بريطانيا تعلن إنشاء شبكة مصانع ذخائر جديدة لتعزيز الجاهزية الحربية
أعلنت بريطانيا تحركا استراتيجيا كبيرا لاستعادة قدراتها في إنتاج المتفجرات العسكرية محليا للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاما، عبر بناء شبكة جديدة من مصانع الذخائر بهدف تعزيز جاهزيتها القتالية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وكشفت الحكومة البريطانية أن وزير الدفاع جون هيلي سيعلن، اليوم الأربعاء، عن المواقع المحتملة للمصانع الجديدة، مؤكدا أن أعمال بناء أول مصنع ستبدأ العام المقبل، في خطوة تُعيد الصناعة العسكرية الثقيلة إلى الداخل البريطاني بعد سنوات من الاعتماد على الاستيراد.
وجاء الإعلان بعد أن خصصت الحكومة في يونيو الماضي استثمارات إضافية بقيمة 1.5 مليار جنيه استرليني للذخائر والمكوّنات المرتبطة بها، في إطار تحديث القدرات الدفاعية ودعم أوكرانيا، حسب ما نقلته صحيفة "تليجراف" البريطانية.
وتضم الخطة ما لا يقل عن 13 موقعا محتملا لإنشاء المصانع الجديدة، والتي ستتولى إنتاج الذخائر والدافعات والمتفجرات والمواد التقنية لصالح الجيش البريطاني، إضافة إلى تلبية احتياجات الدعم العسكري لكييف. ومن المتوقع أن تُوفر هذه المشروعات ما لا يقل عن ألف فرصة عمل جديدة.
كما بدأت الحكومة تمويل دراسات الجدوى لبدء الإنتاج عالي الكثافة، بينما يجري حالياً تنفيذ أعمال التصميم الهندسي لأول مصنع ضمن الشبكة، وتأتي هذه الخطوات بالتزامن مع افتتاح مصنعين جديدين للطائرات بدون طيار هذا الأسبوع في جنوب غرب إنجلترا، ضمن اتفاقيات نمو دفاعي بتمويل يبلغ 250 مليون جنيه استرليني، ما يعزز التكامل الصناعي الدفاعي في البلاد.
ومن المقرر أيضا أن تصدر وزارة الدفاع مذكرة مشتريات توضح خطط الاستثمار لعدة سنوات مقبلة، وتشمل 9 مواد رئيسية تُعد أساسا في صناعة الذخائر الحديثة، في خطوة تهدف لإضفاء شفافية أكبر وضمان استدامة سلاسل الإمداد الدفاعية.
وتعكس هذه التحركات رغبة لندن في بناء قاعدة صناعية دفاعية قادرة على تلبية احتياجاتها العسكرية بشكل مستقل، في وقت ترتفع فيه المخاطر الأمنية على الساحة الدولية وتزداد الضغوط على الدول الأوروبية لتعزيز قدراتها الحربية.



