عاجل
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

"لوبوان": المواجهة الصينية الأمريكية ستحدد مسار التاريخ

رأت مجلة (لوبوان) الفرنسية اليوم الاثنين أن مصير العالم لن يحسم في أوكرانيا أو الشرق الأوسط أو أوروبا بل في آسيا .. معربة عن اعتقادها بأن المواجهة الصينية الأمريكية ستحدد مسار التاريخ.



وقالت المجلة ـ في مقال لها بعنوان "لماذا يتم تحديد مستقبل العالم في آسيا ؟" - إن المواجهة الصينية الأمريكية هي ببساطة النتيجة الحتمية لوجود عملاقين على المسرح نفسه محكوم عليهما بمنطق العلاقات الدولية ، بالصراع ؛ لذلك سيتعين على الولايات المتحدة والصين التفاوض ولكن أيضًا تجهيز نفسيهما بالوسائل العسكرية للاستعداد للأسوأ ، إذا لزم الأمر.

 

وأضافت : إن الوضع في آسيا اليوم أخطر من السيناريو التقليدي المتمثل في الحفاظ على التوازن بين خصمين ، ففي الواقع ، تواجه الولايات المتحدة ، وريثة نظام عالمي صاغته بعد الحرب العالمية الثانية ، ظهور الصين الطموحة التي لم تعد ترضى بدور المتفرج وتتحدى الوضع الراهن..وتابعت : "نشهد تعديلاً عالمياً لتوازن القوى في آسيا ، وبالتالي إعادة تشكيل جذرية للنظام الدولي ، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة ليست مستعدة للتخلي عن قيادتها".

 

وتابعت المجلة : "إنه خلافاً للحرب الباردة الأولى، يبقي الخصمان الحاليان على علاقات اقتصادية قوية بينهما بينما لم تكن هناك أي علاقات تجارية تُذكر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، ومن المؤكد أن واشنطن ترغب في تقليل اعتمادها على الصين لكن فصل الاقتصادين يبدو مستحيلاً ، فقد استمر نمو التجارة الثنائية على الرغم من التعريفات الجمركية والقيود المفروضة على تجارة التكنولوجيا المتقدمة التي فرضتها الولايات المتحدة".

 

وأردفت (لوبوان) تقول : "لا ترغب الدول الآسيوية، التي تشعر بالقلق حتمًا من صعود القوة الصينية، في الانتماء إلى دائرة نفوذ هذا العملاق الجديد لكنها لا تستنتج ضرورة مواءمة سياساتها مع السياسة الأمريكية ، لأنها تدرك جيدًا أن من مصلحتها الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع كلا الخصمين ، لا سيما وأن الولايات المتحدة ليست شريكهم الأهم في هذا المجال ، لذلك لن يختاروا أي طرف ولن يقبلوا بالانجراف إلى حلف شمال الأطلسي الآسيوي وهو حلم يراود البعض في واشنطن وبروكسل"..معتبرة أن الدول الآسيوية ستسعى جاهدةً لتجنب الوقوع بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وقالت المجلة : "ستشهد الحرب الباردة الجديدة سلاسة افتقرت إليها الحرب الباردة السابقة ، ففي هذا السياق سيكون للدبلوماسيين بقدر وربما أكثر من العسكريين ، دور حاسم في تحويل الوضع من الأزمة إلى الانفراج ومن الحوادث إلى التهدئة فبينما قد يكون دونالد ترامب أمهر من أي شخص في فرض توازن القوى بقسوة كمعيار وحيد للتفاوض، إلا أنه بلا شك القائد الأقل قدرة على إدارة وضع معقد يتطلب حل معادلة تنطوي على العديد من المجهولات علاوة على ذلك، فإن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته وعدم اتساقها يشكلان صدامًا مع الصين الملتزمة بالحفاظ على هيبتها وتعهداتها، والقادرة على الرد بقوة إذا لم يفعل الطرف الآخر ذلك ، وبالتالي، ستكون هناك عقبات على طول الطريق".

 

واختتمت المجلة الفرنسية مقالها بالقول : "مهما كان ما يعلنه ترامب ، فقد رضخ ، ولم ينل سوى استراحة مؤقتة ، علاوة على ذلك كان الأوروبيون الخاضعون أيضًا للحظر الصيني ، ضحايا جانبيين لمواجهة لم يكونوا حتى متورطين فيها ، وذكرت بمثل أفريقي يقول أن "العشب يعاني من معارك الأفيال" ، ولذلك يجب على الأوروبيين تحديد استراتيجية مستقلة : ترامب لن يحمي مصالحهم".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز