عاجل
الجمعة 28 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

الأرجنتين تحصل على دعم أمريكي نادر بقيمة 20 مليار دولار وسط انتقادات حادة لترامب

علم الارجنتين
علم الارجنتين

حصلت الحكومة الأرجنتينية على دعم مالي نادر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتمثل في شراء ما قيمته 20 مليار دولار من عملة البيزو الأرجنتيني، في خطوة تهدف إلى تعزيز استقرار الأسواق الأرجنتينية في وقت تواجه فيه بوينس آيرس أزمة حادة في احتياطياتها من الدولار.



 

وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت - في بيان اليوم الأحد- إن "وزارة الخزانة مستعدة، فورا، لاتخاذ أي إجراءات استثنائية ضرورية لضمان استقرار الأسواق"، موضحا أن الوزارة عقدت 4 أيام من الاجتماعات المكثفة في واشنطن مع وزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو لإتمام الاتفاق، بحسب ما نقلته منصة "ياهو فاينانس" الاقتصادية.

 

وساهمت الخطوة في تهدئة الأسواق واستقرار الأصول المالية، لكنها أثارت موجة انتقادات في الكونجرس الأمريكي، حيث اعتبر بعض المشرعين أن واشنطن تقوم بـ "إنقاذ الاقتصاد الأرجنتيني"، وهو ما نفاه بيسنت بشكل قاطع.

 

ومن جانبه، أعرب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، المعروف بميوله الليبرالية المتشددة وإعجابه الشديد بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن شكره لوزير الخزانة الأمريكي على "دعمه القوي"، موجها في الوقت نفسه تحية لترامب على "قيادته القوية"، وقال ميلي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "معا، كأقرب الحلفاء، سنصنع عالم من الحرية الاقتصادية والازدهار".

 

لكن بيسنت يواجه انتقادات متصاعدة من المزارعين الأمريكيين وأعضاء الحزب الديمقراطي، الذين يرون أن القرار يخدم اقتصادا منافسا للولايات المتحدة في بعض القطاعات الزراعية، حيث أعرب المزارعون الأمريكيون عن غضبهم من فكرة إنقاذ الأرجنتين، مشيرين إلى أن المزارعين الأرجنتينيين حققوا في الآونة الأخيرة مكاسب كبيرة في مبيعات فول الصويا إلى الصين على حساب نظرائهم الأمريكيين، فيما طالب عدد من المشرعين ترامب بتوضيح كيف يتماشى هذا الدعم المالي مع شعار "أمريكا أولا" الذي تبناه في سياساته الاقتصادية.

  وعقب إعلان وزارة الخزانة الأمريكية، قدم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين مشروع قانون بعنوان "قانون حظر إنقاذ الأرجنتين"، يهدف إلى منع وزارة الخزانة من استخدام صندوق استقرار الصرف الأجنبي لتقديم أي دعم مالي للأرجنتين.

   وقالت السيناتور إليزابيث وارن عن ولاية ماساتشوستس -في بيان-: "من غير المبرر أن يدعم الرئيس ترامب حكومة أجنبية بينما يغلق حكومتنا الداخلية"، مضيفة أن "ترامب وعد بسياسة أمريكا أولا، لكنه يضع نفسه وأصدقاءه الأثرياء أولا ويجعل دافعي الضرائب الأمريكيين يتحملون الفاتورة".

  ويأتي هذا الدعم الأمريكي الجديد في ظل فشل برامج الإنقاذ السابقة في إخراج الاقتصاد الأرجنتيني من أزمته المستمرة، إذ لا تزال الأرجنتين أكبر مدين لصندوق النقد الدولي، حيث تبلغ ديونها للمؤسسة نحو 41.8 مليار دولار (35.43 مليار يورو).

   وكان ميلي، وهو اقتصادي يميني متطرف، قد وصل إلى السلطة في أواخر عام 2023 على وعد بـ "تغيير جذري" في إدارة الاقتصاد، متعهدا بتخفيض الإنفاق العام بشكل ملحوظ لما وصفه بـ "الإنفاق المتهور" الذي خلفته الحكومات اليسارية السابقة، إلا أن برنامج التقشف الصارم الذي تبناه تسبب في معاناة اقتصادية واسعة دون أي بوادر انتعاش، ما أدى إلى تزايد السخط الشعبي قبيل الانتخابات النصفية المقررة في 26 أكتوبر الجاري، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها اختبار مصيري لتجربته الاقتصادية الحرة.

  وزادت الضغوط على الأسواق الأرجنتينية الشهر الماضي عقب الخسارة الكارثية للحزب الحاكم في الانتخابات المحلية، ما أدى إلى موجة بيع حادة للأصول الأرجنتينية وسط مخاوف المستثمرين من اضطراب المشهد السياسي وتراجع قيمة البيزو واستنزاف الاحتياطيات الأجنبية.

  ويمنح الدعم المالي الأمريكي ميلي فترة تنفس حاسمة، حيث ارتفعت السندات المقومة بالدولار بنحو 10% في يوم إعلان الاتفاق، بينما قفزت بورصة بوينس آيرس بنسبة 15%.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز