عاجل
السبت 1 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
البنك الاهلي
"ابن النادي" يلعب مصابًا

"ابن النادي" يلعب مصابًا

مع الإعلان عن تنفيذ حلقات مسلسل "ابن النادي" لأحمد فهمي تردد في الكواليس أنه مستوحى من المسلسل الأمريكي الشهير "تيد لاسو"، الذي يدور أيضا عن تعيين مدرب غير محترف لإنقاذ نادٕ من الهبوط بينما الهدف غير المباشر هو تدمير النادي تماما لكن المدرب يفاجئ الجميع بشخصيته القادرة على إنقاذ النادي بالفعل وسط موجة من المواقف الكوميدية.



 

هذه الفكرة وإن كانت جذابة في أي مجتمع يعشق كرة القدم، لكن "ابن النادي" نزل إلى الملعب وهو يعاني من "إصابات" حالت دون هز الشباك وجعلت الجمهور الذي لم يشاهد النسخة الأصلية يقارنه بأعمال أخرى محلية أبرزها أفلام 4-2-4 والمطاريد وسامي أكسيد الكربون.

 

العمل عانى باختصار من الكسل الشديد في كل شيء، خصوصا بناء الشخصيات وإيجاد مبررات مقنعة لوجودها أولا ولاستمرارها ثانيا، بالإضافة لرسم خطوط محددة لبعض الشخصيات واستهلاكها بأعلى من القدر المسموح به كوميديا فبات الضحك الناتج عن تلك الشخصيات وهذه الخطوط غير قابل للتكرار في كل مشهد بعدما بات الحوار متوقعا من جمهور انتظر أيضا مشاهدة تفاصيل داخل الملعب لكن حتى الحلقة الثامنة يمكن القول إن المستطيل الأخضر مجرد "خلفية" في عمل تدور كل مشاهده بين منزل البطل ومكتبه في النادي بجانب شقة المدرب.

 

من المنتظر أن تشهد الحلقتان التاسعة والعاشرة بعض المشاهد داخل الملعب لمواكبة نجاة "الشعلة" من شبح الهبوط، لكنها لن تكون كافية بالتأكيد لجمهور ظن من البداية أن العمل عن كواليس الأندية الرياضية خصوصا المتوسطة منها لكنه لم يجد أيا من تلك التوقعات على الشاشة.

"الإصابات الدرامية" التي عانى منها "ابن النادي"، بدأت بالفكرة الأساسية المغايرة لكل ما شاهدناه في أعمال كروية مماثلة وأحدثها "الحريفة" بجزءيه الأول والثاني، حيث تبدأ الحلقات بحصول الفريق على درع الدوري، لكن وفاة الأب تهدد مسيرة النادي ويصبح الوريث مطالبا بإنقاذه من الهبوط، فريق في الصدارة يتآمر عليه الجميع فجأة من أجل إسقاطه، وكأن النادي بالكامل لا يوجد به فريق إداري قادر على مساعدة الوريث، حتى إن الموظف المشكوك في ولائه تم الإبقاء عليه بسذاجة شديدة، تلا ذلك مجموعة من "المواقف الملفقة" من أجل التمهيد لمشاهد مضحكة، مثل أن يهرب كل اللاعبين ويكون البديل فريقا جديدا بين مدمن وعشوائي وغير محترف، فيما المدرب لم يأت من فريق درجة ثانية مثلا وإنما من على القهوة ومدير الكرة "بلطجي" بالمعنى الحرفي للكلمة، وكأن ذلك يكون متاحا في عرف أندية الدوري الممتاز.

 

لو أن كل ما سبق تمت صياغته في دوري غير رسمي لما انشغل المتفرج بالوقوف على هذه التناقضات، وربما كانت الخطوط الموازية مقبولة، خطوط من نوعية ابتزاز عامل غرف الملابس لرئيس النادي، واستغلال زوجتي المدرب لعاهته، وعلاقة الحب بين صديق البطل وشقيقته التي لا تفعل شيئا سوى "تصميم البوكسرات" فقط من أجل إيفيهات هذا المصطلح المستهلكة، كل ذلك بالإضافة للخط المستوحى من أفلام عدة أبرزها "سامي أكسيد الكربون" و"رغدة متوحشة" ظهور ابنة مجهولة للأب العابث، لتتداخل كل الأمور والشخصيات وتكون النتيجة فريقا كاملا من الممثلين الموهوبين يلعب مصابا بسبب ضعف واضح في وضع أسس الحبكة الدرامية منذ البداية.

 

في كرة القدم حتى الفرق الضعيفة تمتلك بعض المهارات الفردية، وهو ما يفسر خروج بعض مشاهد "حاتم صلاح" في شخصية "أسامة الأعرج" بمستوى أفضل، لكن إجمالا لا يمكن القول إن "ابن النادي" أضاف الجديد لأحمد فهمي وباقي الأبطال وبالأخص المؤلف الموهوب مهاب طارق، فكلهم قدموا ما هو أفضل قبل الهبوط أثناء محاولة إنقاذ "الشعلة" من الهبوط.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز