الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"هالونج" يرسل صدماته عبر الهادئ.. و"العين" على الساحل الأمريكي خلال أيام

أرشيفية
أرشيفية

تتجه الأنظار إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة حيث حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن موجات الصدمة الناجمة عن الإعصار العملاق "هالونج"، الذي ضرب اليابان هذا الأسبوع، ستطلق العنان لأحوال جوية عنيفة خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

ورغم أن الإعصار تفادى العاصمة اليابانية طوكيو بعد أن بلغ قوة تعادل إعصارًا من الفئة الرابعة، إلا أن خبراء الطقس أكدوا أن بقاياه تتحرك بسرعة عبر المحيط الهادئ، محمّلة بطاقة هائلة قد تساهم في حدوث سلسلة من العواصف فوق كاليفورنيا وولايات الشمال الغربي الأمريكي مطلع الأسبوع المقبل.

 

ومع امتصاص التيار النفاث سريع الحركة لطاقة الإعصار، يتوقع أن تتكثف أنظمة الضغط والعواصف على طول مسارها نحو القارة الأمريكية، في ظاهرة تُعرف بـ"الأعاصير المنحنية"، والتي يمكن أن تمتد تأثيراتها عبر آلاف الكيلومترات.

وأشارت هيئة الأرصاد الوطنية الأمريكية إلى أن بقايا الإعصار قد تولّد رياحًا بقوة الإعصار في بحر بيرينغ بألاسكا هذا الأسبوع، في مشهد يعيد إلى الأذهان إعصار "ميربوك" عام 2022 الذي ألحق أضرارًا بملايين الدولارات في المناطق الغربية من الولاية.

لكن القلق الأكبر، وفق خبراء الطقس، يتمثل في التأثير المتوقع على الولايات المتحدة القارية، حيث يُرجّح أن تدفع الطاقة المتبقية من هالونج نظام الضغط العالي شمالًا نحو كندا، ما يسمح بتدفق الهواء القطبي البارد إلى واشنطن وأوريغون وكاليفورنيا بحلول الاثنين المقبل. وإذا تزامن مرور عاصفة على الساحل مع هذا الهواء البارد، فقد تشهد شمال كاليفورنيا هطول أمطار غزيرة في منطقة الخليج، وتساقط عدة أقدام من الثلوج في جبال سييرا نيفادا بين الاثنين والأربعاء.

وأكد خبراء الأرصاد أن التنبؤات الجوية في مثل هذه الحالات تكون حساسة للغاية، مشيرين إلى أن تكرار الأعاصير في المحيط الهادئ يؤدي إلى تقلب النماذج الرقمية وتقليص دقتها. وإذا اقتربت العاصفة أكثر من الساحل، فقد تشهد منطقة الخليج أقوى موجة مطر منذ شتاء العام الماضي، بحسب صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل".

وتظهر المؤشرات المبكرة بالفعل في شمال كاليفورنيا، إذ يتوقع أن يستيقظ سكان منطقة الخليج على رذاذ خفيف ودرجات حرارة منخفضة خلال الأيام المقبلة، فيما يتسبب نظام ضغط منخفض قبالة ساحل أوريغون في أمطار متقطعة شمال الخليج يومي الجمعة والسبت، بينما تبقى المناطق الجنوبية جافة نسبيًا.

أما يوم الأحد فيُرجح أن يكون أكثر استقرارًا، حيث تخف حدة الأمطار وتظهر السماء الصافية لتواكب احتفالات "أسبوع الأسطول" في سان فرانسيسكو.

ويُذكر أن الفارق بين الإعصار والإعصار المداري يكمن في الموقع الجغرافي، إذ يُطلق مصطلح الإعصار على العواصف المدارية التي تتشكل في شمال غرب المحيط الهادئ، بينما يُستخدم مصطلح "هوريكان" للأعاصير التي تتطور في شمال الأطلسي وشرق أو وسط المحيط الهادئ.

وتتزامن التحذيرات بشأن إعصار هالونج مع مراقبة إعصار آخر هو "بريسيلا"، الذي يتحرك شمالًا في المحيط الهادئ، واضعًا جنوب كاليفورنيا وأريزونا في نطاق ما يُعرف بـ"مخروط عدم اليقين" الذي يستخدمه المركز الوطني للأعاصير لتحديد المسارات المحتملة للعواصف خلال الأيام المقبلة.

وتشير أحدث التوقعات إلى أن العاصفة بريسيلا، المصنفة من الفئة الثانية، ستتجه نحو اليابسة يوم الخميس بعد مرورها فوق المكسيك بسرعة، قبل أن تمتد تأثيراتها إلى ولايات الجنوب الغربي الأمريكي، حيث حُذّرت ولايات نيو مكسيكو وكولورادو ويوتا ونيفادا من فيضانات مفاجئة وعواصف رعدية قوية حتى نهاية الأسبوع.

ومن المتوقع أن تهطل أمطار تتراوح بين 3 إلى 4 بوصات في أريزونا ونيو مكسيكو وكولورادو ويوتا حتى مساء السبت، فيما حذر خبير الأعاصير في شركة AccuWeather أليكس دا سيلفا من أن تأثير بريسيلا على أريزونا قد يكون الأعنف ليلة الخميس مع احتمال وقوع فيضانات واسعة النطاق.

وقد تؤدي الأمطار الغزيرة إلى مضاعفة المعدلات الشهرية المعتادة في مناطق مثل فلاجستاف، التي لا تتجاوز عادة 1.5 بوصة من الأمطار في شهر أكتوبر، ما يجعل نهاية الأسبوع المقبل اختبارًا حقيقيًا لقدرة البنية التحتية في الساحل الغربي والجنوب الغربي على مواجهة موسم أعاصير غير مسبوق في شدته وتتابعه.

تم نسخ الرابط