
يا واقف ع القناة ألفين تحية
بطل من الشرقية يروي لـ"بوابة روزاليوسف" كواليس العبور وتحطيم خط بارليف

الشرقية - مي علوش
مع حلول ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تبقى شهادات الأبطال الذين خاضوا الحرب خير دليل على عظمة ما حققه الجيش المصري في 1973، من بين هؤلاء الأبطال محمد زيدان، ابن قرية سنهوت التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، الذي شارك في الحرب وسجل اسمه بحروف من نور ضمن جيل النصر.
في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف"، استعاد زيدان ذكرياته عن أيام الحرب وما شهدته جبهة القتال من شجاعة وبطولات سطرها الجنود المصريون، مؤكداً أن هذه اللحظات ما زالت حاضرة في وجدانه حتى اليوم، وأن ما تحقق كان معجزة عسكرية حقيقية غيرت وجه المنطقة وأعادت لمصر كرامتها.
قال زيدان إنه كلف من القائد أثناء الحرب بكتابة أغنية للعساكر بعنوان "أفرش منديلك على الرملة"، لتهدئة الجنود قبل العبور وتضليل العدو عن تحركات الأبطال، موضحاً أن الأغنية اشتهرت لاحقاً بعدما غناها الفنان الراحل أحمد زكي في أحد أفلامه التي جسدت بطولات حرب أكتوبر.
وأضاف: "كتبت في الأغنية: يا واقف ع القناة ألفين تحية.. يا حامي المجد مجد الجمهورية، وكانت كلماتها بمثابة رسالة دعم معنوي لكل جندي على الجبهة".
وأشار زيدان إلى أن قوات الجيش المصري وجهت ضربة قاصمة للعدو الإسرائيلي، وتمكنت من تحطيم خط بارليف رغم تحصيناته القوية، قائلاً:"خط بارليف كان محصناً بشكل كبير، وكانوا حاطين فوقه سكة حديد وخشب عشان أي قنبلة ما توصلهوش، لكن إحنا حطمناه وكانت بطولة رائعة جداً".
وكشف عن أن زميله عبد العاطي كان يحمل قاذف "آر بي جي" وتمكن من تدمير 23 دبابة إسرائيلية، واصفاً مشاهد الحرب بأنها لا تُنسى: "العسكري المصري لو مسك اليهودي كان يأكله بأسنانه، العبرة مش بالسلاح، العبرة بالراجل اللي على السلاح".
وأضاف زيدان أن حرب أكتوبر غيرت الخريطة السياسية في المنطقة، وما زالت تدرس في الكليات العسكرية حول العالم حتى اليوم، مؤكداً أن صيحة "الله أكبر" كانت تدفعهم لمواصلة القتال حتى النصر.
وتابع قائلاً "مجرد ما أسمع ذكرى حرب أكتوبر بشعر بالفخر، ولحد دلوقتي مجهز الأفارول بتاعي، ولو حصل أي طارئ هلبسه وأجري على الجيش المصري فوراً، أنا سنٍ 82 عاما، أعمل استطلاع بدون أي مجهود".
كما أشار زيدان إلى أنه بعد خروجه من الخدمة كتب كتاباً بعنوان "الشهيد الحي" يوثق فيه تجربته خلال الحرب، مؤكداً أن يوم 6 أكتوبر خلق منه إنساناً مختلفاً تماماً: "أصبحت مبدع في شغلي، ومبدع في حل أي مشكلة تقابلني، الحرب علمتني أكون أقوى وأكثر إصراراً".
واختتم قائلاً: "خرجت بكشف عيلة أنا وإخواتي التلاتة كنا بنحارب، وكنا مبسوطين جداً، الشعب المصري طول عمره شعب أصيل ومبهر، والجيش المصري جيش لا يُقهر".