
العلماء ينفون المزاعم الدينية بشأنه
"القمر الأسود" المرتبط بنبوءات نهاية العالم يظهر في غضون أيام

شيماء حلمي
أدى حدث فلكي نادر يشهده العالم هذا الأسبوع إلى إثارة التكهنات حول نبوءات دينية عن نهاية العالم.
وتحدث هذه الظاهرة المعروفة باسم "القمر الأسود" عندما يرتفع القمر الجديد الثاني خلال شهر تقويمي واحد.
على عكس القمر المكتمل، يمر القمر الجديد بين الأرض والشمس، مما يعني أن الجانب المواجه لكوكبنا يبقى في الظل وغير مرئي للعين المجردة.
وأشار مراقبو النبوات إلى مقاطع من إحدى الكتب الدينية وتحديدًا “التوراة”، الذي يحذر قائلًا: "ستظلم الشمس، والقمر لن يعطي ضوءه"، لكن علماء الفلك سارعوا إلى التأكيد على أنه ليس هناك ما يدعو للقلق.
وقال والتر فريمان، أستاذ الفيزياء المساعد بجامعة سيراكيوز في ولاية نيويورك الأمريكية: "القمر الأسود هو مجرد قمر جديد ثان يحدث في شهر تقويمي واحد".
إذا ظهر هلال جديد قرب بداية الشهر، فقد يظهر الهلال التالي قبل انتهائه، ومن الناحية العلمية، لا يختلف هذا عن أي هلال جديد آخر، فمصطلح "القمر الأسود" ليس تسمية علمية رسمية، بل هو لقب عامي لهذه الظاهرة التقويمية النادرة.
خلال مرحلة القمر الجديد، تشرح وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن ضوء الشمس يضيء الجانب البعيد من القمر بينما يظل الجانب المواجه للأرض مظلما، مما يجعل سطح القمر غير مرئي للمراقبين على الأرض.
وسيصل هذا القمر الأسود إلى ذروته في وقت مبكر من يوم الجمعة 22 أغسطس الجاري، حوالي الساعة 12 صباحًا بالتوقيت الشرقي في نصف الكرة الأرضية الغربي.
وسوف يشاهد المراقبون في أجزاء أخرى من العالم هذا الحدث يوم السبت.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، تحدث الأقمار السوداء الموسمية تقريبًا مرة كل 33 شهرًا، ومن المتوقع أن يحدث القمر الأسود المقبل في 20 أغسطس 2028.
على مدار 29.5 يومًا، يتطور القمر من قمر جديد، مع إضاءة بنسبة صفر بالمائة كما يُرى من الأرض، إلى قمر مكتمل، مع إضاءة بنسبة 100%، ثم يعود مرة أخرى.
نظرًا لأن هذه الدورة أقصر قليلاً من الشهر العادي، فإنها تسمح أحيانًا بحدوث قمرين جديدين في شهر تقويمي واحد.
وأطلق علماء الفلك الهواة وعشاق الفضاء على هذا القمر الجديد الثاني اسم "القمر الأسود".
واعتبر بعض المنجمين هذا الحدث ذا أهمية روحية، على الرغم من أن العلماء المحترفين لا يرون أي معنى جوهري يتجاوز الميكانيكا الفلكية.
وفي عام 2016، وصف مايكل جريشكو من ناشيونال جيوجرافيك القمر الأسود بأنه "التوأم الشرير للقمر الأزرق"، مشيرًا إلى أنه على الرغم من الادعاءات المثيرة على الإنترنت، فإن مثل هذه الأحداث لا تنذر بالكارثة أو نهاية الأيام.
ورغم أنه لا يوجد ما هو مذهل يُرى في السماء نفسها خلال القمر الأسود، إلا أن غياب ضوء القمر يُضفي بصيص أمل على مراقبي السماء.
فمع الليالي المظلمة، تُصبح مراقبة النجوم والكواكب أسهل بكثير.
ومن المتوقع أن تبرز كوكبات مثل الجبار والثور والأسد بشكل أوضح، بينما سيتألق كوكب الزهرة، ألمع جرم في سماء الليل، بصبغة صفراء خافتة، كما سيظهر المريخ كنقطة حمراء قرب كوكب السرطان.
وقال فريمان "إن غياب ضوء القمر يوفر ظروفا مثالية لرؤية النجوم"، مؤكدًا أنها فرصة ممتازة لعلماء الفلك الهواة أو أي شخص مهتم بالسماء الليلية للحصول على رؤية أكثر وضوحًا للنجوم والكواكب التي عادة ما يحجبها القمر".