بعدد تذكاري تاريخي.. «المصوّر» تصدر «حوارات القرن» احتفالًا بدخول مئويتها الثانية
محمد خضير
في احتفالية استثنائية بتاريخ الصحافة المصرية، أصدرت مجلة «المصوّر» التابعة لمؤسسة دار الهلال عددًا تذكاريًا ضخمًا بعنوان «حوارات القرن»، احتفاءً بدخولها المئوية الثانية، لتقدم للقارئ وثيقة نادرة تجمع مائة حوار من أرشيفها العريق تمتد على مدار قرن كامل مع رؤساء وملوك وقادة وفنانين ومفكرين صنعوا ملامح التاريخ المصري والعربي، وتركوا آثارًا واضحة في الوجدان الجمعي.
يأتي هذا الإصدار في 400 صفحة من الورق الفاخر، مُثقّلًا بما يزيد على ألف صورة نادرة، بمعدل عشر صور لكل حوار، ليصبح العدد أشبه بمتحف ورقي يفتح دفاتر الزمن، ويعيد قراءة لحظات صنعت ذاكرة الأمة، وعبرت عن أهم محطاتها السياسية والفكرية والفنية والروحية.
وأوضح الكاتب الصحفي عبداللطيف حامد، رئيس تحرير «المصوّر»، أن هذا العدد التاريخي هو تتويج لرحلة طويلة من البحث والتنقيب امتدت لأشهر، جرى خلالها مراجعة أكثر من نصف مليون صفحة من أرشيف المجلة، وفحص ما يزيد على مليوني صورة لاختيار اللقطات الأندر والأكثر تعبيرًا عن روح كل حوار. وأضاف أن «المصوّر» تؤكد بهذا الإصدار مكانتها بوصفها أرشيفًا حيًا للأحداث والشخصيات، ومرجعًا معرفيًا وتاريخيًا للأجيال المقبلة.
ويضم العدد مائة حوار نادر مع رموز السياسة والفكر والفن والثقافة، تم اختيارهم ليعكسوا كل حقبة من تاريخ مصر الحديث. فمن بين أبرز الحوارات، اللقاء الأول مع الرئيس حسني مبارك عقب توليه الحكم، وحوارات مع الرئيس أنور السادات، والزعيم جمال عبدالناصر، والرئيس محمد نجيب، إضافة إلى لقاءات مع رواد الحركة الوطنية مثل هدى شعراوي، مكرم عبيد باشا، وفؤاد سراج الدين.
ويمتد المحتوى ليشمل حوارات تاريخية مع ملوك ورؤساء عرب، تأكيدًا على الدور القومي للمجلة، منهم الملك عبدالعزيز آل سعود، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الشيخ عبدالله السالم الصباح، السلطان قابوس بن سعيد، العقيد معمر القذافي، أحمد بن بيلا، وياسر عرفات، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
كما تجاوزت «المصوّر» حدود العالم العربي لتصل إلى رموز الإنسانية، فكان لها حوارات مع الملك ألفونسو ملك إسبانيا، والملك بول ملك اليونان، والمهاتما غاندي، والإمبراطور محمد رضا بهلوي، والفنان العالمي شارلي شابلن، والفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي.
وفي باب الروحانيات والأزهر، ضم العدد لقاءات مع أعلام التلاوة مثل الشيخ مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد، إضافة إلى حوارات مع الشيخ محمد متولي الشعراوي، والدكتور محمد سيد طنطاوي، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. كما شملت الصفحات لقاءات مع البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث، وقداسة البابا تواضروس الثاني.
وفي الفكر والثقافة، جاء حضور كبار العقول الذين صنعوا الوعي المصري والعربي، ومنهم الدكتور طه حسين، سهير القلماوي، زكي نجيب محمود، توفيق الحكيم، جمال حمدان، سليم حسن، أحمد زويل، ومجدي يعقوب. أما في عالم الأدب والفن، فظهر في العدد نجيب محفوظ، يوسف السباعي، عبدالرحمن الأبنودي، إنجي أفلاطون، حسن فتحي، فاتن حمامة، سعاد حسني، عادل إمام، أم كلثوم، فيروز، فريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ.
ولم تغب الرياضة عن هذا السجل التوثيقي، إذ أضاءت «المصوّر» مسيرة رموز شكلوا جزءًا من ذاكرة البطولات المصرية، منهم عبداللطيف أبوهيف، مختار التتش، صالح سليم، محمود الجوهري، وحسن شحاتة.
ويؤكد عبداللطيف حامد أن هذا الإصدار ليس مجرد عدد تذكاري، بل «وثيقة وطنية» تحفظ قرنًا من الوعي والنضال والإبداع، وتجسّد دور «المصوّر» كذاكرة حيّة للأمة وضميرها الممتد عبر الزمن، ومتحفًا بصريًا وفكريًا يليق بمجلة كانت ولا تزال شاهدًا على لحظات صنعت التاريخ.
























