
أسرار مدهشة خلف مشهد طريف..
دراسات تكشف لغز رمي القرود الطعام على الزوار

سارة هليل
إذا كنت قد زرت حديقة حيوان يومًا، فربما شاهدت قردًا يلقي قطعة فاكهة أو شيئًا غريبًا نحو الزوار. مشهد يثير الضحك أحيانًا والاستغراب أحيانًا أخرى، لكنه ليس مجرد حركة عشوائية أو نوبة غضب كما يظن الكثيرون، بل سلوك معقد يكشف عن ذكاء القردة وروح الدعابة لديها.
من الغابة إلى حديقة الحيوان: لغة جسد تتجاوز الحدود
تشير دراسات سلوكية أُجريت في حدائق حيوان أوروبية وآسيوية “Journal of Primatology, 2023” إلى أن القردة الاجتماعية، مثل البابون والمكاك، تمتلك قدرة عالية على الملاحظة والتقليد، وتستخدم رمي الأشياء كوسيلة للتواصل أو جذب الانتباه. في البرية، قد تلجأ القردة إلى رمي الأغصان أو الثمار الجافة أثناء الصراع على الطعام أو لفرض سيطرتها، لكن داخل بيئة الأسر تتحول المستهدفات إلى الزوار، مع بقاء الهدف الأساسي نفسه: التعبير عن المشاعر وإظهار المكانة.

المرح والذكاء: الجمهور جزء من اللعبة
بحث صادر عن جامعة كولورادو (2024) كشف أن القردة تميل لتكرار السلوكيات التي تحصد ردود فعل قوية من الناس، خاصة الأطفال، ما يجعل رمي الطعام أو الأغراض نوعًا "العرض المسرحي" الذي تتفاعل فيه القردة مع جمهورها. فعندما تدرك أن إلقاء شيء صغير يؤدي إلى ضحكات أو صرخات، فإنها تعيد الفعل مرات عدة، وكأنها تختبر حدود التفاعل.
ما الذي ترميه القردة؟ القائمة قد تفاجئك
رصد الباحثون والزوار قائمة طريفة من الأشياء التي قد تطير نحوك في أي لحظة مثل:
بقايا فواكه وخضروات لم تُؤكل.
حجارة صغيرة أو أغصان.
أكياس أو علب تركها الزوار دون انتباه.
وحتى ملابس أو قبعات تُنتزع بخفة يد مدهشة من الزوار الذين يقتربون كثيرًا.
هذه الاختيارات ليست عشوائية، بل تعكس فضول القردة وحبها للتجربة، فهي تدرس ردة فعلك وكأنها تمارس لعبة اجتماعية.
_20250810191430.jpg)
نصائح للزوار: كيف تتعامل مع هذه اللحظات؟
إذا كنت تخطط لزيارة حديقة حيوان أو محمية، استمتع بالمشهد ولكن بحذر، حيث يجب تجنب إطعام القردة أطعمة غير مناسبة، كما يجب عليك ألا تقترب كثيرًا أو تعرض أغراضك الشخصية، وأخيرا تذكر أن الهدف غالبًا ليس الإيذاء، بل لفت الانتباه أو التسلية.
أكثر من مجرد لحظة طريفة
مشاهدة قرد يرمي شيئًا نحوك قد تكون فرصة لفهم جانب مذهل من عالم الحيوان، حيث الذكاء، الفضول، وروح الدعابة تلتقي في تصرف واحد. إنه تذكير بأن التفاعل بين البشر والحيوانات لا يقتصر على المشاهدة، بل قد يتحول إلى حوار صامت مليء بالمرح والاكتشاف.