عاجل
الأحد 19 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

رئيس الشيوخ: الرئيس السيسي أرسى مبادئ السلام قبل القوة.. ومصر تؤكد مكانتها كقوة إقليمية عاقلة

رئيس مجلس الشيوخ المستشار عصام الدين أحمد محمد فريد
رئيس مجلس الشيوخ المستشار عصام الدين أحمد محمد فريد

أكد رئيس مجلس الشيوخ المستشار عصام الدين أحمد محمد فريد أن رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، آثر السلامَ على القوةِ التي تًملكُها مصر؛ فحظي وحظيت معه مصر باحترامِ الجميعِ، مؤكدا أن مصر أكدت مكانتَها كقوةٍ إقليميةٍ عاقلةٍ تملكُ القدرةَ وتختارُ الحكمةَ.



وقال المستشار عصام فريد - في كلمته عقب إعلان فوزه برئاسة مجلس الشيوخ - "أستهلُّ حديثيَ بتهنئةِ حضراتِكمْ جميعًا على فوزِكمْ بعضويةِ هذا المجلسِ العريقِ، سواءً بثقةِ الناخبينَ فيمَن فازَ في الانتخاباتِ، أو بثقةِ فخامةِ السيدِ رئيسِ الجمهوريةِ فيمَن تمَّ تعيينُهُ".

وأضاف: "كما أتوجَّهُ إليكمْ جميعًا بالشكرِ والامتنانِ على انتخابِكمْ لي لرئاسةِ المجلسِ؛ فإنَّهُ لفضلٌ منكمْ، وشرفٌ عظيمٌ لي أنْ حمَّلتموني هذه الأمانة، وكلفتموني بأدائِها، وإنِّي لأدعو اللهَ القديرَ أنْ يعينني على أدائِها بما يرضيهِ، وأنْ أكونَ عندَ حسنِ ظنِّكمْ في اختياري لها".

وأكد رئيس مجلس الشيوخ أن مصرَ - شعبًا وقيادةً - تعلمُ قدرَ مجلسِكمُ العريقِ الذي جاوزَ عمرُهُ القرنينِ من الزمانِ، باعتبارهِ أول مجلسٍ برلمانيٍّ في أفريقيا والشرقِ الأوسطِ، ولذا ينتظرُ منكمُ المشاركةَ الفاعلةَ في المجالاتِ النيابيةِ والبرلمانيةِ والسياسيةِ، في ظلِّ ظروفٍ محليةٍ وإقليميةٍ ودوليةٍ تعلمونها جيدًا.

وتابع: ففي الداخلِ؛ وطنٌ بُنيَ من جديدٍ، ولا يزالُ يُبنى على بنيةٍ تحتيةٍ عظيمةٍ لم يشهدْها في تاريخِهِ، أسهمتْ في رفعِ تصنيفِ مصرَ في مؤشراتِ التنميةِ وجودةِ الطرقِ والمرافقِ لتبلغَ مصافَّ الدولِ المتقدمةِ.

وعلى هذه البنى نهضتِ الزراعةُ والصناعةُ والتجارةُ، وتهيأتِ الظروفُ الاجتماعيةُ لحياةٍ كريمةٍ معيشيًا وصحيًا وتعليميًا وعلميًا وتكنولوجيًا، من خلالِ عشراتِ المبادراتِ التي أطلقَها السيدُ الرئيسُ في هذه المجالاتِ. كلُّ ذلكَ في ظلِّ ثُلَّةٍ – تعرفونها جيدًا – كانتْ قد أرادتْ لهذا الوطنِ الدمارَ والخرابَ، فحماهُ اللهُ منهمْ، وردَّهمْ على أعقابِهمْ.

وأردف رئيس المجلس: إقليميًّا ودوليًّا، أكدتْ مصرُ مكانتَها كقوةٍ إقليميةٍ عاقلةٍ تملكُ القدرةَ وتختارُ الحكمةَ؛ فقد وُضعَ خطٌّ أحمرُ للخطرِ القادمِ من غربِ البلادِ على الأمنِ القوميِّ المصريِّ، وحُمِيتِ الحدودُ الجنوبيةُ من خطرِ الحربِ الأهليةِ في السودانِ الشقيقةِ دونَ تدخلٍ في الشؤونِ الداخليةِ للدولتَيْنِ، ولم يُفرَّطْ في حقوقِ مصرَ التاريخيةِ في مياهِ النيلِ، حيث آثر فخامة الرئيس السلامَ على القوةِ التي تًملكُها مصر، فحظي وحظيت معه مصر باحترامِ الجميعِ.

وواصل: وفي الشرقِ، شهدَ العالمُ - الأسبوع الماضيَ - وشهدْنا بفخرٍ واعتزازٍ عظمةَ وأصالةَ الموقفِ المصريِّ من العدوانِ الإسرائيليِّ على شعبِ غزةَ، بدءًا من إدانةِ العدوانِ، والتمسكِ بحلِّ الدولتَيْنِ، ورفضِ تهجيرِ الفلسطينيينَ من أرضِهمْ، وحقِّهمْ في البقاءِ فيها من خلالِ دولةٍ ذاتِ سيادةٍ، وإدخالِ المساعداتِ اللازمةِ لبقائِهمْ على قيدِ الحياةِ؛ كلُّ ذلكَ رغمَ الصعوباتِ والعراقيلِ التي وضعَها الجانبُ المعتدي.

