
"معلومات الوزراء" يستشرف الآفاق المستقبلية في مجال اندماج مصر بسلاسل قيمة تصنيع الشرائح الإلكترونية

حسن أبوخزيم
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا استشرافيًا أوضح من خلاله أهم الفرص المتاحة أمام الدولة المصرية في "صناعة الشرائح الإلكترونية"، والتي تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الرقمي الحديث، وتعتبر من أبرز الصناعات الاستراتيجية في العالم، فهي تشكل الأساس لتطوير صناعات أخرى كصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومن المتوقع أن تصل مبيعات الشرائح الإلكترونية العالمية خلال العام الجاري 2025 إلى نحو 687.38 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12.5% مقارنًة بـ611.23 مليار دولار في عام 2024، لذا فإن توطين هذه الصناعة في مصر يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية.
وتبلغ قيمة واردات العالم من الشرائح و الرقائق الإلكترونية 487.6 مليار دولار خلال عام 2023، وتستحوذ الصين على النصيب الأكبر من قيمة تلك الواردات بواقع 176.7 مليار دولار، وتبلغ قيمة واردات الولايات المتحدة الأمريكية نحو 20.3 مليار دولار خلال عام 2023، كما تبلغ قيمة صادرات العالم من الشرائح والرقائق الإلكترونية 345.1 مليار دولار عام 2023، وتبلغ قيمة الواردات المصرية من الرقائق الإلكترونية نحو 24.1 مليون دولار، وتعد الصين المورد الأهم لمصر.
وفي ظل انتعاش قطاع صناعة الأجهزة الكهربائية والمنزلية في مصر ووجود العديد من المصانع، التي توسعت في نشاطها داخل مصر، تعد الرقائق الإلكترونية المطلوبة لهذه الصناعة أحد أهم مدخلات الإنتاج التي تعتمد مصر في توفيرها على الخارج، ومن الممكن أن يكون ذلك دافعًا لإنشاء مصانع إنتاج لهذا النوع من الرقائق الإلكترونية.
كما تعد الرقائق الإلكترونية من أهم مدخلات الإنتاج لعدد آخر من الصناعات التي تستهدف مصر دخول مجالاتها وعلى رأسها السيارات الكهربائية والأجهزة الطبية والصناعات الإلكترونية والألواح الفوتوفولطية اللازمة لمحطات الطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات.
أشار التقرير إلى أهمية فرصة صناعة الرقائق الإلكترونية بالنسبة لمصر والتي تتمثل في الآتي:
-تنويع مصادر الدخل: حيث سيسهم توطين صناعة الشرائح في تنويع مصادر الدخل القومي والحد من الاعتماد على صادرات المواد الخام والمنتجات التقليدية.
-خلق فرص عمل: ستوفر هذه الصناعة الآلاف من فرص العمل الماهرة في مجالات التصميم والهندسة والإنتاج والبحث والتطوير. -تعزيز الابتكار: سيشجع توطين هذه الصناعة على الابتكار والتطوير المستمر في مجال التكنولوجيا مما يسهم في تحسين القدرة التنافسية للصناعة المصرية.
-جذب الاستثمارات: تجذب صناعة الشرائح استثمارات ضخمة من الشركات العالمية، مما يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي.
كما أشار التقرير إلى مقومات نجاح صناعة الشرائح الرقائق الإلكترونية وما تمتلكه مصر من إمكانات والتي تمثلت في:
-توافر المواد الخام مثل الرمال البيضاء "السيلكا الخام"، التنتالوم والنيوبيوم ومعدن الولفراميت "أكسيد التنجستين"، المتوفرة أغلبها في مناطق شرق مصر.
-وجود عدد من المدن المؤهلة لاستقبال هذا النوع من الصناعات وعلى رأسها نويبع ومرسى علم، لتوافر المواد الخام.
-إعلان رئيس مجلس الوزراء الاستعانة بمكتب استشاري عالمي لوضع الاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية.
-صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2732 لسنة 2024، بإنشاء المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا صناعة الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية.
-وجود العديد من المشروعات ذات الصلة ومنها وادي السليكون ومصنع السليكون المعدني ومصانع إنتاج السليكا ومشروع إنتاج الترانزستور العضوي.
-وجود العديد من الدول التي دخلت صناعة الرقائق الإلكترونية حديثًا وتمتلك مصر معها علاقات جيدة ومنها الهند وماليزيا وسنغافورة والإمارات.
-التنافس الدولي في مجال الرقائق الإلكترونية وما يخلقه من فرص وتحديات على حد سواء.
وأشار مركز المعلومات إلى أبرز المتطلبات اللازمة للنجاح والموارد المطلوبة لصناعة الشرائح/ الرقائق الإلكترونية مشيراً إلى ما يلي:
-استكمال الخطوات التي قامت بها الحكومة من خلال المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية، ووضع رؤية لمسارات التحرك نحو توطين الصناعة، من خلال الدخول ضمن سلاسل إنتاج الرقائق الإلكترونية.
-أهمية التواصل مع الشركات الكبرى المنتجة للرقائق الإلكترونية، خاصة تلك التي لها استثمارات في مصر مثل شركة سامسونج من خلال التفاوض على البدء في إقامة "مسابك" لها داخل مصر. -أهمية دراسة التجارب الدولية للمنتجين الجدد ماليزيا والهند وسنغافورة والتعاون مع دول مثل الإمارات في إنتاج الرقائق الإلكترونية.
-قيام وزارتي التربية والتعليم الفني، والتعليم العالي والبحث العلمي بزيادة التركيز على دراسة سبل دعم صناعة الرقائق الإلكترونية من خلال أقسام مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومراكز النانو تكنولوجي بالجامعات المصرية خاصة صناعة الصمامات الإلكترونية "الترانزستور" وبالتعاون أيضًا مع وادي التكنولوجيا في محافظة الإسماعيلية ووزارة الدولة للإنتاج الحربي.