بعد انهيار منازلهم
"خرجت من تحت الأنقاض".. حكايات مؤلمة يرويها أهالي شارع مولد النبي بالزقازيق
الشرقية _ مي الإزمازي
لم يعد شارع مولد النبي بمدينة الزقازيق كما كان؛ فالحياة التي كانت تدب في جنباته توقفت منذ أن انهار منزلان وتصدع ثالث، تاركًا وراءه مأساة حقيقية لعشرات الأسر، ما بين من فقدوا منازلهم، ومن ضاعت ممتلكاتهم تحت الأنقاض أو استولى عليها اللصوص، وآخرين لم يجدوا مأوى سوى بيوت الأقارب والأصدقاء.
ربما يعجبك
من تحت الركام خرج فوزي أحمد عبدالله هنداوي، رجل لم يتجاوز الثمانين عامًا، متشبثًا بالحياة رغم كل شيء، يقول بصوت مرتجف: "خرجت من تحت الأنقاض مش فاهم حاجة، كل اللي كان في بالي مراتي وابني، أنا رجعت من الموت بقدرة ربنا"، ثم يستطرد: "بعد خدمتي للبلد السنين دي كلها ألاقي نفسي في الشارع؟ بحمد ربنا إنه كتبلي عمر جديد، لكن عايز أعيش آخر أيامي بكرامة".
اليوم يعيش "فوزي" في شقة مستأجرة، يرتدي ملابس أصدقائه بعد أن فقد ملابسه وأثاث منزله، ويشكو من عدم إدراج اسمه في قوائم التعويضات رغم مناشداته المتكررة.
أما أحمد الصادق، النجار وصاحب العقار الثالث المتأثر بالانهيار، فقد توقفت حياته تمامًا منذ يوم الحادث في 20 أغسطس،
"3 بلكونات وقعوا، والمحلات اللي في الواجهة اتكسرت، ومن يومها الورشة اتقفلت والدنيا وقفت"، يقول أحمد وهو يحمل هم شرط جزائي يهدده بسبب تأخره في تسليم طلبية تعاقد عليها، ويضيف: "مش قادر أوفي بالشغل ولا ألاقي رزق، ومحدش من المسؤولين حاسس بينا".
إحدي السيدات المتضررات كانت تسكن في الدور الرابع بالعقار المتصدع تروي "من يوم الحادث وأنا متنقلة من بيت لبيت، وبنتي بتنام عند صاحبتها، حاولت أقابل المحافظ مرتين لكن الموظفين قالولي “هو مبيقابلش حريم".
وتتابع بحسرة: "احنا عايشين في رعب.. البلكونة وقعت وجزء منها معلق في الهوا ممكن يقع في أي لحظة، حتى الأكل اللي كان في التلاجة رميته بعد ما باظ من قطع الكهربا".
أهالي شارع مولد النبي، الذين وجدوا أنفسهم فجأة بلا مأوى، يناشدون الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ومحافظ الشرقية بسرعة التدخل لتوفير سكن بديل آمن، يلم شمل الأسر ويعيد لهم شعور الأمان المفقود "مش طالبين أكتر من حقنا، نعيش حياة كريمة بعد ما فقدنا كل حاجة"، بهذه الكلمات يختصر المتضررون وجعهم الممتد منذ أسابيع.
جوجل نيوز
