عاجل
السبت 11 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

باهر النويهي لبوابة "روزاليوسف": أعدت بناء نفسي فنيًا.. وفيلمي الأمريكي خطوة مهمة

حين تتقاطع الموهبة مع الإصرار، تصبح الحدود الجغرافية مجرد تفاصيل. هذا ما يجسده الفنان باهر النويهي، الذي يخطو بثقة نحو مشوار عالمي، واضعا بصمته في الفيلم الأمريكي Murder at the Embassy، الذي يشكل علامة فارقة في مسيرته الفنية. لكن هذه الخطوة نحو السينما العالمية ليست مجرد محطة عابرة في مسيرته، بل تتويج لمرحلة طويلة من التحضير.



في هذا اللقاء الخاص مع بوابة روزاليوسف، يكشف النويهي عن كواليس التجربة العالمية، ورحلته في إعادة بناء الذات فنيا وإنسانيا، بعد فترة غياب تحولت إلى محطة نضج وتحول. بين الطموح والواقعية، يتحدث باهر بصراحة عن خططه القادمة، ونظرته العميقة لفن التمثيل، التي تتجاوز الأداء إلى لمس الإنسان في كل دور، ويتحدث بصراحة عن طموحه في تقديم شخصيات "تشبه الناس"، تلامس مشاعرهم وتعكس صراعاتهم بصمت وصدق.

 

حوار نكشف فيه عن ملامح فنان لا يبحث عن الشهرة السريعة، بل عن المعنى الحقيقي في كل شخصية يؤديها... فإلى التفاصيل.

 

- كيف جاءت فرصة مشاركتك في الفيلم الأمريكي Murder at the Embassy؟ 

تلقيت عرض الدور من خلال "كاستنج" تم تنظيمه عبر وكالة "داير" بالتعاون مع الفنان خالد نجم. خضعت لتجربة أداء، وبعد فترة تواصلوا معي وأبلغوني بقبولي للمشاركة في الفيلم.

 

- هل كنت تتوقع خوض تجربة عالمية من هذا النوع؟

لم أكن أفكر كثيرا في ما إذا كنت سأخطو نحو العالمية أم لا، لكنني أؤمن بأن عليّ التقدم لأي "أوديشن" أشعر أنه مناسب لي أو أشبهه. أقدم ما لدي، وأترك النتيجة على الله.

 

- هل من الممكن أن نراك مستقبلاً في أعمال أجنبية أخرى؟ وهل تنوي الاستمرار في التوجه نحو العالمية؟

بكل تأكيد، إذا عرضت عليّ فرصة أخرى للمشاركة في أعمال أجنبية فلن أتردد.

 

- وصفت الفيلم بأنه خطوة مهمة في مسيرتك.. كيف كانت كواليس التصوير؟ وهل لاحظت فرقاً بين لوكيشن التصوير في مصر وأميركا؟

لم أشعر بفرق كبير، لأن حوالي نصف فريق العمل كان مصرياً، من بينهم مساعدين مخرجين وفنيين، وكانوا يتحدثون العربية. التجربة كانت سلسة، وأجواء التصوير مألوفة إلى حد كبير.

 

- كيف تعاملت مع تحديات التمثيل في عمل ناطق بالإنجليزية وربما بثقافة مختلفة؟ هل واجهت صعوبات؟

كنت أتحدث الإنجليزية بطلاقة مع المخرج ستيفن شيميك، وبما أن أغلب طاقم العمل كان مصريا، لم أشعر بغربة أو اختلاف كبير مقارنة بلوكيشنات التصوير في مصر. حتى على مستوى التنظيم، الأمور كانت مشابهة إلى حد بعيد.

