ختام مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة
من قلب غزة.. السينما تعلن انتصار الحياة
محمد خضير
من دير البلح، المدينة التي تتوسط قلب قطاع غزة وتتنفس الحياة رغم الدمار، أُسدل الستار على الدورة الأولى لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة، في حفل مهيب احتضنته وزارة الثقافة الفلسطينية، ليُسطّر حدثًا ثقافيًا استثنائيًا يؤكد أن الإبداع في فلسطين لا يُقهر، والمرأة الغزية قادرة على أن تروي حكايتها بعدسة الوعي والمقاومة والجمال.
انطلقت فعاليات الختام بعزف السلام الوطني الفلسطيني، تلاه كلمة الدكتور عز الدين شلح، مؤسس ورئيس المهرجان، الذي عبّر عن امتنانه العميق لكل من أسهم في تحويل فكرة المهرجان إلى واقع.
وقال في كلمته: "كان المهرجان حلمًا ولد من رحم المعاناة ليعبّر عن قضايا المرأة الفلسطينية، واليوم أصبح كيانًا حقيقيًا يحمل رسالة الوعي والتنوير، وسنعمل جاهدين على تمكين المرأة سينمائيًا بالتدريب والإنتاج، لتكون الكاميرا مرآتها ووسيلتها للتعبير عن ذاتها ووطنها".
وأشار شلح إلى أن النجاح الإعلامي العربي والدولي الذي حققه المهرجان في دورته الأولى يمثل تحديًا ومسؤولية أكبر نحو المستقبل، مؤكدًا أن العمل للتحضير للدورة الثانية سيبدأ فورًا بعد هذا الختام. كما وجّه الشكر إلى وزارة الثقافة الفلسطينية ممثلة بالوزير عماد حمدان، وإلى جميع العاملين والهيئة التأسيسية وكل من دعم هذا الحدث الثقافي الريادي.
وفي كلمته، أعرب الدكتور عاهد فروانة، أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين، عن سعادته باستضافة حفل الختام في مركز التضامن الإعلامي، قائلًا إن هذا المهرجان "يحمل رسالة حياة من رحم الألم، ويؤكد أن غزة التي تواجه حرب إبادة قادرة على تجاوز الجراح وصناعة الأمل من جديد عبر الثقافة والفن."
من جانبه، قال الأستاذ يسري درويش، رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية في فلسطين، إن المهرجان يمثل ولادة جديدة من تحت الرماد، مضيفًا: "بعد الإبادة الثقافية التي شهدها قطاع غزة، نقف اليوم لنقول إن الشعب الفلسطيني، وفي القلب منه المرأة، ينهض كالعنقاء من تحت الركام. فالإبداع هنا ليس ترفًا، بل فعل مقاومة، والكاميرا باتت سلاحًا يحفظ الهوية ويروي الرواية الفلسطينية للعالم".
- جوائز الدورة الأولى لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة
أولًا: جوائز السيناريو
جائزة سميرة عزام لأفضل سيناريو طويل: "بلورة" – وائل رداد (الأردن).
تنويه خاص: "تغيير مسار" – أحمد عاشور (مصر).
جائزة سميرة عزام لأفضل سيناريو قصير: "تحت شجرة الزيتون" – ملاك الأحمد (العراق).
منحة تطوير بقيمة 400 دولار: "رغيف الغياب" – محمد صوالي (فلسطين).
ثانيًا: جوائز الأفلام الروائية الطويلة
البرتقالة الذهبية لأفضل فيلم: "سامية" – ياسمين سامديريلي.
البرتقالة الفضية وأفضل ممثلة: "شكرًا لأنك تحلم معنا" – إخراج ليلى عباس، وتمثيل كلارا خوري (فلسطين).
البرتقالة البرونزية: "دخل الربيع يضحك" – نهى عادل (مصر).
أفضل سيناريو روائي طويل: "سلمى" – جود سعيد (سوريا).
ثالثًا: جوائز الأفلام الوثائقية الطويلة
البرتقالة الذهبية: "من عبدول إلى ليلى" – ليلى البياتي (فرنسا/ العراق).
البرتقالة الفضية: "خط التماس" – سيلفي باليو (فرنسا/لبنان).
البرتقالة البرونزية (مناصفة): "نادين" – عبد الله يحيى (تونس)، و"باي باي طبريا" – لينا سويلم (فلسطين).
رابعًا: جوائز الأفلام الروائية القصيرة
البرتقالة الذهبية: "أمي والوقت" – باسلة أبو حامد (فلسطين).
جائزة لجنة التحكيم: "هند تحت الحصار" – ناجي سلامة (الأردن).
خامسًا: جوائز الأفلام الوثائقية القصيرة
البرتقالة الذهبية: "زهور بلادي" – كاندليرا بالما (كوبا).
جائزة لجنة التحكيم: "صامدون" – فلسطين.
اختتم الحفل بعرض فيلم "الهروب من فريدة" للمخرج يحيى الشولي، الذي حمل بلغة بصرية شاعرية رمزية الهروب نحو الحلم، والبحث عن الضوء وسط العتمة، ليكون ختامًا فنيًا ملهمًا لدورة صنعتها الإرادة وأضاءتها الكاميرا الفلسطينية من قلب الحصار.
وفي لحظة من الصمت المهيب، رفع الحضور تحية لغزة، المدينة التي لا تموت، ولسينما المرأة الفلسطينية التي قالت للعالم بكادر واحد: "هنا.. تصوّر غزة الحياة رغم الركام، وتكتب المرأة سيناريو الأمل بعد كل فجر جديد".
















