عاجل
الأربعاء 13 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

تحليل الحمض النووي يؤكد أن الجثة تحت الجليد تعود إلى دينيس تينك بيل

عاجل.. العثور على رفات باحث بريطاني مفقود بعد 66 عامًا

الباحث المفقود
الباحث المفقود

في 26 يوليو 1959، انطلق دينيس "تينك" بيل، المغامر البريطاني البالغ من العمر 25 عامًا، في رحلة استكشافية قبالة شبه الجزيرة القطبية الجنوبية.



كان الشاب اللندني، وهو عامل راديو وخبير أرصاد جوية، يجري أعمال مسح مع زميل له في نهر إيكولوجي الجليدي، وهي منطقة برية جليدية نائية تتدفق إلى خليج أدميرالتي.

 

 

ولكن الكارثة حلت عندما سقط دينيس فجأة على ارتفاع حوالي 100 قدم عبر الجليد والثلوج، وباءت محاولات سحبه إلى الأعلى بالفشل بشكل مأساوي. 

لمدة أكثر من 65 عامًا بعد الكارثة، ظل جسد بيل في عداد المفقودين للأسف- ولكن بعد رحلة استكشافية جديدة في المنطقة، أصبح من الممكن الآن دفن الباحث الشجاع.

أعلن علماء في هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي "BAS" اكتشاف بقايا دينيس- بين الصخور التي كشف عنها الجليد المتراجع الآن.

وقال شقيقه ديفيد، الذي يعيش الآن في أستراليا، إنه وشقيقته فاليري "مصدومان ومندهشان" بعد الاكتشاف. 

 

كان دينيس الأكبر بين ثلاثة أشقاء، وبدا قادرًا على القيام بأي شيء، من صيانة محركات البنزين إلى التصوير الفوتوغرافي، بما في ذلك معالجة أفلامه بنفسه. 

قال ديفيد: "لقد صنع جهاز راديو من الصفر، وقضى ساعات في تحليل شفرة مورس".

"إن إعادته إلى المنزل ساعدتنا على تقبل الخسارة المأساوية لأخانا الرائع".

نشأ دينيس "تينك" بيل في هاروو، شمال غرب لندن، قبل أن يحصل على وظيفة كخبير أرصاد جوية في هيئة مسح تبعيات جزر فوكلاند "FIDS"، وهي الهيئة البديلة لهيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي "BAS". 

كان مولعًا بالمغامرة، وتم تعيينه في مهمة لمدة عامين في خليج الأميرالية، وهي قاعدة بريطانية صغيرة تضم نصف دزينة من الرجال، على جزيرة الملك جورج قبالة الساحل الشمالي لشبه الجزيرة القطبية الجنوبية. 

كان دينيس معروفًا في القاعدة بروح الدعابة لديه وشخصيته الأكبر من الحياة، وحبه للمسرح والأكل، ولأنه كان طاهيًا ممتازًا، على الرغم من فوضويته. 

ووصف راسل تومسون، زميله وصديقه الذي كان معه في القاعدة، نكاته العملية وتحدث عن "شخصيته الهائلة والعظيمة". 

في ذلك الأحد المشؤوم، صعد دينيس وزميله جيف ستوكس إلى نهر إيكولوجي الجليدي باستخدام زلاجات تجرها كلاب الهاسكي، والتي كانت تظهر عليها علامات التعب. 

ولتشجيعهم، ذهب دينيس لحثهم على الاستمرار من دون زلاجاته، واختفى فجأة، تاركًا حفرة كبيرة سقط من خلالها. 

يصف السير فيفيان فوكس، المدير السابق لـ BAS، القصة المروعة لوفاة بيل في كتابه "من الجليد والرجال" الذي نشر عام 1982. 

كتب: "أثناء تفحصه الأعماق، نادى ستوكس مرارًا وتكرارًا، وشعر بارتياح كبير عندما أُجيب، أنزل حبلًا لمسافة مائة قدم تقريبًا، وطلب من بيل أن يربط نفسه.

بدأت عمليات سحبه، وكان كل شيء يسير على ما يرام، لكن بيل ربط الحبل بحزامه بدلًا من لفه، لذلك عندما وصل إلى القمة، التصق جسده بكتلة جيليدية، فانقطع الحزام، وسقط مجددًا، وهذه المرة، لم يُجب ستوك على نداءاته.

ووصف السير فيفيان الحادث بأنه كان مأساويا حيث تتحرك الأنهار الجليدية ببطء دائمًا، وإن لم يكن ذلك واضحًا عادةً، تُسبب هذه الحركة إجهادًا، مما يُسبب بدوره تشققًا، مما يجعلها غير مستقرة.  

ولسوء الحظ، باءت جهود ستوكس ورجلين آخرين للوصول إلى بيل، مخاطرين بحياتهم في "ظروف مروعة" للقيام بذلك، بالفشل، ولم يتم العثور على رفاته أبدًا - حتى هذا العام.

 

في يناير 2025، كان فريق من الباحثين من محطة هنريك أركتوفسكي البولندية في أنتاركتيكا على جزيرة الملك جورج يقومون بمسح منطقة خليج الأميرالية حيث اختفى دينيس.

عثر الباحثون على عظام في الجليد والصخور، وتم نقلها إلى جزر فوكلاند على متن سفينة الأبحاث الملكية البريطانية السير ديفيد أتينبورو ثم عادت إلى لندن. 

وتم بعد ذلك إرسال البقايا البشرية إلى اختبار الحمض النووي من قبل دينيس سيندركومب كورت، أستاذة علم الوراثة الشرعي في كلية كينجز بلندن. 

ومع ذلك، فإن شقيقه ديفيد سيزور إنجلترا قريبًا حيث سيقوم هو وأخته بدفن دينيس أخيرًا.

وقال  لشبكة "بي بي سي": "رائع! سألتقي بأخي، قد تقولون إنه لا ينبغي أن نكون سعداء، لكننا سعداء. لقد عُثر عليه، لقد عاد إلى المنزل الآن".

وقالت البروفيسورة دام جين فرانسيس، مديرة BAS، إن دينيس كان واحدًا من العديد من أفراد FIDS الشجعان الذين ساهموا في الاستكشاف المبكر للقارة القطبية الجنوبية. 

وأضافت "بالرغم من وفاته عام 1959، إلا أن ذكراه ظلت حية بين زملائه وفي إرث الأبحاث القطبية". 

"يأتي هذا الاكتشاف ليكشف عن لغز استمر لعقود من الزمن ويذكرنا بالقصص الإنسانية المضمنة في تاريخ العلوم في القارة القطبية الجنوبية".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز