"قصور الثقافة": تنظيم وإدارة المكتبات في العصر الرقمي ضمن برنامج تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية
محمد خضير
تواصلت فعاليات البرنامج التدريبي "تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية"، الذي يُقام تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار خطة الوزارة لرفع كفاءة مديري المواقع الثقافية وتمكينهم من تطوير أدواتهم الإدارية والفنية بما يسهم في دعم المنظومة الثقافية وتوسيع نطاق تأثيرها المجتمعي.
ويُعقد البرنامج الذي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة أميمة مصطفى، على مدار ستة أيام أونلاين، يعقبها تدريب مباشر بمقر إعداد القادة الثقافيين بمصر الجديدة، يتضمن ورشًا تفاعلية ثقافية وفنية ومالية وإدارية، تستهدف تعزيز قدرات مديري المواقع على الإدارة الرقمية ومواجهة التحديات الميدانية، وصياغة مشاريع ثقافية مبتكرة تراعي خصوصية كل موقع ثقافي، وذلك حتى 30 أكتوبر الجاري.
وفي هذا السياق، جاءت المحاضرة السادسة من البرنامج بعنوان "تنظيم وإدارة المكتبات في العصر الرقمي"، قدمتها الدكتورة رحاب الشاعر، الحاصلة على دكتوراه في الآداب من جامعة طنطا والمتخصصة في المكتبات وتكنولوجيا المعلومات.
وخلال محاضرتها، أكدت الدكتورة رحاب الشاعر أن المكتبات لم تعد مجرد مستودعات لحفظ الكتب والمجلدات، بل أصبحت مراكز حيوية للمعرفة والتفاعل الثقافي، مشددة على ضرورة تبني أنظمة إلكترونية حديثة لتنظيم وإدارة المكتبات وفق سياسات عمل واضحة تضمن كفاءة الأداء ودقة المعالجة الفنية.
وأشارت إلى أهمية تبسيط أساليب العمل وتنوعها بما يتناسب مع التحولات الرقمية، خاصة في ظل ندرة المراجع العربية التي تجمع بين الجوانب الإدارية والفنية للمكتبات بالأساليب التقليدية والحديثة على حد سواء.
وتناولت الدكتورة رحاب الشاعر في الجزء الأول من المحاضرة الإجراءات الإدارية والفنية المتبعة في المكتبات، من قواعد الوصف الببليوجرافي والفهرسة الموضوعية إلى خطط التصنيف وآليات الإدارة المتكاملة للمكتبات الحديثة، مؤكدة أن التطوير لا يتحقق إلا بوجود كوادر بشرية مؤهلة قادرة على مواكبة التطور التكنولوجي.
وفي هذا الإطار، أوضحت أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تولي اهتمامًا خاصًا بتأهيل وتطوير أخصائيي المكتبات في مجالي المكتبات وتكنولوجيا المعلومات، لتمكينهم من تقديم خدمة معرفية متميزة تتماشى مع متطلبات التحول الرقمي المتسارع، وتلبي احتياجات المتلقي المعاصر الباحث عن المعرفة بأساليب حديثة وجاذبة.
كما استعرضت د. رحاب الشاعر أهمية تنويع أنشطة المكتبات لتتحول إلى مراكز ثقافية نابضة بالحياة، مشيرة إلى ضرورة دمج الأنشطة الثقافية والإبداعية والرقمية في عمل المكتبات، مثل النوادي القرائية، والندوات والمحاضرات، وورش العمل المتخصصة، والمعارض والمسابقات الأدبية والفنية، ومناقشات الكتب والأبحاث، إلى جانب أنشطة فنية كالرسم والخط العربي، وأنشطة ترفيهية رقمية تعزز التفاعل المجتمعي.
وأكدت أن المكتبات اليوم مطالبة بإحياء دورها التنويري من خلال جلسات مناقشة الكتب، وتنمية مهارات القراءة والحوار، وتنظيم معارض للكتب النادرة والجديدة، فضلًا عن استضافة المثقفين والخبراء لإدارة المناظرات والحوارات الفكرية التي ترسخ ثقافة الانفتاح وتدعم قيم الحوار والتنوع.
وبذلك يواصل برنامج "تنمية مهارات مديري المواقع الثقافية" أداء دوره كمنصة تدريبية ومعرفية تسهم في بناء جيل جديد من القيادات الثقافية الواعية بآليات العصر الرقمي، والقادرة على توظيف الثقافة كقوة فاعلة في التنمية المستدامة وبناء الوعي الوطني.

















