عاجل
السبت 11 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

"أبو جاموس".. شاهد على بطولة الجيش المصري وصمود السويس

مدفع أبو جاموس
مدفع أبو جاموس

تحت عنوان "موقع أبو جاموس.. شاهد على صمود السويس"، نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطع فيديو يكشف تفاصيل حكاية المدفع الإسرائيلي في منطقة عيون موسي الذي كان يهاجم مناطق السويس، والزيتية، والذي أطلق عليه المصريون أبو جاموس نظرًا لدانته التفجيرية الضخمة، تحول حاليًا إلى متحف كشاهد على عظمة الجيش المصري في قهر وهزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي.



 

 

ويروي اللواء أركان حرب. دكتور محمد قشقوس، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، في هذا الفيديو، تفاصيل حكاية مدفع أبو جاموس.

 

شاهد هذا الريل..  اضغط "هنا"

يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد قامت بإنشاء نقطة حصينة في عيون موسى تضم مدافع ضخمة يصل مداها إلى ثلاثين كيلومترًا، كان الجيش الإسرائيلي يستخدمها في تدمير مدينة السويس. أطلق عليها شعب السويس اسم مدافع أبو جاموس، وكانت ضمن ستة مدافع مخصصة لضرب السويس والجيش الثالث على الضفة الغربية لقناة السويس.

ومن أولى المهام التي أوكلت إلى الجيش المصري بعد العبور كانت الاستيلاء على هذه النقطة الحصينة وإسكات مدافعها إلى الأبد، وهي المهمة التي حققها بنجاح بعد أن حطم خط بارليف وأسقط حصونه القوية، بما في ذلك تلك النقطة التي طالما هددت مدينة السويس قبل حرب أكتوبر عام 1973.

تقع النقطة الحصينة لعيون موسى على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف من المنطقة التاريخية لعيون موسى، وعلى مسافة نحو ٢٠ كيلومترًا من مدينة السويس. تموضعها يجعلها ذات أهمية استراتيجية، فهي تشرف على شمال شرق خليج السويس وتتحكم في ميناء الأدبية ومدينتي السويس وبورتوفيق، كما أنها إحدى نقاط خط بارليف القوية والمشهورة بالتمويه الحاد.

صممت إسرائيل هذه النقطة على النمط نفسه لمدافع نفارين المستخدمة في الحرب العالمية الثانية، وجعلت منها موقعًا حصينًا بستة مدافع عيار 155 ملليمترًا بعيدة المدى، إضافة إلى الدبابات.

 بُنيت غرف المدافع من خرسانة سميكة مغطاة بطبقة من الصلب وتعمل جميعها كهربائيًا، وكان القصف يستهدف مدينة السويس باستمرار.

خلال حرب الاستنزاف، أطلق الجنود المصريون على هذه المدافع اسم أبو جاموس، بسبب قذائفها الثقيلة التي كانت تنهال عشوائيًا على المدينة والجبهة والضفة الغربية للقناة، كأنها جاموسة هائجة. 

كما أطلقوا عليها اسم أبو صفارة لتميّز صوت قذائفها بصفير خاص، فكان الجنود يرددون صبرًا علينا لما نوصلك يا أبو صفارة يا جاموس.

في التاسع من أكتوبر عام 1973 تمكن الجيش الثالث من إسقاط النقطة الحصينة والاستيلاء على مدافعها، كما توعّد الجنود.

 وأمّن الجيش المصري الاتجاه الشرقي ومجموعات الهجوم، واستولت القوات المصرية على الموقع كاملًا وسليمًا بنسبة ١٠٠٪، إذ ظلت أسلحته صالحة للاستخدام رغم محاولات العدو المستميتة لاستعادته بهجمات مضادة مدعمة بقواته الجوية، إلا أنها جميعًا باءت بالفشل.

جاءت معركة عيون موسى يوم التاسع من أكتوبر عندما قرر قائد الفرقة التاسعة عشرة مشاة، مدعومًا بقوات من الفرقة الميكانيكية والدبابات بقيادة العميدين صلاح زكي وفوزي محسن، الاشتباك مع القوات الإسرائيلية بغرض إشغالها. 

وفي الوقت نفسه، تقدمت وحدة فرعية من المجموعات المقاتلة لمهاجمة الموقع من الأجناب والخلف عبر ثغرات فتحها المهندسون العسكريون.

ودارت معركة شرسة انتهت بتطهير الموقع الحصين وفرار القوات الإسرائيلية، رغم محاولاتها المضادة المتكررة.

 

ولكن مازالت هذه المدافع قائمة حتى اليوم شاهدًا على صمود الجندي المصري وبطولته.

وتحولت النقطة الحصينة إلى مزار سياحي مهم يروي قصة بطولة، حيث يرفرف العلم المصري فوق مدفع أبو جاموس. 

ويمكن للزوار الوصول إليها عبر العبور إلى أرض الفيروز، إذ تقع على بعد نحو ثلاثين كيلومترًا من نفق الشهيد أحمد حمدي داخل سيناء، لتظل شاهدًا حيًا على ما فعله الأبطال في ملحمة أكتوبر.

 

جدير بالذكر أن نصر حرب أكتوبر المجيد 1973، لم يكن نصرًا عسكريًّا فقط، لكنه علامة فارقة في تاريخ مصر غيرت العديد من المفاهيم والأفكار السياسية والاستراتيجية والعسكرية في العالم، في ملحمة سطرها الجيش والشعب ليحفروا في ذاكرة هذا الوطن بطولات النصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز