

مودي حكيم
Mipcom 2025 .. أكثر من 100 دولة تتنافس في مدينة كان الفرنسية من أجل متعتك!
كان : من مودي حكيم
في عصر يُعدّ الترفيه التليفزيوني أمرّا بالغ الأهمية لتوفير ملاذ من الواقع، وتعزيز الشعور بالتواصل، والتأثير على الرفاه الاجتماعي والعاطفي.. فهو يُشكّل مصدر إلهاء، ورفيقًا لمن يشعرون بالوحدة، ومنصةُ للتثقيف والتعليق الاجتماعي، بالإضافة لذلك تُعزّز المشاهدة المشتركة الروابط العائلية وتُشكّل أداةً للنقاش.
لهذا عندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 نوفمبر يوماً عالمياً للتليفزيون في عام 1966، كانت وسيلة الإعلام هذه قد بدأت في مواجهة بعض التحديات المرتبطة بظهور التقنيات الرقمية، وانتقال التليفزيون إلى البث الرقمي، ومن البث المحلي إلى الوصول العالمي، من خلال منصات الأقمار الصناعية الرقمية.. ولأن المحتوى التليفزيوني يمثل العصب في عالم الإنتاج التليفزيوني، حيث يلتقي الإبداع مع التكنولوجيا لصناعة محتوى إبداعي مرئي وصوتي يلامس القلوب ويأسر العقول. يتنافس منتجو المحتوى ومقدموه، ويلتقون كل عام في أكبر سوق ومهرجان للمحتوي التليفزيوني بمدينة كان الفرنسية، ليقدموا ويعرضوا ويسوقوا إبداعهم.
وعلى مدى ثلاثين عاماً أحرص على قبول دعوة إدارة المهرجان لحضور هذا العرس الإبداعي في شهر أكتوبر من كل عام، وقد ظهر لأول مرة يوتيوب هذا العام، وكانت جلسته الرئيسية، التي ضمت بيدرو بينا، رئيس يوتيوب في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وجاسمين داوسون من استديوهات BBC.
وركزت فرص التواصل وورش العمل التي أقيمت على مدار الأسبوع على تعزيز التعاون.. "عندما يجتمع العالمان التقليدي والإبداعي، يزداد الاحترام. لكن الأمر لم يعد مجرد كلام، بل تُعقد الصفقات".
وكان الترفيه ذو العلامات التجارية محورًا رئيسيًا آخر، حيث استقطب معرض MIPCOM الوكالات والعلامات التجارية للتواصل مع عالم الإنتاج والتوزيع العالمي.
كما لعب اقتصاد المبدعين دورًا كبيرًا في معرض MIPCOM هذا العام، فكان هذا التطور أكبر تحول في جيل لمعرض MIPCOM. فقد دخل اقتصاد المبدعين إلى قلب السوق.. ونظم أول قمة للمحتوى الممول من العلامات التجارية في BrandStorytelling.
ويتزامن كل ذلك مع الانتعاش المستمر في المبيعات والتوزيع، بحضور كل من تتوقع حضوره هنا. إن الصفقات التي أُعلن عنها في كان بين الاقتصادين "التقليدي" و"المبدع" "تبدو بمثابة نقطة تحول في هذه الصناعة.
وكانت الخطوة الأولى في تبني اقتصاد المبدعين هي حصول YouTube على حضور رئيسي في MIPCOM.
فقد شارك في السوق 350 عارضًا، بما في ذلك يوتيوب، وهو واحد من 88 اسمًا جديدًا في السوق.
فشاركت المنصة الأمريكية لمشاركة الفيديو عبر الإنترنت ومقرها كاليفورنيا، في العيد العشرين لتأسيسها والتي تم إنشاؤها بثلاثة من العاملين بشركة PayPal لإرسال وتلقي المدفوعات المالية، واشترت جوجل الموقع بعدها بعشرين شهراً مقابل 1.65 مليار دولار، ليصبح كواحدة من الشركات التابعة لجوجل.. يتيح يوتيوب للمستخدمين تحميل مقاطع الفيديو ومشاهدتها وتقييمها ومشاركتها، ويشير شعار "بثّ نفسك" المستخدم لسنوات عديدة إلى المبدأ الذي تقوم عليه المنصة، وهو السماح لأي شخص بتشغيل محطة بث شخصية تُشبه التليفزيون، مع توسع خدمة الفيديو حسب الطلب.
وقد أعلن معرض MIPCOM CANNES فى يومه الأخير عن حضور أكثر من ١٠٦٠٠ مندوب من ١٠٧ دول في أحدث نسخة من أكبر سوق عالمي للمحتوى التليفزيوني وخدمات البث (١٣-١٦ أكتوبر ٢٠٢٥)، بما في ذلك ٨٨ شركة تعرض لأول مرة.
وصرحت لوسي سميث، مديرة معرضMIPCOM CANNES ومعرض MIP LONDON: "لقد كان هذا أكبر تغيير جذري في مسيرة MIPCOM خلال جيل كامل.. لقد أدخلنا اقتصاد المبدعين إلى قلب السوق، ورحبنا بشركة YouTube في أول حضور رئيسي لها في السوق، ونظمنا أول قمة للمحتوى الممول من العلامات التجارية في BrandStorytelling، والتي أسهمت، إلى جانب انتعاش أنشطة المبيعات والتوزيع، في تنشيط السوق".
يُعد معرض MIPCOM حدثًا فريدًا من نوعه، فهو المرة الوحيدة التي يجتمع فيها قطاع التليفزيون بأكمله في مكان واحد سنويًا، حيث يُمثل كل قطاع من قطاعاته تمثيلًا حقيقيًا. يُقال إن MIPCOM هو المنصة التي يُمكنك من خلالها جس نبض الصناعة العالمية، ومع الصفقات المتتالية التي أُعلن عنها هذا الأسبوع، يبدو أنه نقطة تحول في هذه الصناعة.
أظهرت الأرقام الصادرة في اليوم قبل الأخير من السوق مشاركة 350 شركة في قصر المهرجانات ومحيطه، 88 منها تشارك لأول مرة.
بلغ العدد الإجمالي للمشاركين 10600 مشارك، بزيادة طفيفة عن العدد الإجمالي لعام 2024 البالغ 10500 مشارك، وكان معظمهم من المملكة المتحدة، تليها الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، وكندا، وإسبانيا، وإيطاليا، واليابان، وكوريا الجنوبية. وشمل ذلك 3340 مشتريًا، معظمهم من الولايات المتحدة الأمريكية، تليها المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا.
وعن أكبر سوق ومهرجان للإنتاج التليفزيوني.. سنكمل الحديث.