المايسترو ناير ناجي يقود سيمفونية هشام نزيه في افتتاح المتحف المصري الكبير
محمد خضير
في مشهد يليق بعظمة التاريخ وروح الحاضر، قاد المايسترو المصري العالمي ناير ناجي أوركسترا حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، في عرض موسيقي مهيب من تأليف المبدع هشام نزيه، جسّد فيه الاثنان لقاءً فريدًا بين أصالة الحضارة المصرية القديمة وإبداع مصر الحديثة، في عمل فني استثنائي خطف أنظار ووجدان العالم.
من خلف عصاه الذهبية، قاد ناير ناجي الأوركسترا بعزفٍ دقيق وإحساسٍ إنساني راقٍ، لتتحول النغمات إلى رحلة موسيقية عبر الزمن، تستحضر أصوات المعابد القديمة وتلامس نبض الإنسان المصري المعاصر. كانت الموسيقى في تلك اللحظة أكثر من فن؛ كانت لغة خالدة تروي حكاية مصر منذ فجر التاريخ حتى الآن.
تميّز العرض بأن جميع العازفين المنفردين المشاركين فيه مصريون بالكامل، في دلالة رمزية عميقة على أن مصر ما زالت قادرة على تصدير الإبداع الفني للعالم، وأن أبناءها يحملون شعلة الفن والثقافة جيلاً بعد جيل. وقد اتّسم الأداء بالانضباط والانسجام، ما جعل السيمفونية تُقدَّم في أبهى صورها، كأنها لوحة مرسومة بأنغام وأضواء.
جاءت موسيقى هشام نزيه كملحمة صوتية تتنفس التاريخ، بينما منحها ناير ناجي روحه النابضة بالحياة فوق خشبة المسرح، فامتزج العقل الإبداعي بالحس الموسيقي الراقي، ليُقدَّم عمل وطني عالمي الطابع، يليق بمكانة المتحف المصري الكبير كأعظم متحف في التاريخ الحديث.
وقد عبّر عدد من النقاد والمتابعين عن إعجابهم الكبير بالأداء المذهل الذي جمع بين الرصانة الموسيقية والحس الدرامي الرفيع، مؤكدين أن قيادة ناير ناجي لهذا العرض تعدّ تتويجًا لمسيرته الدولية المشرّفة، ودليلًا على أن مصر تمتلك طاقات فنية قادرة على صياغة مشهد ثقافي يليق بمكانتها بين الأمم.
يذكر أن سيمفونية هشام نزيه بقيادة ناير ناجي في افتتاح المتحف المصري الكبير لم تكن مجرد عرض فني، بل كانت إعلانًا جديدًا لميلاد عصر ثقافي مصري متجدد، يجمع بين الماضي المجيد والحاضر المشرق في نغمة واحدة تقول للعالم: هنا مصر.. تعزف التاريخ بإبداعها الخالد.



















