لبنى عبدالعزيز لـ"بوابة روزاليوسف": إحسان عبدالقدوس كان قدوتي
محمد إسماعيل
في مئوية "روزاليوسف".. مائة عام من الريادة الصحفية والفنية والفكرية، يعود الحديث إلى الإرث الذي تركته فاطمة اليوسف، مؤسسة المجلة العريقة، ليس فقط في الصحافة، بل في السينما أيضًا من خلال نجلها الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس.
فقد شكلت رواياته مصدر إلهام لجيل كامل من السينمائيين، وكانت النجمة لبنى عبدالعزيز إحدى أبرز نجماته اللواتي قدمن شخصياته على الشاشة الكبيرة، لتصنع معه ثنائيات خالدة لا تزال تعيش في وجدان الجمهور.
من "الجامعة الأمريكية" إلى الشاشة الفضية تقول الفنانة القديرة لبنى عبدالعزيز لـ"بوابة روزاليوسف": "كانت بين إحسان عبدالقدوس وعائلتي علاقة قديمة، فقد كنا جيرانا وأصدقاء. وكنت طالبة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكان حريصا على حضور المسرحيات التي أقدمها هناك، ودائما ما يقول لي: نفسي تمثلي. وكان يرى أن روايته (أنا حرة) قصته وقصتي".
وتتابع: "كنت أرفض عروض السينما بسبب اعتراض العائلة، لكن عندما سافرت للخارج اكتسبت شجاعة أكبر، وحين عدت طلب مني إحسان أن أقدم (أنا حرة). في الوقت نفسه، كان عبدالحليم حافظ يطلب مشاركتي في بطولة (الوسادة الخالية)، فبدأت بـ(الوسادة الخالية) ثم قدمت (أنا حرة)، وكان هذا الفيلم صفحة جديدة في تاريخ السينما المصرية".
"هي والرجال".. الأقرب إلى القلب
رغم نجاح أفلامها الشهيرة مع إحسان عبدالقدوس، كـ"الوسادة الخالية"، تكشف لبنى عبدالعزيز عن فيلم آخر له مكانة خاصة لديها: "أقرب أفلامي إلى قلبي هو (هي والرجال). ربما لم يحظ بالانتشار الجماهيري الكبير مثل غيره، لكنه فيلم له معان عميقة عن المرأة وأحاسيسها".
"إضراب الشحاتين".. وطنية وفكاهة
تستعيد لبنى عبدالعزيز ذكريات فيلم آخر من روايات إحسان: "أحببت كثيرا فيلم (إضراب الشحاتين). تخيل أن الشحاتين يعلنون الإضراب! (تضحك). البطلة كانت شحاتة لكنها وطنية وتساعد صديقها في مقاومة الاحتلال الإنجليزي، وهذا يبرز أن إحسان كان صاحب فكر إنساني ووطني في الوقت ذاته، يجمع بين الفكاهة والآراء الجريئة، وكان قدوة في الدفاع عن الشعب والوطن وقت الظلم".
وعن فيلم إضراب الشحاتين تقول: "أنا أحب إحسان عبدالقدوس جدا جدا، وكنت سعيدة جدا بقصة إحسان في الفيلم، وسعيدة بأنني أقدم قصة جديدة ومختلفة. دائما أريد أن أقدم أعمالا ضد التيار حتى لا يكون التمثيل مكررا. تخيل أن يضرب الشحاتون عن التسول، ومع ذلك البطلة كانت وطنية تساعد صديقها في مقاومة الإنجليز، وهذا يعكس روح الفكاهة والوطنية لدى إحسان".
إحسان.. القلم الجريء وروح "روزاليوسف"
ترى لبنى عبدالعزيز أن نجاح أفلامها المأخوذة عن أعمال إحسان عبد القدوس يعكس إرثا إنسانيا وفنيا تركته مؤسسة "روزاليوسف" في وجدان الأجيال: "إحسان كان مثلا أعلى بالنسبة لي، شجاع في مواقفه، عاشق للوطن، جريء في التعبير عن قضايا المجتمع، تماما كوالدته فاطمة اليوسف التي أسست (روزاليوسف) على مبادئ الحرية والانحياز للفن والفكر".
مئوية "روزاليوسف".. حكاية ريادة متجددة
في مئويتها، تواصل "روزاليوسف" الاحتفاء بتاريخها الممتد من الصحافة إلى الفن، حاملة إرث فاطمة اليوسف التي جمعت بين الريادة المسرحية والصحفية، ومهدت الطريق لنجلها إحسان عبدالقدوس ليترك بصمة في الأدب والسينما، وليلتقي بفنانة من طراز رفيع مثل لبنى عبدالعزيز، فيتشكل معا تاريخ سينمائي خالد.
























