الشعر والموسيقى يلتقيان في ليلة ختام معرض الأقصر للكتاب
في أمسية امتزج فيها الشعر بالموسيقى والوجدان بالفن، اختتمت فعاليات معرض الأقصر الرابع للكتاب بليلة استثنائية حملت عنوان «ليلة ختام معرض الأقصر للكتاب.. الشعر والموسيقى يلتقيان في سيمفونية الوجدان»، أقيمت على المسرح الروماني بمكتبة مصر العامة بالأقصر، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظيم الهيئة المصرية العامة للكتاب، بحضور حشد من المثقفين ومحبي الشعر والفنون.
أدار الأمسية الشاعر أحمد العراقي، الذي استهلها بقصيدة وطنية مهداة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، حملت نبرة الفخر والانتماء، تلتها قراءات شعرية متنوعة من شعراء الأقصر الذين أبدعوا في نقل مشاعر الجنوب ونبض الحياة بلغة تجمع بين الأصالة والتجريب.
فقد ألقى الشاعر حمدي حسين ثلاث قصائد بعنوان «الجلابية» و«عمة أبويا» و«عقد الحزون»، تميزت بعمقها الشعبي وبساطتها الإنسانية، فيما قدم الشاعر يحيى سمير كامل قصيدة ذات طابع فلسفي حملت تأملات في الهوية والذات والوجود.
أما الشاعرة عليه طلحة، فحلّقت بالجمهور في فضاء البوح والمشاعر بقصائدها «طريق البوح» و«حبة تفاصيل بتشد لورا» و«سايق عليك الوطن»، حيث تجلى الحس الأنثوي العميق واللغة المشحونة بالصدق والعاطفة.
وقدمت الشاعرة آمال منصور قصيدتها اللافتة «العربخانة» التي جمعت بين السخرية الرمزية والوجع الشعبي في قالب فني مبتكر، بينما قدّم الشاعر كريم الشاوري قصيدته «للشعر»، التي حملت تأملًا رقيقًا في معنى القصيدة ودورها الإنساني.
وأهدت الشاعرة شمس المولى الجمهور قصيدتها الحالمة «ليلة من خيال» التي رسمت مشهدًا شعريًا متخيلًا ببهاء بصري ولغة رقيقة، قبل أن يختتم الشاعر علي حسان الأمسية بقصيدته «قابل للتأويل»، التي امتزج فيها الغزل بالتأمل الفلسفي في الحب والإنسان.
شهدت الليلة تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي امتلأت به ساحة المسرح، حيث تجاوب الحضور مع تنوع التجارب الشعرية وتعدد الأصوات بين التراثي والحديث، في أجواء صعيدية دافئة أعادت للأقصر بريقها الثقافي.
واختتمت فعاليات المعرض بفقرة فنية مبهجة قدمتها فرقة الأقصر للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت إشراف مصطفى برعي، وقدّمت خلالها استعراضات من التراث المصري الأصيل مثل رقصات الصعيدي والفلاحي والنزاوي "التحطيب"، بمشاركة مجموعة من الراقصين والراقصات الذين أضفوا على الختام طابعًا احتفاليًا مفعمًا بالروح الوطنية والبهجة الشعبية.
وانتهت الليلة بتصفيق حار من الجمهور، مزج بين الفخر والفرح، مسدلًا الستار على دورة مميزة من معرض الأقصر للكتاب، جمعت بين الفكر والفن، وبين القصيدة واللحن، في سيمفونية ختامية عزفت على أوتار القلب والذاكرة.



