"الورشة 38".. عرض شعري ممسرح يحتفي بـ 38 عامًا من الإبداع في بيت الشعر العربي
محمد خضير
في ليلة استثنائية تتلاقى فيها الكلمة مع الأداء، والشعر مع المسرح، يحتفل بيت الشعر العربي "بيت الست وسيلة" التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، في الثامنة من مساء الأحد القادم 12 أكتوبر الجاري، بمرور ثمانٍ وثلاثين عامًا على تأسيس فرقة الورشة المسرحية، وذلك من خلال تقديم عرضها الشعري الممسرح الجديد "الورشة 38"، بحضور نخبة من أعضاء الفرقة عبر أجيالها المتعاقبة.
يأتي هذا العرض كتحية فنية لتجربة ممتدة ومتفردة في المشهد المسرحي المصري والعربي، حيث تستعيد "الورشة" من خلاله مشروعها الإبداعي الذي جمع بين جماليات الشعر العربي وأدوات المسرح الحديث، لتعيد من جديد صياغة العلاقة بين النص والجمهور، وتمنح القصيدة روحًا متجددة تنبض بالحياة على الخشبة.
وتُعد هذه التجربة امتدادًا للنهج الذي اختطته فرقة الورشة منذ تأسيسها عام 1987 على يد الفنان الكبير حسن الجريتلي، والذي سعى منذ البداية إلى تجديد لغة المسرح المصري واستكشاف آفاق جديدة في الأداء، بدأت بتمصير نصوص عالمية لكتاب كبار مثل بيتر هاندكه، داريو فو، هارولد بنتر، وفرانز كافكا، قبل أن تتجه الفرقة نحو استلهام فنون العرض التراثية المصرية، وتوظيف عناصر المسرح الشعبي في أعمالها.
وعلى مدار تاريخها، قدمت الفرقة مجموعة من العروض التي أصبحت علامات في المسرح المستقل، منها:
"غزير الليل"، "غزل الأعمار"، "حلاوة الدنيا!"، و"ليالي الورشة"، كما قدمت قراءات معاصرة لنصوص من التراث المسرحي المصري، أبرزها "رصاصة في القلب" لتوفيق الحكيم، وأوبريت "أيام العز" لبديع خيري وداود حسني، بالإضافة إلى عروض استلهمت روح بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد.
وفي تصريح خاص، أكد الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي، أن التعاون مع فرقة الورشة يمثل خطوة فنية مختلفة تهدف إلى إعادة تقديم الشعر العربي في صورة جديدة خارج القوالب التقليدية، قائلاً:
"بيت الشعر يسعى دائمًا لتجديد تلقّي الشعر العربي، وجعله أكثر قربًا من الناس، وفرقة الورشة تمتلك خبرة فريدة في مزج الشعر بالأداء المسرحي، ما يجعل الكلمة أكثر تأثيرًا وحضورًا على المسرح، في تمازج حي بين الإيقاع واللغة والأداء".
الجدير بالذكر أن فرقة الورشة تُعد من الفرق الرائدة في التجريب المسرحي، وقد شاركت في مهرجانات دولية مرموقة، من أبرزها مهرجان أڤينيون بفرنسا عام 2014، لتصبح أول فرقة مصرية تمثل المسرح المستقل في هذا المحفل العالمي.
كما تولي الفرقة اهتمامًا خاصًا بتدريب أجيال جديدة من الفنانين، وتسهم في ربط الفن بقضايا التنمية والتعليم، من خلال شراكات ثقافية ومجتمعية داخل مصر وخارجها.
ويُعد عرض "الورشة 38" دعوة مفتوحة لعشاق الشعر والمسرح، لاختبار تجربة فنية غير تقليدية تعيد إحياء التراث الشعري برؤية معاصرة، وتحوّل الكلمة المنطوقة إلى فضاء حي للتفاعل الفني والثقافي، يجمع بين الأصالة والتجريب في احتفالٍ فنيٍّ بامتياز.


















