والدة "جيهان" تلميذة الشرقية ضحية قسوة والدها تروي تفاصيل وفاتها بعد وصلة تعذيب
الشرقية _ مي الإزمازي
كشفت والدة الطفلة "جيهان" التلميذة بالصف السادس الابتدائي ضحية اعتداء والدها عليها بالضرب المبرح حتى فارقت الحياة داخل أحد المستشفيات الخاصة بقرية النخاس التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، تفاصيل مؤلمة هزت القلوب.
وقالت الأم إنها كانت الزوجة الثانية لوالد الطفلة منذ نحو 12 عامًا، عاشت خلالها سنوات طويلة من القسوة والإهانة، وكلما تركت المنزل عائدة إلى أسرتها كان الزوج يحاول إعادتها، فتوافق فقط من أجل طفلتها الوحيدة، متابعة أنها قررت في النهاية ترك مسكن الزوجية قبل 5 سنوات، متعهدة بعدم العودة نهائيًا، مؤكدة أنها طوال تلك الفترة لم تعرف عنه شيئًا، كما أنه هو الآخر لم يسأل عن ابنته.
لكن قبل شهرين تقريبًا عاد الزوج يطلب منها الرجوع إلى منزل الزوجية، ورغم تحذيرات أسرتها وافقت، قائلة إن ابنتها هي من أصرت على العودة لوالدها، بعدما قالت لها والدموع في عينيها:
"زمايلي في المدرسة بيعايروني وبيقولولي يا اللي ملكيش أب.. أنا نفسي يكون ليا أب زيهم".
وفي اليوم التالي لعودتها بدأت الخلافات من جديد، وعاد الأب إلى طباعه القاسية، فاعتدى عليها بالضرب والإهانة، ولم تسلم الطفلة الصغيرة من عنفه، إذ كانت تتعرض يوميًا لضرب مبرح بالعصا يترك آثارًا على جسدها الصغير، بل وصل الأمر إلى نزع أظافرها، واستخدام سكين ساخن لحرق جسدها بحجة "تأديبها"، مشيرة إلى أن نواياه كانت سيئة حين أعادها من أجل إجبارها على التنازل عن قضايا الأسرة.
وتابعت الأم قائلة إنها قبل ثلاثة أسابيع قررت مغادرة منزل الزوجية نهائيًا والعودة إلى أسرتها، بعد أن طلبت منها شقيقة زوجها الرحيل خوفًا عليها من أن ينهي حياتها، لكنها تركت ابنتها لدى والدها الذي رفض تسليمها لها لكي يستخدمها للضغط عليها من أجل التنازل عن القضايا، وأبقاها في منزل زوجته الأولى وأولاده مشيرة إلى أنها حررت بلاغًا في مركز الشرطة تتهم فيه زوجها برفض تسليم الطفلة.
وبصوت خافت وعيون تذرف بالدموع قالت الأم إنها قبل يومين تلقت استدعاءً من الشرطة، وفور وصولها إلى ديوان المركز فوجئت بالخبر الذي أدمى قلبها: وفاة ابنتها داخل أحد المستشفيات الخاصة بعد أيام من مكوثها في العناية المركزة، متأثرة بإصابات بالغة نتيجة تعذيب والدها لها.
وطالبت الأم المكلومة بسرعة القبض على المتهم وتوقيع أقصى عقوبة بحقه، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يطفئ براءة طفلة بيدٍ كان يفترض أن تكون الحنان والأمان.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية إخطارًا يفيد بوفاة الطفلة "جيهان"، تلميذة بالصف السادس الابتدائي، مقيمة بقرية النخاس، بعد أيام من دخولها المستشفى في حالة حرجة إثر تعرضها للضرب المبرح على يد والدها.
وبإجراء الفحص تبين أن الطفلة كانت ضحية لوصلة تعذيب قاسية على يد والدها تسببت في إصابات خطيرة أدت إلى وفاتها، وجرى التحفظ على الجثمان تحت تصرف النيابة العامة، التي قررت انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية.
وفي مشهد مؤلم شيع أهالي القرية جثمان الطفلة الصغيرة وسط حالة من الانهيار والبكاء، مطالبين بالقصاص العادل لها، ومستنكرين ما تعرضت له من قسوة على يد والدها.


















