الرئيس السيسي يؤكد: أفريقيا قادرة على تحقيق تطلعات شعوبها

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة مُسجلة بمناسبة انعقاد النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، الذي يُعقد هذا العام تحت عنوان "عالم في تغير، وقارة في حراك: مسيرة تقدم أفريقيا في ظل التحولات العالمية".

رحّب الرئيس السيسي بالمشاركين في المنتدى، الذي يُعد منصة أفريقية رائدة لمناقشة التحديات التي تواجه القارة، مشيدًا بدوره في تعزيز العلاقة بين السلام والتنمية المستدامين، وترسيخ مكانة أفريقيا كشريك فاعل في صياغة مستقبل التعاون الدولي.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أن العالم يشهد لحظة فارقة تتسم بعجز المجتمع الدولي عن مواجهة الأزمات الإنسانية، وانتشار المعايير المزدوجة، مما أدى إلى تفاقم الاستقطاب الدولي وإضعاف المؤسسات متعددة الأطراف، فضلًا عن إخفاق المجتمع الدولي في الوفاء بتعهداته تجاه الدول النامية، خاصة في قضايا الديون وتمويل المناخ.

وأوضح أن القارة الأفريقية تأتي في صدارة المتأثرين بهذه الأوضاع، بما يسهم في تأجيج النزاعات والعنف وزيادة التنافس على الموارد، مشيرًا إلى أن القارة ما زالت تواجه تحديات مزمنة ومتجددة، من بينها الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة، والتحديات السيبرانية، وتغير المناخ وانعكاساته على الأمن الغذائي والمائي.

وأشار إلى أن انعقاد المنتدى هذا العام يجسد إدراك أفريقيا لدورها المركزي في استعادة توازن النظام العالمي، مؤكدًا أن القارة تمتلك ثروات بشرية وطبيعية ضخمة وخطت خطوات مهمة في مسار التنمية، ومن أبرزها إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية التي تُعد ركيزة أساسية لتنفيذ أجندة التنمية الأفريقية 2063.

كما أوضح أن المنتدى سيناقش هذا العام قضايا الأمن، وإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، ودعم تفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي ذات الصلة، إلى جانب ملفات الاستثمار في البنية التحتية، ودور القطاع الخاص، وتمكين المرأة والشباب، خاصة مع مرور 25 عامًا على أجندة المرأة والسلم والأمن، و10 أعوام على أجندة الشباب والسلم والأمن.

واختتم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على ثقته في قدرة القارة الأفريقية على تحقيق تطلعات شعوبها نحو السلام والتنمية المستدامين، وإرساء نظام عالمي أكثر عدلًا وإنسانية، تسوده روح التعاون بين الشعوب.