الفنان آدم بكري.. حوار بين الهوية والأداء في القاهرة السينمائي

في إطار فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، التي تُقام ضمن أنشطة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والأربعين، استضاف المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية مساء اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 الفنان الفلسطيني آدم بكري، في لقاء خاص حمل عنوان "بين الهوية والأداء"، أدار الحوار الإعلامي شريف نور الدين، وسط حضور لافت من السينمائيين والنقاد ومحبي الفن العربي.

امتد اللقاء من الرابعة حتى الخامسة والنصف مساءً، وشكّل مساحة صريحة للتأمل في العلاقة العميقة بين الانتماء والتمثيل، بين الهوية والاختيار الفني، حيث تحدّث بكري عن مسيرته المتميزة التي انطلقت من فلسطين وامتدت إلى كبرى الإنتاجات العالمية، مؤكدًا أن الممثل، مهما ابتعدت به الأدوار، يبقى يحمل في صوته ونظرته وجسده ذاكرة المكان الذي جاء منه.

وأشار بكري إلى أن الحفاظ على الهوية الثقافية لا يتعارض مع الانفتاح على التجارب الدولية، بل يمنح الممثل عمقًا وصدقًا إنسانيًا ينعكس في الأداء، موضحًا أن اختياره للأدوار غالبًا ما يرتبط بقدرتها على التعبير عن القضايا الإنسانية والهم الفلسطيني بصورة فنية راقية تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة إلى فضاء الفن الخالص.

كما كشف خلال الحوار عن بعض مشاريعه السينمائية المقبلة، معبرًا عن رغبته في تطوير أدواته الإبداعية ومواصلة حضوره في المشهد السينمائي العالمي، مشددًا على أن الفن – في جوهره – لغة مقاومة جميلة تُعيد للإنسان ملامحه في زمن الاغتراب.

يأتي هذا الحوار ضمن سلسلة اللقاءات المميزة التي تقدمها أيام القاهرة لصناعة السينما، والتي أُطلقت كمنصة مخصصة لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، من خلال توفير فرص التدريب والتمويل والتشبيك بين صُنّاع الأفلام والخبراء الدوليين. وتشمل الأيام عددًا من البرامج والمحاور أبرزها: ملتقى القاهرة السينمائي، ومنتدى المحترفين، وورش العمل المتخصصة، التي جعلت منها أحد أهم الفعاليات المهنية في المنطقة.

يُذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1976، يُعد من أعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، وهو معتمد من الاتحاد الدولي للمنتجين FIAPF، ويُقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.. ويحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين الإبداع الفني والبعد المهني، تأكيدًا لدوره كمنصة رائدة للحوار بين الثقافات، وجسر للتواصل بين السينما العربية ونظيرتها العالمية.