"وكيل الوطنية للصحافة" عن المتحف المصري الكبير: مصر تعيد تسليط الضوء على حضارتها العريقة
                            بوابة روزاليوسف
أكد الكاتب الصحفي الكبير علاء ثابت، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، أن الحدث العالمي المتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، يوجه أنظار العالم إلى الحضارة المصرية، الأقدم في التاريخ، والتي يعيد المتحف الكبير تسليط الضوء على جوانب منها.
وأوضح ثابت، في مقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المتحف ليس مجرد مكان يضم نفائس من التماثيل والجداريات والحُلي وغيرها من الآثار الخالدة، وإنما هو مركز للبحوث والدراسات في الحضارة المصرية، ومركز لترميم الآثار، ليكون تلك الشعلة التي حملت نور العلم والمعرفة إلى العالم كله.
وأضاف: “ليس بمعماره الذي تحدى الزمن وظل شامخًا لآلاف السنين فحسب، بل بما حملته الحضارة المصرية من علم وثقافة في مختلف مناحي الحياة، من هندسة وحساب وكيمياء وطب وأدوية وعلاج ومهارات في شتى المجالات، والتي كانت خطوة واسعة في طريق التقدم البشري”.
وتابع وكيل الهيئة الوطنية للصحافة: إن ما تحمله البرديات المصرية من معارف وتاريخ عن النظام الاجتماعي في الحضارة المصرية يستحق الكثير من إلقاء الضوء على حضارة تميّزت بنظام اجتماعي متقدم ومدهش”.
وأعرب ثابت عن أمنيته بأن توضع شاشات كبيرة تُترجم بمختلف اللغات مقاطع مما كتبه أجدادنا، ليتعرف العالم على منظومة القيم الراقية التي ميزت الحضارة المصرية؛ مقاطع تحترم البيئة وتحافظ عليها، كالقَسم الذي كان يقوله المصري القديم بأنه لم يلوث النيل، ولم يتسبب في حزن أحد، ولم يتوانَ عن مساعدة من يحتاج إلى عبور النهر، ومقاطع تُظهر علاقة الأزواج، والقَسم الذي يردده كل من الزوجين، وحقوق المرأة التي تجاوزت ما ينادي به الغرب، ونظام التقاضي بين المختصمين لتحقيق العدالة، فضلا عن مقاطع من شكاوى الفلاح المصري القديم إلى الفرعون، يطالب فيها بمحاسبة أحد المسؤولين الكبار لأنه أخذ منه حماره بما يحمله من غذاء، بعدما قضم بعض الخضراوات من حقله، فأخذ يكتب إلى الملك الفرعون شكاواه، التي تؤكد أن حرية التعبير وُلدت هنا، وأن مقاضاة كبار المسؤولين كانت متاحة لدينا منذ آلاف السنين.
وشدد ثابت قائلًا: “إن إرثنا الثقافي والمعرفي والأدبي والاجتماعي والتنظيمي أكبر بكثير مما يعرفه الكثيرون، وسيكون للمتحف الكبير دور مهم في التعريف بما خفي من حضارتنا الثرية بعلومها وثقافتها وقيمها”.
وواصل: “إن افتتاح المتحف الكبير سيكون طاقة نور لمصر والعالم، نتعرّف من خلالها على تلك الحضارة التي حيّرت العالم بفرط تقدمها، حتى ادعى البعض أنها جاءت من سكان كواكب أخرى، غير مصدقين أنها إرثنا الحضاري المبهر، وأن أجدادنا بنوا الأهرامات بالمحبة والعمل الجماعي والعلم، لا بضرب السياط والاستعباد كما ادعى بعض الجهلاء الذين لم يدركوا ماذا كان يأكل بناة الأهرامات، ولا كيف كانوا يتلقّون الرعاية الطبية، ولا كيف كانت مساكنهم وتنظيم عملهم”.
واختم وكيل الهيئة الوطنية للصحافة مقاله، وقال: “إن المتحف الكبير يعيد الاعتبار لما تستحقه الحضارة المصرية القديمة، التي علينا أن نتمثل قيمها الراقية، وأن نمضي بها إلى آفاق أوسع، تؤكد أننا جديرون بأن نكون أبناء تلك الحضارة العريقة”.

 
                                    
                                    







                        




                        
                        



