69 عامًا على رحيل المؤرخ والشاعر والأديب والسياسي محمد حسين هيكل
أ.ش.أ
تحل اليوم الاثنين ذكرى وفاة المؤرخ، والشاعر، والأديب، والسياسي محمد حسين هيكل، الذي رحل عن دنيانا في 8 ديسمبر 1956، تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ترك أثره في أجيال، واستطاع أن يصنع جسورًا بين الأدب والسياسة، حيث تميز بالجمع بين رصانة القلم والخيال الروائي وحكمة السياسة، وهو صاحب أول رواية عربية لذلك لقب بـ أبو الرواية العربية.
كان للمؤرخ، والشاعر، والأديب، والسياسي محمد حسين هيكل، السبق والريادة في عالم الأدب والفكر، كما كان رائدًا من رواد العمل السياسي العام في مصر الحديثة، وكافح من أجل استقلال مصر.
واستطاع هيكل أن يكون له السبق والريادة في عالم الأدب والفكر، فكان أول من كتب الرواية العربية " زينب" وقدم لنا من خلالها صورة واقعية للمجتمع المصري في عصره، لتصبح هذه الرواية علامة فارقة في تاريخ الأدب واعتبرت الانطلاقة الحقيقية للرواية العربية، وتحوّلت لأول فيلم صامت في مصر، والتزم فيها بقواعد القصة الفنية، و كانت بداية الانطلاق لأعمال روائية لكبار الكتاب مثل " محمود عباس العقاد، وطه حسين، والمازني، وتوفيق الحكيم" .
كما أنه أتاح لأصحاب القلم والبيان كتابة التاريخ الإسلامي على نحو جديد يجمع بين العمق والتحليل ، والأسلوب الشائق، والربط المحكم بين أحداث التاريخ. وكتب أيضًا أدب الرحلة، وسجَّل هيكل خواطره في كتابه " في منزل الوحي"، ودوَّن مذكراته السياسية، وما شاهده وشارك فيه من أحداث في كتابه" مذكرات في السياسة المصرية"، فكان له تأثيرًا كبيرًا في التاريخ السياسي المصري الحديث ومن أعماله أيضًا: ثورة الأدب، الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة، الإيمان والمعرفة والفلسفة وغيرها.
ولد محمد حسين هيكل في 20 أغسطس عام 1888 ، في مدينة المنصورة لأسرة ثرية تقدر العلم ، فكان لذلك أثر كبير في تكوينه الثقافي ،وتخرج في مدرسة الحقوق الخديوية عام ،1909 و حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا عام 1912 ، وعمل في المحاماة لمدة 10 سنوات بعد عودته من فرنسا، كما عمل بالصحافة وتأثر بأفكار أحمد لطفي السيد والتزم بتوجيهاته ، كما تأثر أيضًا بأفكار الشيخ محمد عبده وقاسم أمين وغيرهما.
شارك هيكل في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقًا لتصريح 28 فبراير 1922.
عين هيكل رئيسًا لتحرير جريدة السياسة الأسبوعية عام 1926 التي كان يصدرها حزب الأحرار الدستوريين.
اختير وزيرًا للمعارف أكثر من مرة :الأولى في وزارة محمد محمود عام 1938، والثانية عام 1940 في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى عام 1944، وأُضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1945.
اختير نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين عام 1941 ، ثم تولى رئاسة الحزب عام 1943 ، وظل رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.
وتولى هيكل رئاسة مجلس الشيوخ من عام 1945 حتى عام 1950، كما تولى أيضًا تمثيل مصر في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة.
















