
فنانون مصريون يلقنون سلوم حداد درسا.. في اللغة العربية

محمد إسماعيل
أشعلت تصريحات الممثل السوري سلوم حداد موجة من الجدل في الأوساط الفنية والإعلامية، بعد أن أشار في حديث إعلامي إلى أن "قلة قليلة من الفنانين المصريين يجيدون الأداء باللغة العربية الفصحى"، مستثنيًا من ذلك الفنانين الراحلين نور الشريف وعبد الله غيث، باعتبارهما نموذجين استثنائيين.
تصريحات سلوم قوبلت بردود فعل واسعة من الوسط الفني المصري، حملت في طياتها قدرًا كبيرًا من الاستنكار والدفاع عن مكانة الفنان المصري وريادته في الأداء باللغة العربية الفصحى، خاصة في الأعمال التاريخية والمسرحية.
نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، فضل الرد بأسلوب غير مباشر، عبر بيت شعر عبر من خلاله عن فخره واعتزازه بالممثل المصري، مؤكدًا أن "مصر لم تفقد ريادتها لا في الفن ولا في اللغة، وأن أبناءها ما زالوا يتقنون الفصحى كما يجب".
أما الناقد الفني طارق الشناوي فقد علق على التصريحات موضحا أن "بعض الفنانين قد يواجهون بالفعل تحديات في الأداء بالفصحى، كما في أي دولة عربية أخرى، لكن التعميم هنا غير منصف". وأضاف: "اللغة السليمة كانت ولا تزال معيارًا أساسيًا في نجاح الأعمال الجادة، ولا يمكن إنكار تاريخ المسرح المصري في هذا السياق".
وفي رد حاد، رفض السيناريست عمرو محمود ياسين ما جاء على لسان سلوم حداد "جملة وتفصيلًا"، معتبرًا أن "الفن المصري قدم عبر تاريخه أعمالًا خالدة بالعربية الفصحى، أثبتت أن أداء الممثلين المصريين لا يقل كفاءة عن أي تجربة عربية أخرى، بل ويتفوق أحيانًا".
الفنان القدير أحمد ماهر ذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن مصر "قلعة الفن وحصن اللغة العربية"، مؤكدًا أن "أجيالًا من المبدعين المصريين أتقنوا الفصحى في أعمال تاريخية ملحمية، وساهموا في نقلها بشكل راق لجمهور واسع". كما أشار إلى أن "المعاهد والأكاديميات المصرية خرجت ممثلين لم يقتصر تأثيرهم على الساحة المحلية، بل ساهموا في تكوين ممثلين من دول عربية بينها سوريا وليبيا".
محمد علي رزق أيضًا انضم إلى قائمة المدافعين، منتقدًا تجاهل سلوم حداد لأعمال مصرية حديثة أثبتت قدرة الفنان المصري على الأداء بالفصحى. واستشهد بمسلسل "رسالة الإمام"، الذي لاقى إشادة كبيرة، إلى جانب عروض مسرحية لنجوم كبار أمثال يحيى الفخراني. ودعا رزق حداد إلى زيارة استوديوهات الدوبلاج في مصر ومتابعة العروض المسرحية، "ليكتشف بنفسه حجم الانتشار والتمكن في الأداء بالفصحى بين الفنانين المصريين".
من جهتها، اختارت الفنانة سلوى علي أن تعبر بسخرية لطيفة عن رأيها، قائلة: "أخشى على سلوم ما سيلاقيه من نقد"، في إشارة إلى ما اعتبرته تهكمًا غير مبرر على الفنان المصري.
أما المخرج حسني صالح، فانتقد ما وصفه بـ"التعميم الجارح"، مؤكدًا أن مصر "ما زالت منبعًا للفن واللغة"، معددًا أسماء لنجوم مصريين برعوا في الأداء الفصيح، من بينهم محمد رياض، أحمد عبد العزيز، وكمال أبو ريا، مشددًا على أن "عدد الفنانين الذين يجيدون الفصحى يفوق قدرة أي قائمة على الحصر".