عاجل
الثلاثاء 21 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

3 ملفات رئيسية في قلب الخلاف بين أمريكا والصين مع اقتراب قمة ترامب وشي

حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 3 ملفات رئيسية تمثل أبرز نقاط الخلاف مع الصين، هي المعادن النادرة والفنتانيل وفول الصويا، وذلك قبل أيام من عودة الجانبين إلى طاولة المفاوضات واقتراب انتهاء الهدنة التجارية الهشة بين البلدين.



وقال ترامب- في تصريحات نقلتها وكالة "بلومبرج" الأمريكية- إنه "لا يريد الصين أن تلعب مع الولايات المتحدة لعبة المعادن النادرة"، مشيرا إلى تهديده السابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الشحنات الصينية بعد أن أعلنت بكين فرض قيود واسعة على تصدير هذه المعادن.

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة تطالب الصين "بوقف الفنتانيل"، في إشارة إلى اتهاماته المتكررة لبكين بعدم كبح تصدير هذا المخدر ومكوناته الكيميائية، ما يفاقم أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة، مشددا على ضرورة استئناف الصين شراء فول الصويا الأمريكي، واصفا الملفات الثلاثة بأنها "أمور طبيعية جدا".

وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن الولايات المتحدة والصين ستجريان محادثات جديدة هذا الأسبوع في ماليزيا، وذلك بعد لقائه الافتراضي، الجمعة الماضية، مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنج، وهي محادثات وصفتها وسائل الإعلام الصينية بأنها "تبادل بنّاء للآراء".

كان ترامب قد لوّح قبل أكثر من أسبوع بإلغاء لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جينبينج، وهو الأول بينهما منذ عودته إلى البيت الأبيض، احتجاجا على نية بكين فرض قيود شاملة على صادرات المعادن النادرة، كما أعلن في الوقت نفسه فرض رسوم استيراد إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية اعتبارا من الأول من نوفمبر، ما يهدد بإنهاء الهدنة التجارية المقرر أن تنتهي في 10 نوفمبر المقبل ما لم يتم تمديدها.

وخلال الأسابيع الأخيرة، انهارت حالة الاستقرار النسبي التي سادت العلاقات الأمريكية الصينية بعد أن وسعت واشنطن قيودها التكنولوجية واقترحت فرض رسوم على السفن الصينية القادمة إلى الموانئ الأمريكية، لترد بكين بإجراءات مماثلة تشمل تشديد ضوابط تصدير المعادن النادرة والمواد الحيوية الأخرى.

وعندما سُئل ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أمس الأحد، عن تهديده الأخير بفرض رسوم جديدة على البضائع الصينية، قال إن "الرسوم غير مستدامة، لكنها يمكن أن تبقى قائمة"، مؤكدا في الوقت ذاته أنه يحتفظ بعلاقة جيدة مع الرئيس الصيني ويتوقع لقاءه قريبا في كوريا الجنوبية على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، مضيفا: "أعتقد أننا سنكون بخير مع الصين، لكن علينا أن نحصل على اتفاق عادل، يجب أن يكون عادلا".

ويُعد فول الصويا أحد أبرز أدوات الضغط المتبادلة في النزاع التجاري بين البلدين، حيث اشترت الصين العام الماضي ما قيمته 12.6 مليار دولار من فول الصويا الأمريكي، لكنها لم تشتر أي كميات هذا العام، متجهة بدلا من ذلك إلى الموردين في أمريكا الجنوبية.

وتصاعدت حالة الإحباط بين المزارعين الأمريكيين الذين يشكلون قاعدة دعم أساسية لترامب، حيث يواجهون صعوبات في تخزين كميات فول الصويا غير المباعة وتراجع الأسعار، بينما ينتظرون المساعدات الحكومية المتأخرة بسبب الإغلاق الحكومي.

وفي أغسطس الماضي، دعا ترامب الصين إلى مضاعفة مشترياتها من فول الصويا الأمريكي أربع مرات، لكنه أعرب الأسبوع الماضي عن استيائه لعدم حدوث ذلك، مهددا بوقف استيراد زيوت الطهي من الصين، التي اتهمها بأنها "تتعمّد إلحاق الضرر بمزارعينا".

أما ملف الفنتانيل، الذي يمثل إحدى نقاط الخلاف القديمة، يُنظر إليه على أنه مجال محتمل لتحقيق تقدم محدود، رغم أنه لا يزال يعكر العلاقات الثنائية، وكان ترامب قد فرض في وقت سابق من العام رسوما بنسبة 20% على جميع السلع الصينية، مبررا قراره بتدفق الفنتانيل غير المشروع إلى الولايات المتحدة، وتضاف هذه الرسوم إلى ما سماه "تعريفات يوم التحرير". وفي يونيو، شددت الصين ضوابطها على تصدير مادتين كيميائيتين يمكن استخدامهما في تصنيع هذا المخدر، لكنها أكدت مرارا أن معالجة أزمة المخدرات "مسؤولية أمريكية داخلية".

وفي المقابل، حاولت بكين تهدئة المخاوف من تصعيد القيود على صادرات المعادن النادرة، التي تدخل في صناعة الطائرات المقاتلة والهواتف الذكية والمقاعد الكهربائية للسيارات، تجنبا لردود فعل دولية سلبية.

وخلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي، أبلغ الوفد الصيني نظراءه من مختلف الدول أن القيود الجديدة لن تؤثر على حركة التجارة العادية، بحسب ما نقلت وكالة "بلومبرج" عن مصادر مطلعة لم تسمها.

وأوضح المسؤولون الصينيون أن هذه الخطوة تهدف إلى بناء "آلية طويلة الأمد" للتعامل مع هذه الموارد الحساسة، وأنها جاءت ردا على ما وصفوه بـ"الاستفزازات الأمريكية"، في إشارة إلى توسيع العقوبات الأمريكية لتشمل فروع الشركات الصينية المدرجة على القوائم السوداء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز