
من رتيبة الحفني إلى أم كلثوم.. رحلة ثلاثة عقود من الوفاء للموسيقى العربية

إيمان القصاص
أيام قليلة وتستعد دار الأوبرا المصرية لاستقبال الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان الموسيقى العربية، التي تُقام خلال الفترة من 16 إلى 25 أكتوبر المقبل، برئاسة الدكتور علاء عبدالسلام.
وتأتي هذه الدورة في إطار عام أم كلثوم، حيث اختيرت كوكب الشرق شخصية المهرجان، احتفاءً بمرور خمسين عامًا على رحيلها، وتقديرًا لإسهامها الكبير في تاريخ الغناء والموسيقى العربية.
ويُفتتح المهرجان هذا العام بحفل ضخم تحييه الفنانة آمال ماهر على مسرح النافورة بدار الأوبرا بمصاحبة الفرقة القومية العربية للموسيقى، ثم عرضا لفيلم عن مشوار حياة كوكب الشرق من إخراج سامر ماضى، وتتضمن فعاليات المهرجان حفلات لكبار نجوم الغناء من مصر والعالم العربي، منهم على الحجار ومدحت صالح وهانى شاكر ووائل جسار وغيرهم، إلى جانب عروض موسيقية ومعارض وندوات فكرية.
ويُعد مهرجان الموسيقى العربية واحدًا من أهم وأقدم الفعاليات الفنية ، إذ انطلقت دورته الأولى عام 1992 على يد الدكتورة رتيبة الحفني عميدة معهد الموسيقى العربية، وأول سيدة تتولى منصب رئاسة دار الأوبرا من يونيو عام 1988م حتى مارس عام 1990م، ثم مستشاراً فنياً لها.
جاءت فكرة المهرجان حينها للحفاظ على هويتنا الغنائية وتراثنا الغنائى، وتعيد الاعتبار للموسيقى العربية الأصيلة، من خلال برنامج يجمع الحفلات الغنائية الكبرى والندوات والمسابقات الموجهة لاكتشاف الأصوات الشابة.
وخلال أكثر من ثلاثة عقود، استضاف المهرجان نخبة من نجوم الغناء العربي من مختلف الأجيال، كما أصبح مناسبة لتكريم رموز وموسيقين أثّروا في المشهد الفني العربي.
وبعد رحيل رتيبة الحفني عام 2013، استمرت دار الأوبرا المصرية في تخليد اسمها من خلال مسابقة د. رتيبة الحفني للمواهب الشابة، التي تُقام سنويًا ضمن فعاليات المهرجان.
ويؤكد القائمون على المهرجان أن دورة هذا العام ستكون استثنائية، لأنها تحتفي بإرث أم كلثوم، التي ما زالت تمثل رمزًا خالدًا للموسيقى العربية، ولأنها أيضًا تواصل رسالة الدكتورة رتيبة الحفني في الحفاظ على الهوية الموسيقية العربية الأصيلة وربطها بجمهور اليوم