وأشار المستشار عصام فريد إلى أنه بفضلِ اللهِ تحققَ ما تمناهُ السيدُ الرئيسُ، وأتى إليهِ زعماءُ العالمِ في شرمَ الشيخِ مؤيدينَ لموقفِهِ، وكانوا شهداءَ على توقيعِ الاتفاقِ التاريخيِّ بإنهاءِ الحربِ بعدَ طولِ يأسٍ من ذلكَ. وشهدْنا جميعًا فرحةَ أهلِ غزةَ بعودةِ الأمانِ إليهمْ بعدَ سنتَيْنِ من القتلِ والدمارِ والتشريدِ، وكانتْ تلكَ شهادةً من العالمِ بقيادةِ مصرَ للمنطقةِ دونَ منازعٍ.

وحول دور المجلس ومهامه، لفت رئيس المجلس إلى أن الدستورُ أولى المجلس اختصاصاتٍ رفيعةً ومهامَّ ساميةً، فجعلَهُ بيتَ الخبرةِ التشريعيةِ والفكريةِ للدولةِ المصريةِ؛ فناطَ بهِ في المادةِ (٢٤٨) دراسةَ واقتراح ما يراهُ كفيلًا بتقويةِ دعائمِ الديمقراطيةِ، وعلى رأسِها الانتخاباتُ والأحزابُ والمجتمعُ المدنيُّ، وإعلاءِ قيمِ التسامحِ السياسيِّ، وتمكينِ المرأةِ، وإشراكِ الشبابِ، وغيرِ ذلكَ من دعائمِ الديمقراطيةِ التي تدرسونَها وتقترحونَ ما يقويها بأيِّ صورةٍ ترونَها من صورِ المقترحاتِ، بما فيها اقتراح تعديل القوانينِ، من خلالِ دراسةِ الأثرِ التشريعيِّ للقوانينِ التي تمسُّ المصالحَ الأساسيةَ للمواطنينَ، على النحوِ المبيَّنِ في المادةِ (٦٣) من اللائحةِ الداخليةِ.

كما اختصَّهُ الدستورُ أيضا بدراسةِ ما يراهُ كفيلًا بدعمِ السلامِ الاجتماعيِّ في شتى مجالاتِهِ، وعلى رأسِها محاربةُ الإرهابِ والقضاءُ على أسبابِهِ، ومعالجةُ الظواهرِ الاجتماعيةِ السلبيةِ التي برزتْ مؤخرًا، وإعلاءُ مبدأ المواطنةِ والتآلفِ بين أبناءِ الأمةِ.

ونوه رئيس مجلس الشيوخ إلى أن الدستور اختص المجلس أيضا باقتراح ما يراهُ كفيلًا بدعمِ المقوماتِ الأساسيةِ للمجتمعِ، وهي المقوماتُ الاجتماعيةُ والاقتصاديةُ والثقافيةُ المنصوصُ عليها في البابِ الثاني من الدستورِ في أربعٍ وأربعينَ مادةً، وهي الموادُّ من (٧ إلى ٥٠)، والحقوقُ والحرياتُ والواجباتُ العامةُ المنصوصُ عليها في البابِ الثالثِ من الدستورِ في ثلاثٍ وأربعينَ مادةً، وهي الموادُّ من (٥١ إلى ٩٣)، فضلًا عن قيمِ المجتمعِ العليا وتعميقِ النظامِ الديمقراطيِّ وتوسيعِ مجالاتِهِ بما يشملُهُ بابُ نظامِ الحكمِ.

هذا فضلًا عمَّا عددتْهُ المادةُ (٢٤٩) من الدستورِ من اختصاصاتٍ تشريعيةٍ، وما أحالتْهُ المادةُ (٢٥٤) من أحكامٍ أخرى تسري على مجلسِ النوابِ، بما فيها بعضُ الأدواتِ الرقابيةِ كطرحِ موضوعٍ عامٍّ للمناقشةِ لاستجلاءِ سياسةِ الحكومةِ بشأنِهِ، وإبداءِ اقتراح برغبةٍ في موضوعٍ عامٍّ للحكومةِ، وما ستنتهي إليهِ دراساتُكمْ من توصياتٍ ومقترحاتٍ سترفعُ إلى السيدِ رئيسِ الجمهوريةِ، وتُرسلُ إلى الغرفةِ الشقيقةِ مجلسِ النوابِ.

وشدد رئيس مجلس الشيوخ على أنَّ مهمة أعضاء المجلس ليستْ يسيرةً، بل هي عظيمةٌ، وتحتاجُ عزمًا من أولي العزمِ، وأنتمْ أولوا العزمِ بعلمِكمْ وخبراتِكمْ العظيمةِ في شتّى مجالاتِ الحياةِ، مبديا ثقته في أن النواب يقدرونها حقَّ قدرِها، وسيباشرونَها في همةٍ لا يخالجُها فتورٌ، وعزمٍ لا يداخلهُ لينٌ، دونَ موالاةٍ ولا محاباةٍ، مبتغينَ بعملِكمْ وجهَ اللهِ ومصلحةَ الوطنِ.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز