عاجل
الخميس 2 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

العلماء يحذرون: الدهون المخفية" تتسبب في شيخوخة الجسم بصمت

توصلت دراسة كبيرة إلى أن الأشخاص النحيفين قد يظلون عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية قاتلة، بسبب الدهون المخفية التي تسرع شيخوخة القلب.



 

تتراكم الدهون الخطيرة - المعروفة بالدهون الحشوية - في أعماق الجسم، وتلتف حول الكبد والمعدة والأمعاء.

 

وعلى عكس الدهون التي يمكنك رؤيتها وقرصها، فهي غير مرئية من الخارج، مما يعني أن العديد من الأشخاص الذين يبدون نحيفين قد لا يزالون يحملون كميات ضارة.

 

قام الباحثون بتحليل بيانات من أكثر من 21 ألف شخص ووجدوا أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من الدهون الحشوية أظهروا علامات تشير إلى أن قلوبهم وأوعيتهم الدموية تشيخ بسرعة أكبر.

وكشفت اختبارات الدم أن هذا النوع من الدهون يسبب أيضًا التهابًا في جميع أنحاء الجسم - وهي عملية مرتبطة منذ فترة طويلة بالشيخوخة المبكرة والمرض.

وتشير النتائج، التي نشرت في مجلة القلب الأوروبية، أيضًا إلى أن شكل الجسم قد يكون أكثر أهمية من الوزن وحده عندما يتعلق الأمر بصحة القلب.

كان الرجال الذين يحملون الدهون حول البطن في نوع الجسم "على شكل تفاحة" أكثر عرضة لإظهار شيخوخة القلب المتسارعة.

وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن النساء "ذات شكل الكمثرى" اللاتي لديهن استعداد وراثي لتخزين الدهون حول الوركين والفخذين - المعروفة باسم الدهون الألوية الفخذية - يتمتعن بقلوب أكثر صحة وأصغر سنا.

وقد تساعد الدهون الموجودة في الجزء السفلي من الجسم أيضًا في الحماية من أمراض القلب والسكتات الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني.

ووجد الباحثون أيضًا أن ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث كان مرتبطًا بتباطؤ شيخوخة القلب - مما يشير إلى أن الهرمون قد يلعب دورًا وقائيًا.

 

وللتوصل إلى هذه الاستنتاجات، قام العلماء في مختبر العلوم الطبية التابع لمجلس البحوث الطبية في لندن بتحليل صور التصوير بالرنين المغناطيسي للمشاركين في البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

تم استخدام صور الجسم بالكامل لرسم خريطة لكمية وموقع الدهون، في حين تم تقييم عمليات المسح التفصيلية للقلب والأوعية الدموية باستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن علامات الشيخوخة - مثل تصلب الأنسجة أو التهابها.

تم بعد ذلك إعطاء كل مشارك "عمر قلبه"، والذي قارنه الباحثون بأعمارهم الحقيقية.

وقال البروفيسور ديكلان أوريجان من إمبريال كوليدج لندن المشرف على الدراسة: "لقد عرفنا عن التمييز بين التفاحة والكمثرى في الدهون في الجسم، ولكن لم يكن واضحا كيف يؤدي ذلك إلى نتائج صحية سيئة.

وقال إن أبحاثنا تُظهر أن الدهون "الضارة"، المتراكمة بعمق حول الأعضاء، تُسرّع شيخوخة القلب، لكن بعض أنواع الدهون قد تحمي من الشيخوخة، وتحديدًا الدهون حول الوركين والفخذين لدى النساء.

وأشار البروفيسور ديكلان أوريجان إلى أن الدراسة ظهرت أن مؤشر كتلة الجسم ليس طريقة جيدة للتنبؤ بعمر القلب، وهو ما يؤكد أهمية معرفة مكان تخزين الدهون في الجسم وليس فقط الوزن الإجمالي للجسم.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يخطط فريق ديكلان أوريجان البحثي الآن للتحقيق فيما إذا كانت حقن إنقاص الوزن الجديدة مثل Ozempic قادرة على استهداف تأثيرات الشيخوخة التي تسببها هذه الدهون المخفية.

وقد ثبت بالفعل أن الأدوية، التي تحاكي هرمون GLP-1 المثبط للشهية، تعمل على خفض مستويات الدهون الحشوية الخطيرة - وقد تساعد يومًا ما في الحفاظ على شباب القلب لفترة أطول.

وأضاف البروفيسور برايان ويليامز، كبير المسؤولين العلميين والطبيين في مؤسسة القلب البريطانية: "نحن نعلم بالفعل أن الدهون الحشوية الزائدة حول القلب والكبد يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول، لذلك من المثير للقلق أنها قد تساعد أيضًا في تسريع شيخوخة القلب والأوعية الدموية".

وقال : نظرًا لأن نمط توزيع الدهون الذي نراه عادةً في أجسام النساء مرتبط بالاستروجين، فقد يكون هذا الهرمون مفتاحًا للعلاجات المستقبلية التي يتم تطويرها لمعالجة شيخوخة القلب، مؤكدًا أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة المزيد من النشاط البدني يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الدهون الحشوية."

وفي وقت سابق من هذا الصيف، قام باحثون أمريكيون بتطوير اختبار مجاني عبر الإنترنت يزعمون أنه يمكن أن يساعدك في حساب ما إذا كان قلبك يشيخ بشكل أسرع من باقي أجزاء جسمك.

من خلال الاستفادة من البيانات التي تقدمها جمعية القلب الأمريكية، يمكن أن يساعدك ذلك على فهم مدى الضغط الذي يتعرض له قلبك بشكل أفضل.

يطلب منك إدخال جنسك وعمرك ومستوى الكوليسترول الكلي وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة وضغط الدم الانقباضي وما إذا كنت تعاني من مرض السكري أم لا، وما إذا كنت تتناول أدوية لخفض ضغط الدم أو الستاتينات.

ويتطلب منك أيضًا إدخال معدل الترشيح الكبيبي المقدر "eGFR" الخاص بك والذي يستخدم لقياس مدى كفاءة عمل كليتيك.

تم اختبار حاسبة العمر على أكثر من 14000 بالغ أمريكي تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا من عام 2011 حتى عام 2020. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز