«القومي للسينما» يحتفي بالتراث في يومه العالمي عبر شاشة الفن والإبداع
في تظاهرة ثقافية ثرية تعكس روح الهوية المصرية وثراء تراثها اللامادي، يشارك المركز القومي للسينما برئاسة الدكتور أحمد صالح في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، والذي تنظمه وزارة الثقافة يومي 27 و28 أكتوبر 2025، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبالتعاون بين المجلس الأعلى للثقافة وقطاع صندوق التنمية الثقافية ومكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، إلى جانب عدد من المؤسسات الثقافية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني.
تُقام الفعاليات بمقر المجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا المصرية، وسينما مركز الهناجر للفنون، في أجواء تحتفي بتنوع التراث المصري والعربي، وتؤكد أهمية صونه ونقله إلى الأجيال الجديدة.
- السينما مرآة الذاكرة الشعبية
ويشارك المركز القومي للسينما على مدار اليومين بعرض مجموعة متميزة من الأفلام الوثائقية التي توثق جوانب من التراث المصري الأصيل، منها:
فيلم «شد الحبل» إخراج نهاد عشري، و«بياع الربابة» إخراج طارق الميرغني، و«الخيامية» إخراج هاشم النحاس، و*«فن الفلاحين» إخراج عبد القادر التلمساني، وذلك بقاعة سينما مركز الهناجر للفنون.
وتعكس هذه الأعمال البصرية جوانب من الموروث الشعبي والفنون التقليدية، لتصبح السينما وسيلة لحفظ الذاكرة الثقافية وتوثيق ملامح الهوية الوطنية.
- افتتاح فني يحتفي بالحرف والتراث
وتبدأ فعاليات اليوم الأول في تمام العاشرة والنصف صباحًا بافتتاح معرض للحرف التقليدية والصور تنظمه مجموعة من الكليات الفنية التابعة لجامعات مصرية مختلفة، إلى جانب معرض للحرف اليدوية ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، بمشاركة فرقة السمسمية التابعة لمكتبة مصر العامة بالإسماعيلية، التي تضيف نكهة موسيقية تراثية إلى الافتتاح.
ـ «تقاليد الموسيقى والغناء».. تراث يُروى
وفي الحادية عشرة والنصف صباحًا، تنطلق ورشة «تقاليد الموسيقى والغناء»، بمشاركة نخبة من الباحثين والموسيقيين، وبحضور عدد من رموز الثقافة والفن، من بينهم:
الدكتور أشرف العزازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والمعماري حمدي سطوحي رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتورة نوريا سانز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، والدكتورة نهلة إمام مستشار وزير الثقافة للتراث، والدكتور أحمد صالح رئيس المركز القومي للسينما، والدكتور محمد شبانة أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون.
وتتضمن الورشة جلستين بحثيتين؛ الأولى بعنوان «آلات الموسيقى الشعبية.. الوحدة والتنوع» برئاسة أ.د محمد شبانة، يشارك فيها باحثون من مصر والعالم العربي، من بينهم: أ. دفع الله الحاج من السودان، أ. رفيق العكوري من اليمن بمصاحبة عازف العود محمد الهجري، والموسيقار منير الوسيمي، وأ. موسى أحمد موسى، ود. شيماء الصعيدي.
أما الجلسة الثانية فتُقام تحت عنوان «أغاني النساء» برئاسة د. مصطفى عبد القادر، وتتناول الأغاني النسائية في المناسبات والمناطق المصرية المختلفة، بمشاركة أ. آيات عبد الدايم، وأ. نهاد حلمي، وأ. فاطمة محمد علي.
- اليوم الثاني.. امتداد للغناء العربي وتراثه
وتُستكمل الفعاليات في اليوم الثاني، الثلاثاء 28 أكتوبر، بجلسات تحت عنوان «الموسيقى والغناء العربي.. سياقات شعبية متنوعة» برئاسة أ.د نزار غانم، حيث تُقدَّم دراسات حول أغاني السمر في الواحات، والسير الشعبية العربية، وأغاني الزراعة كمصدر إلهام في التراث الشعبي، إضافة إلى بحث مخصص لموسيقى السيرة الهلالية.
ويُختتم البرنامج بجلسة بعنوان «جمع الموسيقى والغناء بين مسؤولية الدولة والجهود الأهلية» برئاسة أ.د سعيد المصري، وتتناول جهود التوثيق الميداني والبحثي للتراث الموسيقي، بمشاركة أ. علياء نصار، وأ. عادل موسى، وم. هيثم يونس، ود. دعاء محفوظ، وأ. يوسف شلايل.
- تراثٌ يُضيء الذاكرة ويصون الهوية
تأتي هذه الفعاليات ضمن جهود وزارة الثقافة المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، وإحياء الفنون الشعبية والممارسات التقليدية، تأكيدًا على أن التراث ليس ماضيًا يُروى، بل حاضرٌ يُصان ومستقبلٌ يُورث، والدعوة عامة لكل المهتمين بالثقافة والفنون والهوية المصرية للمشاركة في هذا الحدث الذي يجمع بين الأصالة والإبداع.



