
حلقات ذكر وزيارة المقام..
أهالي أسيوط يحتفلون بذكرى بحر العلوم "الإمام جلال الدين السيوطي".. صور

حسن فتحي
يواصل أهالي أسيوط والطرق الصوفية احتفالاتهم بذكرى بحر العلوم "الإمام جلال الدين السيوطي"، وذلك بمسجده ومقامه بمنطقة القيسارية التابعة لحي غرب أسيوط، والتي تتضمن إقامة حلقات ذكر وزيارة المقام والتبارك به وتقديم النذور التي تنتهي بالليلة الكبيرة اليوم الخميس، وتقديم النذور وإشعال الشموع على يمين مسجد جلال الدين السيوطي، حيث يقع مقام الأمام السيوطي الذي يتوافد إليه الأهالي من جميع القرى والمراكز.
نحمده أحمد، إحدى السيدات التي جاءت من إحدى قرى مركز القوصية لتقديم “الندر” الذي نذرته لمقام الإمام السيوطي، وكذلك إشعال شمعة أمام الباب المؤدي للمقام، وذلك النذر تقوم به كل عام خلال الاحتفالات على مدار 5 سنوات والتي تراه عادة سنوية تقوم بها هي وأسرتها.
حلقات ذكر ودروس
عقب صلاة العصر يوميًا يجلس محمد محمود عزيز، من أهالي مدينة أسيوط، ومن أتباع الطرق الصوفية لكي يشارك في جلسات الذكر والإنشاد التي يقوم بها يوميا هو وأتباع الطرق الصوفية، والتي تقام يوميًا على مدار أيام الاحتفال، وذلك متبع منذ فترة طويلة وهي من الحلقات التي تقوم بها الطرق الصوفية المختلفة.
عن الإمام السيوطي
بداخل المسجد التقينا الشيخ أحمد محمد عبد الرحيم، إمام وخطيب مسجد سيدي جلال الدين السيوطي بمنطقة القيسارية بحي غرب أسيوط، الذي قدم معلومات عن الإمام جلال الدين السيوطي وأوضح أن اسمه عبد الرحمن بن أبو بكر، ولقبه جلال الدين وكنيته أبو العباس، وولد عام 849 هجريًا وتوفي في عام 911 هجريًا، وكان ميلاده- كما ذكر هو عن نفسه- أنه ولد في مستهل شهر رجب بمصر وتربى هناك وأبوه كان يكتب في نسبه السيوطي أو الأسيوطي.
وتابع: أن الإمام السيوطي تكلم عن نفسه في كتابين هامين، الأول هو "التحدث بنعمة الله" والثاني "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة"، والإمام السيوطي رزق بالتبحر في شتى العلوم، فقال في كتبه إني رزقت التبحر في 7 علوم، ووالده كان يحضر مجالس شيخ الحديث الإمام أبو حجر العسقلاني، وصحبه والده لحضور تلك المجالس، وكان يبلغ من العمر 3 سنوات وأجيز من الحافظ أبوحجر العسقلاني وهو في هذا العمر، وكان أصغر المجازين من الإمام العسقلاني وختم القرآن الكريم وهو دون الثامنة وتوفي والده وهو يحفظ في سورة التحريم ووالده قبل وفاته أوصى عليه أصدقاءه.
كرامات الإمام السيوطي
واستكمل إمام المسجد أن الإمام السيوطي يتميز بغزارة علمه، وتلك تعد أعجب كراماته وبعلمه تولى أمينًا على المكتبة المحمودية التي أسسها السلطان في القاهرة وتضم ملايين الكتب من جميع أنحاء العالم، فاطلع على جميع ما تضمه المكتبة حتى ألّف في المكتبة مؤلفًا اسمه "بذل المجهود في خزانة محمود"، وفي إحدى المرات اتهم بسرقة المؤلفات فرد عليه بمؤلف اسمه "الفارق بين المؤلف والسارق".
ومن كراماته أنه كان يرى رسول الله ﷺ وكان يناديه الرسول بشيخ الحديث، وكان محدثَا ومفسرًا وعالم لغة، وكتب في الطب والرياضيات، ومؤلفات السيوطي كثيرة حيث بلغت الـ600 مصنف، وكان من أولياء الله الصالحين.
3 روايات حول مقام السيوطي
تباينت الروايات حول مجيء الإمام لمحافظة أسيوط، وهل جاء إلى أسيوط أو لم يأت، ولكن بالإجماع فإنه لم يدفن في أسيوط، فهناك 3 روايات، فحسبما ذكره الإمام السيوطي في الكتاب أن المقام هنا مقام جده، والرواية الثانية أن هذا المقام مشهد للإمام السيوطي، والرواية الثالثة أن المقام هنا لأحد تلامذته وأصبحت الاحتفالات سنويا هنا في المسجد الذي ينسب إلى الإمام السيوطي.
بحر العلوم
أما مصطلح بحر العلوم الذي يطلقه الناس على الإمام جلال الدين السيوطي فهو مأخوذ من حديثه عن نفسه في كتاب “التحدث بنعمة الله” في أحد فصوله أنني رزقت التبحر في 7 علوم، هي الفقه والحديث والتفسير والنحو والبيان والمعاني والبديع، وذكر أن أثقل العلوم عليّ علم الرياضيات.
احتفالات مولد السيوطي
الاحتفالات هنا في محافظة أسيوط توافق تاريخ وفاة الإمام جلال الدين السيوطي وليس مولده، وتبدأ الاحتفالات سنويا في شهر سبتمبر من كل عام وسبب تأخره هذا العام لأن بداية شهر سبتمبر توافقت مع احتفالات مولد النبي، واحتفالاته دائما تعقب الاحتفالات بمولد الفرغل، وتضم احتفالات وزارة الأوقاف تنظيم الاحتفالات داخل المسجد ببرنامج علمي دعوي على مدار أيام الاحتفالات يضم ندوات علمية ودينية لعلماء الأوقاف وتقديم درس يوميًا عن سيرة الإمام السيوطي وحلقات ذكر بتصريحات، أما الطرق الصوفية فتكون احتفالاتهم خارج المسجد حسب كل طريقة.











