، من المتوقع أن يشهد استخدام أدوات تخطيط السفر المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تزايدًا ملحوظًا، إذ سيتوجه المستهلكون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في المراحل الأولى من تخطيط السفر، حيث سيعتمدون عليه لتوليد الأفكار، وتضييق الخيارات، وتنظيم الجداول الزمنية. فقد تدعم هذه التوقعات التطورات الأخيرة في صناعة السفر، التي تُظهر تزايد شعبية أدوات التخطيط المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

 

وقد استعرض التقرير أبرز هذه الأدوات والتي تمثلت في إطلاق أداة (Canvas) من ((Google في نوفمبر 2025 والتي توفر بيانات حية للرحلات الجوية والفنادق، وكذلك أداة (Flight Deals) المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي أُطلقت في أكثر من 200 سوق بعد اختبارات سابقة في الولايات المتحدة وكندا والهند. كما أطلقت (Trip.com) كأداة تخطيط سفر مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدم توصيات مخصصة وجداول زمنية استنادًا إلى تقنيات التعلم الآلي المتقدمة في نفس العام.

وفي هذا الصدد، توقع التقرير أن تعتمد الشركات السياحية، بما في ذلك الفنادق، وشركات الطيران، وشركات تأجير السيارات، ووكالات السفر عبر الإنترنت هذه الحلول التكنولوجية لتعزيز تجربة العملاء وتحسين كفاءة العمليات. كما سيسهم مفهوم الحجز المعتمد على الوكيل (agentic booking) في تعزيز هذا الاتجاه من خلال تمكين المسافرين والشركات من إدارة الحجوزات باستخدام الذكاء الاصطناعي.

 

رغم ذلك، تظل هذه التكنولوجيا في مراحلها الأولى بالقطاع، ومن المتوقع أن يكون التبني الواسع لها محدودًا على المدى القريب، بالإضافة إلى ذلك، يجب معالجة تحديات مثل التدقيق التنظيمي، وأمن البيانات، ومخاوف الخصوصية، وتوقعات العملاء المتطورة لضمان تنفيذ ناجح ومستدام لهذه التحسينات التقنية.

أشار التقرير إلى أن قطاع السياحة الفاخرة (Luxury Tourism) سيواصل صموده في عام 2026، حيث سيستمر الإنفاق على السفر والضيافة من قبل الأسر ذات الدخل المرتفع، وهذه الأسر ستتأثر بشكل أقل من الفئات ذات الدخل المتوسط والمنخفض بزيادة تكاليف المعيشة، بفضل تأثير الثروة المدفوع بأسعار الأصول المرتفعة التي استفاد منها هذا القطاع بشكل كبير. كما من المتوقع أن تشهد الاستثمارات في السياحة الفاخرة تزايدًا في الأسواق المتقدمة والناشئة على حد سواء.

 

أشار التقرير في ختامه إلى تحول ملحوظ في كيفية اقتراب المسافرين من السفر الفاخر، حيث يتجهون نحو نهج "الهدف أولًا" بدلًا من "الوجهة أولًا". ويعكس هذا التحول رغبتهم في الحصول على تجارب سفر غامرة. وهذه التوجهات ستدعم مرونة القطاع، مما سيمكن الشركات السياحية من تقديم تجارب فاخرة وتحويلية، ويسهم في تعزيز التنمية والاستثمار في مراكز السياحة الفاخرة على مستوى العالم في 2026.

تم نسخ الرابط