

محمد عبد الرحمن
بصمة آية عبد العاطي
منذ ظهر الراديو ومعيار نجاح المذيع قدرته على جذب المستمعين في التوقيت الذي يُطل من خلاله، أمر يفسر لماذا يتمسك المذيع بموعد ظهوره أكثر من أي شيء آخر، المحتوى نفسه أحيانا لا يهم، لأن كل فئة من الجمهور تستمع للراديو في أوقات بعينها وترتبط بالصوت والأسلوب أكثر من أي شيء آخر، حقيقة يشعر بها المذيع البديل فحتى لو كان نجما في الفترة الصباحية مثلا، يعاني لإقناع جمهور ما بعد الظهيرة بأنه قادر على سد فراغ الغائب طالما آذان الناس اعتادت على الأخير.
على الجانب المقابل من كل هذا تقف آية عبد العاطي مذيعة نجوم إف إم التي صنعت لنفسها "بصمة خاصة" تميز برامجها أيا كان التوقيت ودورية العرض، في رمضان أو خارجه، يوميا أو أسبوعيا، مباشرا كان أو مسجلا، عبد العاطي التي أتابعها منذ كانت متسابقة في "راديو ستار" تنتمي روحيا وفكريا للجيل المؤسس للإذاعة، حيث يبني المذيع علاقة وثيقة وممتدة مع المستمع من خلال محتوى يبتعد عن الطابع اليومي المسلي، والذي يحتاجه المتابعون بالطبع لكنهم يريدون أيضا من يخاطب عقولهم ويحرك بداخلهم مواهب كامنة أبرزها موهبة البحث عن المعلومات، وهي تلك التي تنطلق منها كل برامج آية عبد العاطي تقريبا، حيث "حٌب المعرفة" محرك أساسي لتلك البرامج، خصوصا الرمضانية منها مثل "موزاييك" و"شغف" و"ستوديو 10"، ومن قبلها برامجها الأسبوعية مثل "منطقتي" و"كيميا" قبل أن تذهب إلى "استثارة الخيال" في برنامجها الحالي "ديجافو" الذي ينطلق من قصة قصيرة لأديب عالمي أو عربي وتطلب من المستمعين استكمالها وتخيل باقي أحداثها.
متابعة عينة من مداخلات جمهور آية تؤكد ما سبق، حيث اتصال وشيج بين مقدمة البرنامج ومتابعيها، ورغبة مستمرة في الاطلاع على ثقافات متعددة، وكل ذلك بصوت إذاعي مرح يؤكد بصمتها التي تجمع بين الإمتاع اللحظي خلال البث والاستفادة اللاحقة، حيث موضوعات برامجها قابلة لإعادة الاستماع في أي وقت.