 

- كتبت على فيسبوك "I’m back".. ما الذي تغير في باهر النويهي اليوم مقارنة بما كنت عليه قبل هذه العودة؟

اشتغلت على نفسي كثيرا خلال الفترة الماضية، سواء على مستوى التمثيل من خلال ورش العمل والدراسة في معهد الفنون المسرحية، أو من خلال مشاركتي في مسرحيات أثرتني، وأصبحت أقوى تمثيليا، وشاهدت العديد من الأعمال التي تعلمت منها، كما تطورت على المستوى الشخصي؛ أصبحت أكثر تركيزا ووعياً بما أريده فعلا، وأركز أكثر على ما أريد القيام به، من قبل كنت أقوم بالتجريب أما الآن أصبحت أدرك أكثر ما الذي أريد فعله ولم أعد أخوض التجارب بشكل عشوائي بل أصبحت أعرف تماماً ما أطمح إليه.

 

- نستطيع القول إنها لم تكن فترة غياب وإنما فترة تحضير وتجديد؟ وما الذي كنت تعمل عليه خلال هذه المرحلة؟

بالضبط. كانت مرحلة "إعادة بناء" أو Rebranding لنفسي، على المستويين الفني والشخصي.

 

- هل يمكننا أن نتوقع منك أعمالا جديدة ومختلفة تماما في المرحلة القادمة؟ 

بالتأكيد، وأنا الآن أشارك حالياً في فيلم "جوازة في جنازة" مع نخبة من النجوم منهم نيللي كريم، شريف سلامة، انتصار، محمود البزاوي، عادل كرم، أمير العجمي، ولبلبة. الفيلم من تأليف أميرة دياب ودينا ماهر، وإخراج أميرة دياب. تم طرح البرومو التشويقي بالفعل، وكان من المقرر عرضه في 24 سبتمبر، لكن تم تأجيله. كما أشارك في عمل صعيدي، وكان الهدف من التجربة هو اختبار قدرتي على تقديم هذا النوع من الأدوار، والحمد لله نالت استحسان فريق العمل.

 

- وما نوع الأدوار التي تطمح لتقديمها الآن؟

أنا أبحث دائما عن "البني آدم الحقيقي" في كل شخصية. أطمح لتقديم "بني آدمين". بالنسبة لي، التمثيل هو أن أجسد شخصيات حقيقية، لديها مشاعر ولا تستطيع التعبير عنها، أحب أن أُجسد شخصيات لديها مشاعر لكنها لا تستطيع التعبير عنها. هذه هي مهمتي كممثل: أن أظهر ما لا يقال، أن أقدم شخصية بني آدم يشعر بأحاسيس لا يستطيع التعبير عنها. مثلا وأنا صغير، لم أكن محاطا بالكثير من الأصدقاء، فكانت الأفلام بمثابة نافذتي على العالم. تعلمت منها، ضحكت معها، وشكلت جزءا كبيرا من فهمي للحياة.

أتمنى أن أقدم أعمالا تمس الناس، وتقول لهم "أنتم لستم وحدكم"، هناك من يشبهكم، يشعر مثلكم، ويواجه نفس الصراعات.

أريد أن أكون سببا في شعورهم بالانتماء، وأن أضيف لهم شيئا حتى ولو بسيطا. أطمح لتقديم فن يسلي، وفي نفس الوقت يضيف شيئا للمشاهد، يشعره بأنه ليس وحيدا، وأننا جميعا متشابهون.

 

- ما الذي اكتشفته عن نفسك خلال هذه المرحلة؟

أدركت أن العيش في اللحظة لا يعني العشوائية. صرت أعيش اللحظة ولكن بوعي. رغم أنني لا أحب الروتين، بدأت أضع نظاما لحياتي: التمرين، الدراسة، خوض تجارب جديدة. أصبحت أخرج لأراقب الناس، لأستفيد من تفاصيلهم وطريقة كلامهم وتصرفاتهم، أتابع الناس في حياتهم اليومية، أراقب وطريقتهم في الكلام، ليكون لدي مخزون إنساني أستند إليه في أدواري. أتعلم من كل من حولي، وأحرص على أن يكون لدي "شنطة أدوات" جاهزة لأي شخصية تعرض عليّ، هذه المشاهدات تغني مخزوني كممثل. لا أنتظر أن يطلب مني تجسيد شخصية، بل أكون جاهزا سلفا بفضل هذا الرصيد الإنساني والفني.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز